الإثنين, 2 سبتمبر 2024

مستقبل صناعة الصلب في الخليج بين ضبابية الرؤية وفائض الميزانية

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

شهد عام 2013 نموا سريعا في صناعة الصلب في الشرق الأوسط لكن نمو الطلب لم يكن موحدا، والمنطقة ككل لا تزال تستهلك كميات كبيرة من الصلب. وفي الوقت نفسه، لايزال نمو الإنتاج من الموجودات والقدرات الجديدة مستمرا.

أجرى مركز أبحاث المعادن ميتال بوليتن (MBR)، ومقره نيويورك، دراسة عن أسواق صناعة الصلب في المنطقة والتوقعات لعام 2014 والسنوات الخمس المقبلة ملخصها أن : الطلب الإقليمي لجميع دول التعاون الخليجي في عام 2013 ، تجاوز 6٪ بعد نمو يقترب من 10٪ في عام 2012، ومما عززهذا الطلب ارتفاع أسعار النفط وكذلك ارتفاع مستويات إنتاج النفط لتعويض انخفاض الإمدادات من إيران و ليبيا.

اقرأ المزيد

استراتيجيا، تحاول الحكومات الإقليمية الاستفادة من فائض الميزانيات في الاقتصادات المحلية كمحاولة لتنويع وزيادة العمالة المحلية. يعد السوق السعودي هو الأكبر في المنطقة، وفي الوقت الذي استمرفيه نمو البناء على قدم وساق لعام 2013 ، كانت هناك انقطاعات في الطلب بسبب ترحيل وزارة العمل لآلاف المقيمين المخالفين لأنظمة الإقامة مما أضر قطاع البناء والتشييد بشكل خاص . بالنسبة للواردات، استمرت بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا ومصادر الشرق الأوسط الأخرى. مما اضطر شركة “حديد” لخفض سعر قاعدتها ليصل إلى 2600 ريال سعودي لكل 700 طن أي 694 دولار لكل 600 طن.

اشترت “حديد” مليون طن من الخطوط الحديدية مع 500.000 طن من قضبان الأسلاك في وقت مبكر من السنة ،كما أعلنت عن نيتها بناء مصنعين سيبدآن الإنتاج في عام 2018 بحيث يتم إنتاج 1.5 مليون طن سنويا من الصفائح في الجبيل ومليون طن CR سنويا وخط تعبئة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ ليصل بذلك إجمالي النفقات الرأسمالية 4.3مليار دولار،ورغم أن هذين المصنعين سيكونا أول منشأة لمعالجة العجز الإقليمي في منتجات البناء إلا أن افتتاحها معرض للتأخير. في الإمارات ، تواصل شركة ESI زيادة الإنتاج حيث تعمل أقسامها

بمعدلات استخدام مرتفعة. وإحدى أكثرالتطورات المثيرة للاهتمام في الإمارات خلال 2013 هو عودة Star Steel مرة أخرى لتبدأ إنتاج حديد التسليح في منتصف العام وتشغيل مصنع المتوسط بمعدلات أعلى . وباختيار دبي ، المدينة المضيفة لمعرض إكسبو 2020، يجري حاليا التخطيط لمشاريع بناء ضخمة لعام 2014. في البحرين، بدأت SULB الإنتاج التجاري لأجزاء HR في أوائل عام 2013، حتى ازداد الإنتاج وتحسن سوق البناء .

لايزال الطلب القطري على الصلب أيضا مرتفع ومن المتوقع أن يظل كذلك حتى نهائيات كأس العالم والبنية التحتية المرتبطة به . و في سلطنة عمان،بدأت شركة Jindal عملياتها التجارية الجديدة ب2مليون طن سنويا في نهاية 2013 وبداية 2014والخروج تدريجيا من سوق DRI / HBI. كما تخطط لتثبيت إنتاج مصنع حديد التسليح عند 1.4 مليون طن سنويا بحلول منتصف 2016 .

وكلا من Omani-based، scrap-fed long product producer Sharq Sohar ، ضاعفت أيضا من إنتاجها للصلب الخام وحديد التسليح ليصل إلى 600.000 طن سنويا بحلول نهاية عام 2013،وهذه التوسعات في مسقط من شأنها أن تجعل عمان مصدرا هاما للصلب في عام 2016.

أدى تشديد العقوبات، والتقلب في سعر الصرف وتدهور الاقتصاد المحلي إلى وصول الطلب على الصلب في إيران ذروته لتستهلك 21 مليون طن في عام 2011، وقد ارتفع في 2013 بنحو 3٪ ولكن الواردات استمرت في الانخفاض.في العراق ، لا يزال الطلب ينمو بسرعة ليصل 3مليون طن في عام 2012 بعد أن كان أقل من مليون في عام 2008 والمستفيدين الرئيسيين هما تركيا وأوكرانيا كدول مصدرة . وفي عام 2013، بدأت مجموعة أسترا السعودية بتنفيذ مشروعين لإنتاج 450.000 طن سنويا من صفائح الصلب في الأنماء و300.000 طن سنويا من حديد التسليح في البصرة. وفي سوريا، وصل الطلب ذروته في عام 2009 إلى 2.5 مليون طن وتقديرات مركز MBR تشير إلى أقل من0.5 مليون طن في عام 2013مما أضر أيضا بالسوق اللبناني.

مع ذلك لانستطيع غض البصر عن الوضع السياسي فضبابية الرؤية في الأفق السوري و النووي الإيراني و تصعيد الحرب الأهلية في العراق ، و عودة ظهور الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واحتمالية ظهور بؤر احتجاجات الربيع العربي في الخليج ، توسع دائرة الاضطراب الاقتصادي في المنطقة.

و مع محدودية الإمكانيات، فإن المنطقة أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الإمدادات الدولية من الخردة وخام الحديد باستثناء إيران. بالإضافة إلى ذلك ، ترتكز إيجابية توقعات الطلب الإقليمي لعام 2014 على تعافي الاقتصاد العالمي الذي من شأنه الإبقاء على أسعار النفط مرتفعة ، ودفع الأسواق الإقليمية وكذلك الحكومات إلى تنويع الاقتصادات المحلية وخلق فرص العمل.

ذات صلة

المزيد