الثلاثاء, 3 سبتمبر 2024

6 أسباب تدفع «فيسبوك» للاستحواذ على «واتساب» بـ 19 مليار دولار

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

مع النمو المتسارع والمتغير في عالم الاتصالات وتقنية المعلومات خلال الأعوام العشرة الماضية، شهدت الأسواق العالمية تحولات كبرى، فالهاتف الثابت بعد أن كان الأداة التسويقية الأقوى لمشغلي الاتصالات، تحولت تلك القوة للهاتف المتنقل، وأصبح مشغلو الاتصالات في تنافس لتقديم خدمات متعددة من خلال الهاتف المتنقل (التقليدي الجيل الثاني) من خدمات الرسائل والوسائط (بين الأفراد)، أو خدمات الرسائل الخاصة عبر الاشتراك في خدمات الأخبار وغيرها من خلال أرقام للرسائل خاصة، يدفع من خلالها العميل ما بين 3 و12 ريالا مقابل الرسائل، للحصول على معلومة بشكل يومي أو شهري حتى نهاية عام 2008، مع بدء الانتشار الفعلي للهاتف الذكي المحمول، واشتراكات الجيلين الثالث والرابع من شبكات الهاتف المتنقل.

وتشير بعض الدراسات إلى أن عدد الرسائل من خلال ما يعرف بـ (إس إم إس) انخفض مع نهاية العام الماضي 2013، ليصل إلى 22 مليار رسالة يوميا، مقارنة بالرسائل من خلال تطبيقات مثل “واتساب” و”لاين” وغيرهما، التي تشهد ازديادا متواصلا وصل إلى 28 مليار رسالة يوميا نهاية عام 2013، وتجاوز مع نهاية شباط (فبراير) 2014 مستوى 50 مليار رسالة مكتوبة وأكثر من 500 مليون صورة وفيديو يومياً. تجاوز العدد مع نهاية شباط (فبراير) 2014 مستوى 50 مليار رسالة مكتوبة وأكثر من 500 مليون صورة وفيديو يومياً.

اقرأ المزيد

ومع وجود الإنترنت ورباعي التغيير، عمل كل منها من جانبه لإحداث نقلة كبرى في مجال الاتصال والتواصل الجماعي، بدءًا من مشغلي الاتصالات باستثماراتهم التقنية في شبكات البيانات “برودباند” المتنقلة عالية السرعة (الجيلين الثالث والرابع)، ومصنعي الأجهزة الذكية المتنقلة من خلال تنافسهم لتقديم أحدث الأجهزة الذكية القادرة على محاكاة أفضل أجهزة الحاسب الآلي وبميزات أفضل، ومقدمي الحوسبة السحابية لمتاجر التطبيقات ومنهم متجر أبل ومتجر جوجل ومتجر أمازون وأخيراً مزودي أنظمة الأجهزة المتنقلة وعلى رأسها أنظمة أبل وأنظمة أندرويد.حسبما تناولته”الاقتصادية”.

وأوجد هذا الرباعي فرصا لا حدود لها للمبادرين من الأفراد ومن المنشآت التجارية لبناء تطبيقات بإمكانها تقديم خدمات متنوعة ومتغيرة ومتطورة، مكنت أفراداً من بناء إمبراطوريات، وأخرجت عدد من قادة السوق، وقلصت من نمو منشآت أخرى، ومنها “موتورولا” و”بلاك بيري” و”نوكيا” وغيرها كثير.

عالميا يوجد اليوم ما يزيد على سبعة مليارات هاتف متنقل، منها 25 في المائة هواتف ذكية تستخدمها البشرية، ومن المتوقع أن ينمو هذا العدد ليتجاوز تسعة مليارات مع نهاية عام 2019، وستنمو معها نسبة الهواتف الذكية لتصل إلى ما يزيد على تسعة مليارات نهاية عام 2019، خاصة أن عديدا من الشركات بدأت بتصنيع أجهزة هواتف ذكية أسعارها أقل من 50 دولارا، والبعض فعلاً أنتج هواتف ذكية بـ 25 دولارا، كما أعلن عنه خلال مؤتمر الجوال الدولي في برشلونة شباط (فبراير) 2014.

ومن خدمات وتطبيقات التواصل التي ارتبطت بخدمة التراسل الفوري، تطبيقات المحادثات الصوتية (الهاتفية) من خلال تطبيقات (Ott-OverThe Top)، التي لم تعد تقتصر على خدمات التراسل فقط، بل أصبحت تقدم خدمات المحادثات الهاتفية ومحادثات الفيديو، فحجم الاتصال الدولي التقليدي من خلال الهاتفين الثابت والمحمول، ارتفع بنسبة 7 في المائة ليتجاوز 547 مليار دقيقة عام 2013، مقارنة بأعداد مستخدمي الاتصال الصوتي (الهاتفي) من خلال شبكة الإنترنت VOIP، التي تجاوز عدد المشتركين فيها 640 مليونا ومتوقع أن يتجاوز المليار قبل نهاية عام 2015، وبإيراد متوقع يتجاوز 36 مليارا، ومن المتوقع أن ينمو هذا العدد ليتجاوز تسعة مليارات مع نهاية عام 2019، وستنمو معها نسبة الهواتف الذكية لتصل إلى ما يزيد على تسعة مليارات نهاية عام 2019، ومن المتوقع أن ينمو هذا العدد ليتجاوز تسعة مليارات مع نهاية عام 2019، وستنمو معها نسبة الهواتف الذكية لتصل إلى ما يزيد على ستة مليارات نهاية عام 2019.

فما يقارب 40 في المائة من إجمالي المشتركين بالاتصال عبر الإنترنت يستخدمون تطبيقات OTT-Over the Top مثل تطبيق “فايبر” و”تانغو” و”سكايب” و”نيم بز”، و”فرينق”، و”كاكاوتوك”، وعديد من التطبيقات التي تقدم الاتصال الصوتي والفيديو والرسائل الفورية، فقد حققت “سكايب” ارتفاعا في حجم الحركة ما بين مشتركي “سكايب” ليتجاوز 214 مليار دقيقة مع نهاية عام 2013، بارتفاع أعلى من 30 في المائة عن العام السابق، أيضاً تطبيق “نيم بز”، المشابه لـ “سكايب” حقق نموا ثلاثة أضعاف حجم الحركة ما بين 2011 و2013 ليتجاوز 1.6 مليار دقيقة في الهند.

بدأت شبكات التواصل الاجتماعي بجميع صورها تتحول تدريجياً للتركيز من تقديم خدماتها لمستخدمي الحاسب الآلي الشخصي إلى مستخدمي الأجهزة الذكية المتنقلة (الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية) التي تستخدم أنظمة تشغيل مختلفة عن تلك المستخدمة في أجهزة الحواسيب الشخصية.

فأصبحت كبريات شبكات التواصل الاجتماعي المعروفة مثل فيسبوك وتويتر وجوجل بلس واإنستاجرام وشبكات الاتصال المتعددة الخدمات مثل سكايب وفايبر وتانغو وواتسب ولاين، وغيرها تقدم خدماتها وتطبيقاتها لمستخدمي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المتنقلة، للحصول على أكبر حصة من المستخدمين للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المتنقلة، التي جمعت بين الهاتف الذكي والحاسب الشخصي المتنقل، وخاصة أن نسبة تغلغل الأجهزة المتنقلة تعادل ثلاثة أضعاف نسبة تغلغل أجهزة الحاسب الآلي الشخصي وفي نمو مستمر.

فمع استمرار تحسن السرعات العالية للارتباط بالإنترنت واستمرار انخفاض أسعار الاشتراك للارتباط بالإنترنت، ونمو متاجر التطبيقات وآلية الارتباط بتلك المتاجر مكن الآلاف من الدخول في سوق شبكات وتطبيقات التواصل في عدة صور، منها ما هو شبكات وتطبيقات للتواصل من خلال الرسائل الفورية بين الأفراد والمجموعات، ومنها ما هو للاتصال المسموع والمرئي، ومنها ما هو للتواصل الجماعي عبر الصور والعروض المرئية وغيرها من التطبيقات.

ومع سرعة انتشار الأجهزة والتطبيقات الذكية، لم تعد خدمة الرسائل الاعتيادية SMS التي يقدمها مشغلو الاتصالات تشبع رغبة الفرد كخدمة اتصال أو كخدمة تواصل اجتماعي، بل لم تكن تتعدى كونها خدمة إشعار بين طرفين، ومحددة بنوع معين من الرسائل وهي المكتوبة، مع ارتفاع تكلفة الرسائل (داخليا أو دوليا)، فعمل الأفراد المبادرون كما عملت الشركات لبناء تطبيقات تواصل بمفهوم شبكات التواصل الاجتماعي كبديل لرسائل الموبايل/المحمول، يتم من خلالها إنشاء مجموعات وإرسال مختلف أشكال الرسائل والملفات من مكتوبة ومقروءة ومرئية.

وظهرت تطبيقات متعددة لخدمات التراسل الفورية حول العالم، كل منها تقدم ميزة للتسويق لها وإبرازها كخدمة فريدة، لتعطي الأسواق التي تستهدفها انطباعا تسويقيا عن مدى خصوصية أو سرية أو سهولة أو شمولية التطبيقات التي تقدمها! الشبكات الاجتماعية الكبرى مثل تويتر وجوجل بلس وفيسبوك، حاولت اختراق مجتمع التراسل الفوري إما بتعديل تطبيقاتها أو بإنشاء تطبيقات جديدة خاصة بخدمات التراسل الفوري Instant Messaging.

فالشبكات الاجتماعية أصبحت تنافس على حصص في استخدامات تطبيقات التراسل الاجتماعي Social Instant Messaging من خلال الهواتف الذكية والأجهزة المتنقلة، فـ “تنسنت” الصينية أطلقت “وي شات” WeChat، فيسبوك أطلقت فيسبوك ماسنجر، وجوجل أطلقت هانق آوت Hangouts، وVKontakte في كي الروسية أطلق مؤسسوها تيليجرام، وAlibaba علي بابا الصينية أطلقت ليوانق Laiwang، ومايكروسوفت استحوذت على سكايب، وعلى شبكة التواصل للأعمال يامر، وشركة راكوتن Rakuten اليابانية استحوذت على فايبر Viber، حيث ظهرت مئات التطبيقات الخاصة بالتراسل المكتوب والمرئي أخيراً، وكل منها تحاول أن تحظى بحصة من السوق الأكبر وهو سوق الاتصال والتواصل عبر النقال.

وأخيرا، استحواذ فيسبوك على واتسب بمبلغ فاجأ الكثير لعدة أسباب سنتطرق لبعض منها لاحقا.

من تطبيقات التراسل الفوري التي نالت شهرة عالميا أو في دول معينة مع ملاحظة تنوع وتعدد الميزات التي يحظى بها كل تطبيق مقارنة بـ “واتسب”:

ملاحظة: wechat الأسرع نموا بين الربعين الثاني والرابع خلال 2013، حيث نمت بنسبة 370 في المائة، “واتسب” نمت بنسبة 35 في المائة، و”سناب شات” بنسبة 54 في المائة.

هل فيسبوك تفتقر للرؤية الاستراتيجية أم تفتقر للقدرة الفنية والتسويقية خارج نطاق (منصات) الشبكات الاجتماعية.

من خلال تحليل سابق لـ “فيسبوك” خلال السنوات الأربع الماضية حتى تاريخ استحواذها على “واتسب”، نجد أن لدى فيسبوك عدة محاولات (تحديات)، لم تكن ناجحة إما بسبب عدم وجود الرؤية أو الافتقار للمهارات والخبرة الفنية خارج عالم منصات الشبكات الاجتماعية.

أهم التحديات التي واجهتها فيسبوك

1 ــ تعلم فيسبوك وجميع الشبكات الاجتماعية أن بقاء أي منها مستقبلا، مرهون بمقدرتها لأخذ حصة من سوق مستخدمي الأجهزة المتنقلة، وأكثر التطبيقات استخداما هي تطبيقات التراسل الفوري بكل صوره المكتوبة والمقروءة والمرئية، لكون كل ما يتعلق بحياة المستخدم أصبح يعبر عنها من خلال جهازه المتنقل، وهو التحدي الأكبر الذي تواجهه فيسبوك لتتحول من السيطرة على الشبكات الاجتماعية من خلال أجهزة الحاسب الآلي، إلى السيطرة على شبكات التواصل من خلال الأجهزة الذكية المتنقلة.

2 ــ فيسبوك قبل سنتين أطلقت تعبير (تسويقي) وبشكل صريح (لدينا ما يقتل جي ميل)، فبدلا من gmail@ بإمكان مئات الملايين من مستخدمي فيسبوك البدء باستخدام facebook.com@، وبعد مرور سنتين وبسبب عدم وجود مستخدمين لبريد فيسبوك، أعلنت فيسبوك إقفال الخدمة لعدم وجود مستخدمين، وبالأصح عدم تمكنها من الناحيتين التسويقية والفنية إضافة أي مميزات عما تقدمه الشركات الأخرى، ولعجزها عن تسويق الخدمة بما لا يتعارض مع خصوصية عملائها.

3 ــ مرة أخرى فيسبوك أطلقت خدمة التراسل الفوري (فيسبوك ماسنجر) قبل أقل من سنتين لمنافسة عدد من المتخصصين في منصات المراسلات الفورية، حيث لاقت هذه الخدمة بعض القبول في أمريكا وعدد قليل من دول أمريكا الجنوبية، وفشل في الوصول واختراق في باقي دول العالم على الرغم من وجود فيسبوك كاسم (شبكة تواصل تعد الأولى) في تلك الدول، ولعدة أسباب لم تستطع فيسبوك مرة أخرى منافسة الشركات المتخصصة في منصات التراسل الفوري، ومنها لاين و”واتسب” و”وي شات” وغيرها كثير، قررت بعدها فيسبوك أن تغلق خدمة فيسبوك ماسنجر لكن بعد أن تجد البديل، حيث حاولت شراء “سناب شات” بثلاثة مليارات دولار بحثاً عن مخرج للمشكلة التي تواجهها! وبعدها قامت بالاستحواذ على “واتسب” بمبلغ 19 مليار دولار (بشكل سريع)، وبعدها مباشرة أعلنت أنها قد تغلق فيسبوك ماسنجر في مارس 2014.

4 ــ أيضا حاولت فيسبوك الدخول لعالم الرسائل والأخبار من خلال تطبيق يجعل الصفحة الرئيسية لمستخدمي أندرويد صفحة تصفح بتقنية فيسبوك من خلال Facebook Home، وللأسف لم يلاق هذا التطبيق الانتشار، بل على العكس ألغى عدد من مشغلي الاتصالات المسوقين لأجهزة أندرويد إطلاق الهاتف المتضمن وجود تطبيق الصفحة الرئيسية لأندرويد من خلل فيسبوك، بعد وجود عدد كبير من المقيمين في جوجل بلاي صنفوه على أنه الأقل درجة.

5 ــ فيسبوك “الاسم التجاري” والتحدي حيال سرية وخصوصية المعلومات: فيسبوك بعد انتشارها كخدمة اجتماعية مجانية، ولتحقق دخلا يرضي ملاك أسهمها، اتجهت بقوة لسوقي (أ) الإعلانات، و(ب) سوق الاستثمار في بيانات عملائها، وأطلقت منصات خاصة للإعلان على فيسبوك بمفهوم المزايدة على المساحات الإعلانية الوقتية، ومكنت جهات من الحصول على تفاصيل استخدامات عملائها، إما لأغراض تسويقية أو بحثية متنوعة، كما انتشر بين مستخدمي فيسبوك أن فيسبوك لها علاقة بجهات رسمية استخباراتية تمكنها من الدخول على قواعد بيانات فيسبوك! وهو ما أدى لاهتزاز شعبية فيسبوك حتى في أمريكا نفسها.

هل تقييم «واتسب» مبالغ فيه؟

إضافة إلى التحديات التي ذكرت أعلاه، أقدمت فيسبوك على الاستحواذ على “واتسب” لعدة أسباب أخرى أيضا، لكن هل “واتسب” هو الخيار الأنسب لفيسبوك على الرغم من كبر حجم مستخديه (مع ملاحظة أن 200 مليون من عملاء واتسب انضموا فقط خلال أقل من ثمانية أشهر).

تقييم “واتسب” قبل سنة من شراء فيسبوك لم يكن يتعدى 1.5 مليار دولار.

“واتسب” قيمت نفسها لمستثمرين داخليين بداية عام 2013، بـ 1.5 مليار دولار بعد وصولها لأكثر من 200 مليون، وحاجتها لضخ مبالغ لتغطية مصروفات التوسعة والتشغيل، حيث حصلت على مبلغ 50 مليون دولار من شركة استثمارية “سيكويا” Sequoia بعد أن قيمتها بـ 1.5 مليار دولار، بمعنى أن المبالغ الإجمالية التي استثمرت لم تتجاوز 60 مليون دولار والإيرادات لم تتجاوز 25 مليون دولار فقط عام 2013.

أيضا شركة مشابهة لـ “واتسب” تقدم خدمة التراسل الفوري المكتوب والمحادثات الهاتفية، استحوذت عليها شركة يابانية Rakuten، وهي شبكة وتطبيقات التراسل الفوري وللمحادثات الصوتية “فايبر” Viber بمبلغ 900 مليون دولار، على الرغم من وجود ما يقارب 300 مليون مستخدم، والبعض يعتقد أن الرقم لا يتجاوز 100 مليون، وفي كلتا الحالتين فإن قيمة المستخدم ما بين 3 و9 دولارات مقارنة بما دفعته فيسبوك 42 دولارا للمستخدم.

هذا يضع علامة استفهام على المبلغ الذي دفعته فيسبوك لواتسب. وهل بإمكان فيسبوك أن تحول تجربتها الفاشلة سابقاً لنجاح غير مسبوق من خلال “واتسب”.

وبتقييم حال منافسي “واتسب” نجد أن المنافسين في نمو مماثل لواتسب ولديهم استراتيجيات قد تكون أفضل حيال تحقيق إيرادات وأرباح مستقبلية لملاك تلك الشركات ومنها وي شات WeChat، لاين Line، كاكاو توك KakaoTalk، وكل منها أدرج باقات متعددة لعملائه الذين تراوح أعدادهم بين 150 و400 مليون مستخدم وفي نمو مستمر، فالبعض أضاف خدمة الألعاب الجماعية، والبعض أضاف خدمة الشراء وبرامج الولاء والمحادثات الصوتية والمرئية، والبعض أضاف خدمة التشفير بين المتصلين كأفراد، فقد حقق لاين Line ما يقارب 132 مليون دولار خلال الربع الثاني عام 2013، وحقق كاكاوتوك KakaoTalk ما يقارب 311 مليون دولار خلال النصف الأول من 2013، وكل هذه الخدمات والإضافات والإيرادات ليست ضمن خريطة “واتسب” حالياً، التي عانت خلال الأشهر الأخيرة من حملة بسبب الخصوصية، ناهيك عن مشكلة كيف ستحقق إيرادات من خدمات لا ترتقي للخدمات التي يقدمها منافسوها.

أيضاً مما يحسب كتحد أمام قرار فيسبوك الأخير هو: (هل بالغت في تقييم واتسب وضحت بما يزيد على 35 في المائة من الكاش الذي لديها للاستحواذ عليها؟).

فيسبوك تراهن على 6 أمور

وتراهن فيسبوك من خلال استحواذها على “واتسب” على ستة أمور رئيسية: أولاً: إمكانية أن يرتفع العدد من 450 مليون مستخدم إلى مليار خلال ثلاث سنوات.

ثانيا: قيمة المعلومات الشخصية للعملاء سواء ما يتم تناقله من بيانات ومعلومات وأرقام هاتفية شخصية أو للغير، وإمكانية بيعها لأطراف أخرى أو بيع تحليل استخدامات العملاء لأطراف خارجية.

ثالثا: تطوير “واتسب” لتحقق إيرادا يتجاوز مليار دولار قبل نهاية عام 2017.

رابعا: إضافة خدمات “صوتية” و”تسويقية” و”خدمات ولاء” وألعاب جماعية لتنافس الآخرين.

خامسا: إيجاد علاقة وتجانس أفضل بين مختلف شبكاتها وتطبيقاتها، فيسبوك وواتسب وإنستاجرام وخدمة بيبر Paper الإخبارية الجديدة.

سادسا: لكون فيسبوك لا تملك أنظمة تشغيل مثل جوجل وأبل، اللتين لديهما معلومات وبيانات أكثر حيال استخدامات السوق، فإن فيسبوك تراهن على الوقت، فهي تسعى إلى أن تقدم للعميل تطبيقات متعددة ومتنوعة ليكون لها نصيب الأسد من وقت العميل، وبالتالي من بيانات وسلوك العميل.

ولكن فيسبوك، أمامها جملة من الرهانات والتحديات ومنها (تخطي فشلها في تقديم وتسويق وبيع خدمات مشابهه سابقا) وتخطي ما ستواجهه من حملات حيال خصوصية وسرية بيانات عملائها وتحدي إيجاد منظومة ربط بين مختلف الخدمات التي تقدمها أو فصلها إداريا.

وكي تتمكن فيسبوك من خلال “واتسب” من الاستمرار في المنافسة، هذا هو السؤال الذي ما زال الكثير لا يجد إجابة له، خاصة بعد خوض فيسبوك التجربتين غير الناجحتين في بريد فيسبوك وفيسبوك ماسنجر وإغلاقها لهما، وبتسرعها في الاستحواذ على شركة لم يكن لديها ميزة تنافسية سوى العدد (الذي قد يكون مؤقتا) ولكن بدون أي ميزات إضافية، وخاصة أن العملاء ليسوا ذوي ولاء، فانتقال ما يقارب أربعة ملايين مستخدم خلال ساعات من تعطل “واتسب”، دليل على أن الفرص في السوق متعادلة لمن يعمل ضمن توجهات ورغبات السوق، خاصة فيما يتعلق بالسرية والخصوصية وتكامل الخدمات.

أخيرا .. تحد آخر ستواجهه فيسبوك، فقد أوجدت لها خلال السنوات الثلاث الماضية تحالفات مع مشغلي الاتصالات لتقديم خدماتها (كشبكة اجتماعية) ضمن باقات مشغلي الاتصالات.

فيسبوك ومشغلو الاتصالات

هل ستستمر علاقة مشغلي الاتصالات، على الرغم من استحواذ فيسبوك على “واتسب” وإعلانها أنها ستقدم قريبا “خدمات صوتية”، إضافة إلى خدمات الرسائل الفورية متعددة الوسائط، وقد تتضمن خدمات الاتصال المرئي الفردي والجماعي؟ وهل سيستمر استخدام تطبيقات التراسل الفورية التي لا تتمتع بحماية من حيث التشفير أو الخصوصية (مع العلم أن مختلف التطبيقات كما هو موضح في الجدول أعلاه لا تقدم تشفيرا لرسائل المجموعات وتقدم فقط التشفير للرسائل الفردية بين شخصين)؟ ولم تعد السرية والتجسس محصورين في جهات محددة، بل حتى الشركات الخاصة بدأت تقدم تطبيقات قادرة على عمليات التجسس، نورد مثالا هنا لأحد البرامج التي أعلنت من خلال موقعها صراحة “ستيلث جني” وبشعار “واتسب” إمكانية التجسس على كل ما يقوم به مستخدم خدمة التراسل الفورية، ولديهم الآن أكثر من مائة ألف عميل قاموا بتحميل التطبيق التجسسي.

ذات صلة

المزيد