مصادر “مال” تكشف: “تداول” تمتلك محفظة إستثمارية غير معلنة في سوق الأسهم

حصري

علمت “مال” من مصادر خاصة أن شركة السوق المالية السعودية (تداول) والتي تدير أكبر سوق مالي في منطقة الشرق الأوسط، تمتلك محفظة غير معلنة تستثمر في سوق الأسهم المحلية. وبيّنت المصادر أن المحفظة التي لم يعرف متى إطلاقها أو حجم الأموال المدارة فيها، تديرها إحدى الشركات الاستثمارية، حيث تملكت فعليا أسهم خلال الفترة الماضية.

أمام ذلك، اعتذر مسؤول في الشركة، تحدث لـ “مال” عن التعليق على الموضوع سواء نفيا أو تأكيدا رغم منحه يومين للرد، بعد محاولات الوصول إلى الرئيس التنفيذي لـ “تداول” الذي وجهه بالتواصل مع الصحيفة، واكتفى المسؤول بأن الشركة تمارس أعمالها حسب نظامها ولوائحها وسياساتها دون إعطاء أي معلومات إضافية.

يشار إلى أن “تداول” يبلغ رأسمالها 1.2 مليار ريال، وبما أنها شركة مملوكة للحكومة وتحديدا لصندوق الاستثمارات العامة، فلا يتطلب منها الافصاح عن المحافظ الاستثمارية التي تستثمر فيها. إلا أن مراقبون لسوق المال السعودي تساءلوا عن تعارض المصالح بينها كشركة تدير السوق المالية وتستثمر في شركاته بمحفظة استثمارية غير معلنة. وتطرقوا إلى أن مبدأ الافصاح والشفافية يفترض أن يكون مطبق في الجهات التنفيذية والتشريعية قبل أن يطلب من الآخرين ليكونوا قدوة، مستشهدين بشفافية هيئة السوق المالية التي تقع تحت مظلتها “تداول” وإعلانها قوائمها المالية كأول جهة حكومية تعلن رغم أنه غير مطلوب منها ذلك.

وتتقاضى “تداول” عمولات على عمليات شراء وبيع الأسهم مقابل إدارتها للسوق المالية السعودية، إلا أن هذه العمولات اخفضت في السنوات الماضية بشكل كبير، عندما تراوحت السيولة المدارة في سوق الأسهم ما بين 3 و5 مليارات ريال في اليوم الواحد، مقارنة بما يتم حاليا والتي تتراوح بين 9 و11 مليار ريال، وهنا يرجح بعض المراقبون إلى أن “تداول” احتاطت لهذا الأمر من خلال إطلاق محفظة استثمارية تساعدها في السنين العجاف لو مر السوق بفترة انخفاض كبرى.

يذكر أن أكثر من شركة مساهمة يتم تداول أسهمها أعلنت خلال الفترات الماضية تأسيس محافظ استثمارية تستثمر في السوق المالية السعودية وكلّفت شركات استثمارية مرخصة من هيئة السوق المالية بإدارة تلك المحافظ، كما يوجد 63 صندوقا تديرها الشركات الاستثمارية، تستثمر في سوق الأسهم تحديدا.

وكان عادل الغامدي الرئيس التنفيذي لشركة السوق المالية “تداول” أعلن في مايو الماضي وتحديدا في مؤتمر اليورموني الذي احتضنته الرياض، عن توجه شركته نحو الاكتتاب العام بطرح أولي، إذ تعمل حاليا على كل الترتيبات المتعلقة، في وقت لم يحدد فيه موعدا لذلك.

وأفصح الغامدي عن تطلع الشركة إلى الطرح الأولي، حيث ستتقدم قريبا للجهات المعنية في هذا الصدد، كما ستعمل على تعيين مستشار مالي لهذا الغرض. وقال الغامدي: «إن التحول إلى كيان مدرج يستلزم القواعد واللوائح التي تنطبق على الآخرين»، مشددا على أن الشركة ليست بحاجة إلى رأسمال للتوسع أو عمل أشياء مختلفة، بيد أنها تبحث عن مزيد من الحوكمة والشفافية.