الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أكد الشيخ محمد بن ناصر العبودي عميد الرحالين العرب الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي أنه لم يتم اكتشاف أية وثائق للوقف الإسلامي في المملكة قبل ما عرف بوصية أحد الموالى سجلت باسم صبيح، والتي ترجع إلى القرن الثامن الهجري وهي مؤرخة بتاريخ 774 هـ، وسجلت في “أشيقر” بنجد ووصفها بأنها ” أم الوثائق”.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها الشيخ العبودي مساء أمس الأول الإثنين ونظمتها غرفة الرياض ممثلة بلجنة الأوقاف بعنوان “الأوقاف في العالم الإسلامي.. مشاهد وقراءات”، وأدارها الدكتور محمد بن عبدالله المشوح.
وقال الشيخ العبودي إنه تم إعادة كتابة الوثيقة في عام 1363هـ على يد الشيخ عبدالرحمن الحصين، ودعا كل مسلم قادر على أن يوقف ما يستطيع لينتفع به المجتمع المسلم في حياته وبعد مماته، ومن ألطف ما ذكر المحاضر أن الوقف كائن حي لا يموت بموت صاحبه، بل يظل أثره باقياً بعد مماته كصدقة جارية، وأن إشاعة أعمال الوقف خير ونماء للأسرة والمجتمع.
وأكد العبودي أنه لا يشترط في الوقف أن يكون بمبالغ ضخمة بل بما يستطيع الشخص وسينميه الله، ضارباً على ذلك بمثال شاهده لوقف من إحدى قريباته بدأ إيجاره بما لا يتجاوز 12ريالاً فقط، ثم ارتفع إيجاره إلى 18 ألف ريال.
وتحدث العبودي الذي يلقب بشيخ الرحالة العرب، ولديه تراث فكري ثري سجله في أكثر من 200 كتاب، حول رحلاته وجولاته لمعظم الدول والمجتمعات الإسلامية في أرجاء المعمورة، للتعرف على ظروف وأحوال المسلمين في العالم، تعزيزاً للجسور بين مركز العالم الإسلامي في المملكة، وبين الأشقاء المسلمين في العالم.
وتناول العبودي الحديث عن جولاته حول العالم الإسلامي والأقليات الإسلامية في الدول غير الإسلامية، فاستهلها بالحديث عن أول رحلة كانت لأفريقيا، موضحاً أنه بعد عودة الوفد من جولته قدم تقريره إلى الملك فيصل يرحمه الله، والذي قال إنه قبل كل مقترحات الوفد بإيفاد 50 شخصية من الدعاة لأفريقيا، وتقديم 80 منحة تعليمية للأفارقة بالجامعة الإسلامية.
وأشار إلى أن الملك فيصل وافق على كل المقترحات، على الرغم من ضعف ميزانية المملكة آنذاك، انطلاقاً من حرصه على نشر ودعم الشريعة الإسلامية في أفريقيا، وأضاف أن رحلاته وجولات الوفود من الجامعة الإسلامية تكررت كثيراً فيما بعد لأفريقيا وكافة قارات الأرض نشراً للإسلام في هذه البقاع، ودعماً للمجتمعات الإسلامية هناك، كما تناول المحاضر رحلاته لروسيا الشيوعية آنذاك، وللدول التي كانت تدور في فلكها.
وكانت المحاضرة قد بدأت بكلمة المهندس محمد بن صالح الخليل عضو مجلس إدارة غرفة الرياض ونائب رئيس لجنة الأوقاف رحب فيها بالشيخ العبودي، وشكره على تلبية دعوة اللجنة، وأشاد بدوره في خدمة الدعوة الإسلامية في المملكة والمجتمعات الإسلامية في العالم، مثمناً جهوده في إحياء سنة الوقف الإسلامي ودعم وتنمية استثماراته بالمملكة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال