انجلترا تمنع تداول عملة ورقية من فئة 50 جنيهاً

إذا كنت تخطط لزيارة بريطانيا قريبا، وتنوي أن تحمل معك بعضا من الجنيهات الاسترلينية نقدا، فكن حذرا للغاية عندما تحول عملة بلادك إلى الجنيه الاسترليني، وتحديدا إلى العملات الورقية فئة الـ 50 جنيها.

عند تغيير عملتك الوطنية إلى الاسترليني لا تتردد في سؤال الصراف إذا كانت العملات الورقية من فئة 50 جنيها استرلينيا التي سيعطيها لك من النوع القديم الذي يحمل صورة “جون هيبلون” أم لا، فإذا كانت تحمل تلك الصورة فالأفضل لك ألا تقبلها منه، والسبب ببساطة أنك يمكن أن تعاني كثيرا إذا أردت أن تستخدم تلك الورقة النقدية للشراء أو التبضع أو التنقل في أراضي المملكة المتحدة.

فبنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني)قرر بحلول 30 أبريل المقبل منع تداول العملة الورقية من فئة الـ 50 جنيها استرلينيا التي تحمل صورة جون هيبلون في جميع الأسواق البريطانية، وسيقوم البنك بسحب تلك الأوراق المالية من الأسواق، بل سيكون من حق المصارف البريطانية والمحال التجارية رفض تلك العملة بعد نهاية الشهر المذكور.

لكن مجموعة من المصارف البريطانية وهي بنك باركليز، ونيت ويست، وبنك أسكتلندا الملكي، وبنك اليستر، ومكاتب البريد وافقت على مواصلة تغيير العملة القديمة حتى نهاية تشرين الأول (أكتوبر) المقبل شريطة ألا يزيد المبلغ المراد تغييره عن 200 جنيه استرليني.حسبما تناولته”الاقتصادية”.

ويعلق اليستر دين المختص في تاريخ العملات قائلا “ليست هذه المرة الأولى التي يقوم فيها بنك إنجلترا بسحب إحدى العملات النقدية الورقية من التداول، بسبب تغيير التصميمات الموجودة على العملة، فهذه التصميمات ليست لتجميل شكل العملة، وإنما أيضا تتضمن تفاصيل فنية تجعل من الصعب تزييفها، ومن ثم فإن عملية التغيير تهدف لطرح ورقة نقدية جديدة من فئة الـ 50 جنيها لكي يصعب تزييفها”.

وأضاف أن توقف المصارف عن قبول الورقة النقدية القديمة لا يعني أنك ستكون قد خسرتها للأبد، فبنك إنجلترا ملزم بتغييرها لك، ولا يستطيع أن يرفض ذلك وفقا للقانون، كل ما هنالك أن هذا يجب أن يتم في مقر البنك في لندن.

ويقدر البنك القيمة الإجمالية للعملات الورقية فئة الـ 50 جنيها استرلينيا المتداولة في الاقتصاد البريطاني بنحو 224 مليون ورقة نقدية تبلغ قيمتها الإجمالية 11.2 مليار جنيه استرليني من بينها 63 مليون ورقة نقدية من فئة الـ 50 جنيها التي سيتم إلغاؤها بقيمة إجمالية 3.2 مليار استرليني.

ووفقا للقانون البريطاني فإن بنك إنجلترا ملزم بأن يعلن رسميا للمواطنين قبل شهر من بدء تنفيذ قراره بسحب أي عملة من التداول، وبالفعل فإن البنك أطلع المواطنين في عام 2010 على نيته في سحب العملة الورقية من فئة الـ 20 جنيها من التداول وإحلالها بعملة ذات تصميم جديد.

ويعد جون هيبلون المرسومة صورته على العملة البريطانية أول محافظ لبنك إنجلترا، وقد عين في منصبه عام 1694، وكانت صورته قد وضعت على العملة عام 1994 في الذكرى الـ 300 لتوليه منصبه، وتم استبدال صورته بشخصين آخرين، هما ماثيو بولتون، وجيمس وات، اللذان لعبا دورا مهما في الثورة الصناعية في بريطانيا من خلال اختراع الآلة البخارية التي وضعت المملكة المتحدة في مصاف الدول المتقدمة، كما أن البنك قام بعديد من التدابير التي جعلت تزوير العملات المعدنية صعبا للغاية، وقد بدأ تداول تلك العملة من فئة الـ 50 جنيها استرلينيا وعليها صور ماثيو بولتون وجيمس وات منذ تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2011.

وتأتي تلك الخطوة في إطار جهود بنك إنجلترا لتطوير العملات البريطانية، فإضافة إلى طرح مجموعة من العملات النقدية المعدنية ذات التصميمات الجديدة بمناسبة إحياء الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى ودورة الألعاب لبلدان الكومنولث، فإنه بحلول عام 2016 سيطرح عملات بلاستيكية لتحل محل العملات الورقية الراهنة، على أن تكون أولى هذه العملات من فئة الخمسة جنيهات استرلينية، وتحمل صورة ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الذي قاد بلاده لتحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية.