الخميس, 8 مايو 2025

الجبيل السعودية تنقذ “توتال” الفرنسية من عجز نظام بلادها الصناعي

النظام الصناعي الفرنسي “عاجز”، بهذه الكلمات صدم كريستوف دو مارجري، الرئيس التنفيذي لشركة توتال المجتمع الفرنسي، وهو ما دفع شركته إلى الخروج للاستثمار في مدينة الجبيل السعودية ومدينة أنتويرب البلجيكية.

فبعد إرث “ثلاثين عاما متألقا” ، كان مارجري، أحد الذين تجرؤا على استخدام هذه الجملة أثناء حوار صحفي مع صحيفة ليزيكو في 28 أغسطس عام 2013، باعتقاده النظام الصناعي الفرنسي “عاجز”، فهذا واضح ويجب القبول بسماع ذلك، وقد شكل هذا التصريح صدمة تشخيصية من رجل الصناعة الأولى في فرنسا، كما لاقى أهمية خاصة.

اقرأ المزيد

في ذلك الوقت، كان رئيس توتال يمهد الطريق لمجموعته الخاصة ليعلن بعد بضعة أيام عن نيته لإغلاق الوحدة الرئيسية للمجمع الكيميائي في كارلينج، موسيل ، الذي يمثل ،إلى حدما، أداة الصناعة الفرنسية التي أنشئت في عام 1950 للاستثمار في فحم لورين، وهي صغيرة الحجم نسبيا وبعيدة عن الموانئ والمصافي.

فرنسا في نهاية القائمة ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي

يختصر روبن ريفاتون معاناة فرنسا ، وهو مؤلف العديد من المدونات عن الصناعة قائلا ” نحن ندفع ثمن نقص الاستثمار لمدة 20 عاما فالشركات الصغيرة المهمشة اقتصرت على نفقاتها والمجموعات العالمية استثمرت في دول أخرى، لا سيما في الأسواق الناشئة”.

وفقا لمصرف الاستثمار الأوروبي، فإن فرنسا و إيرلندا من دول أوروبا التي خصصت ميزانية أقل لقاعدتها الصناعية بين عامي 1995 و 2002. ف 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي (GDP) مقابل أكثر من 8٪ في بلجيكا وإيطاليا. ويؤكد وزير إنتعاش الإنتاجية الفرنسي ، أرنو مونتوبورغ، في لقاء مع صحيفة لوموند “نعم، لقد ترجم هذا التهميش إلى شيخوخة أجهزة الدولة وفقدان القدرة التنافسية، لقد كانت فترة حكم ساركوزي كارثية في هذا المجال”.

على سبيل المثال ” الروبوتات الناطقة”، في عام 2013، لم تنتج مصانع فرنسا إلا 33.000 روبوت صناعي مقابل 58.600 روبوت في إيطاليا و 800.165 في ألمانيا “بلد الميكانيكا” وفقا للاتحاد الدولي للروبوتات. هناك فجوة واسعة بين فرنسا ومنافسيها في الاتحاد الأوروبي ، لقد تم تركيب 2900 روبوت فقط في فرنسا في عام 2013 مقابل أكثر من ستة أضعاف هذه الكمية في ألمانيا ، كما أن بريطانيا بدأت المنافسة منذ وقت طويل. لاتلوح في الأفق الفرنسي حتى اليوم ، أي علامات انتعاش بعد ارتفاعه في عامي 2010 و 2011، ومنذ منتصف عام 2012 انخفضت طلبات الآلات المكنية وغيرها من معدات الإنتاج لتهبط إلى 25٪ في عام 2013، وفقا لاتحاد شركات تكنولوجيا الإنتاج (Symop). وفي نفس الوقت، بلغت طلبات الشركات اليابانية أعلى مستوى لها منذ خمس سنوات.

في بعض الحالات، تثير شيخوخة المجمع الصناعي قضايا السلامة . ففي السنوات الأخيرة، حدثت مجموعة من الصدمات الكهربائية في الأماكن التابعة للحكومة . في عام 2007،تلوث ما يقرب من 40 كم من ضفاف نهر غارون بسبب تسرب حاوية في مستودع نفطي. وفي عام 2008، أدى تسرب خطوط الأنابيب في DONGES “لوار أتلانتيك” إلى الحاجة لتنظيف ضفاف لوار وساحل المحيط الأطلسي لمدة ثلاثة أشهر من العمل. وفي العام التالي،أدى انقطاع خط أنابيب إلى تلوث عدة هكتارات من حديقة Crauالإقليمية. لذا أطلقت الحكومة “خطة الشيخوخة” لتعبئة الشركات الصناعية ونشر عمليات التفتيش في مواقع التصنيع ، حوالي 300 مرة سنويا حتى عام 2017 على الأقل كما صرحت بذلك باتريسيا بلانك، المديرة التنفيذية للحماية من المخاطر في وزارة البيئة.

ذات صلة



المقالات