الجمعة, 19 أبريل 2024

“التقاعد” و”التأمينات” يتدخلان لانتشال “حائل الاقتصادية” من التعثر

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

التأمينات

تدخلت مؤسسة التقاعد العامة والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية لانتشال «حائل الاقتصادية» من التعثر بعد سنوات طويلة من التعثر الذي لازم البدء بتشغيل مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في منطقة حائل، رغم استمرار المشروعات الموازية لها والداعمة بالعمل مثل محطات قطار الشمال، ومحطة أرامكو.

وشرعت هيئة المدن الاقتصادية في وضع اللمسات النهائية على دراسة موضوعية بديلة وواقعية لإعادة تقييم المدينة الاقتصادية لمدة 49 سنة مقبلة على خمس مراحل، ركزت في الدراسة على المرحلتين الأوليين لمدة 15 سنة مقبلة، كلفت الهيئة بدراستها شركة «بوزاند كومباني»، لحل مشكلة تعثر مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في منطقة حائل، بعد أن توصلت إلى حلول نهائية وجذرية ألغت في ضوئها العقد والاتفاقية المبرمة بينها وبين شركة المال الكويتية المستثمر السابق للمدينة، التي فشلت في تجاوز العقبات المالية التي واجهتها في البدء بمشروع المدينة.

اقرأ المزيد

ووفقا لصحيفة”المدينة”أوضح مصدر مطلع أن المدينة الاقتصادية ستقوم بدعم حكومي من قبل عدد من المؤسسات الحكومية مثل مؤسسة التأمينات الاجتماعية، ومؤسسة التقاعد لإقامة المشروع.

ويؤكد مازن زكي الصالح مدير عام شؤون هيئة المدن الاقتصادية، في تصاريح صحافية أطلقها سابقًا إن العقد المبرم مع شركة المال الكويتية تم إنهاؤه وتدخلت الدولة لدعم المدينة الاقتصادية وإقامتها، إضافة إلى أنه تمت إعادة تشكيل المدينة الاقتصادية لتكون أكثر واقعية بما يتناسب مع احتياجات المنطقة والمعطيات الاقتصادية فيها ومشاركة الحكومة في البنية التحتية والمشروعات الحيوية وإنشاء شركة مطورة بمشاركة حكومية.
وأوضح الصالح أنه تم تقليص المساحة المستفاد منها في المدينة من 156 مليون م2 إلى 18 – 30 مليون م2 في المرحلتين الأولى والثانية، وكذلك تقليص بعض المشروعات لتكون أكثر واقعية، مبيِّنًا أن المساحة الكبرى والمشروعات المتعددة التي كانت من ضمن الخطة مسبقًا من أسباب تعثر المدينة؛ لأن الأرقام لم تكن واقعية أبدًا، ورفض الصالح الحديث عن الميزانية المقترحة لإقامة المرحلتين الأولى والثانية من المدينة لحين اعتمادها من قبل المقام السامي، وقال: إننا بدأنا بدراسة موضوعية جديدة منذ عدة أشهر من الصفر ولا تعتمد دراستنا على أي دراسات سابقة حتى نكون واقعيين أكثر في طرحنا الجديد، فكانت الدراسات مبنية على أرقام وإحصائيات أخذت من قبل الجهات ذات الاختصاص، وأضافت لنا في الدراسة شيئًا كبيرًا.
وأبان أن الدراسة أسست على مبادئ اعتمد خلالها نهج تحليل جديد لا يبنى على الدراسات السابقة، والحياد والتركيز على المصلحة العامة للمملكة واقتراح حلول واقعية وقابلة للتحقيق والتركيز على الأفق القريب من عام 2013 وحتى 2030.
وأشار إلى أن المشروعات التي ستنشأ في المرحلة الأولى والثانية خلال 15 عامًا قادمة هي مشروع المطار الدولي الذي سيكون أكبر مساحة من المعتمد والميناء الجاف ومشاركة القطاعات الحكومية ذات الاختصاص في تقديم وإنشاء البنية التحتية الأساسية، قائلاً: إن مشروع المدينة الاقتصادية وضع للنهوض الاقتصادي والاجتماعي في منطقة حائل فكل فرصة متاحة لمشاركة القطاع الخاص وخلق أي فرصة وظيفية جديدة نرحب بها، مضيفًا أن اجتماعنا مع رجال الأعمال والمسؤولين والدوائر الحكومية ذات الاختصاص سيكون مثمرًا؛ فأخذنا منهم الرؤى والتوجهات التي تخدم المدينة الاقتصادية والمنطقة وسنضعها بعين الاعتبار في استكمال دراستنا الجديدة للمدينة الاقتصادية، ووعد مدير عام شؤون هيئة المدن الاقتصادية أن الدراسة سترفع للمقام السامي قريبا لاعتمادها.
وفي ضوء الحلول التي تعالج وضع المدينة عقد ممثلو هيئة المدن الاقتصادية مؤخرًا في مدينة حائل اجتماعًا مع الشركة المكلفة بوضع الدراسة، والدكتور خليل البراهيم مدير جامعة حائل والمهندس إبراهيم أبو رأس أمين حائل، وخالد السيف رئيس الغرفة التجارية الصناعية في حائل، وأعضاء الغرفة وعدد من المسؤولين ورجال الأعمال في حائل لأخذ آرائهم وتوجهاتهم للخطة المقترحة.
من جانبه أكد مهند هلال الأمين العام لهيئة المدن الاقتصادية أنّ وضع مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل واجه كثيرًا من التحديات وصاحب إطلاقها عدة عقبات، فقد تم إسناد تطويرها إلى إحدى الشركات الوطنية، ولم تستطع تجاوز المرحلة التمهيدية، وسلّم المشروع لمطور رئيس آخر، وبعد تسلم المطور الأخير للمشروع بدأ بداية جادة، ولكن سرعان ما تغيّرت هذه البداية بحلول الأزمة المالية التي أثّرت بشكل كبير في الأوراق المالية للمطور الرئيس، وهيئة المدن الاقتصادية بعد المهلة التي أعطتها لهذا المطور أنهت الاتفاقية معه. وقال هلال إن هيئة المدن الاقتصادية شرعت منذ العام الماضي في دراسة شاملة لمعالجة تعثر هذا المشروع بالتعاون مع بيت خبرة واستشاريين لإحياء المدينة الاقتصادية في حائل من جديد، حيث اعتمدت الدراسة كليًّا على إيجاد حلول علمية وواقعية وتم التوصل إلى خيارات وتوصيات، وهم الآن في مرحلة مراجعة الدراسة التي ستُقدم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ليتسنى لهم البدء في الخطة العملية لهذه المدينة، لافتًا إلى أنّ تأثير التأخير واضح جدًا في هذه المدينة وغير مرضٍ ليس فقط على أبناء وأهالي المنطقة، بل على مستوى جميع المواطنين، وبالتالي هناك تركيز في التعامل مع المشروع بشفافية؛ حيث إنّهم ماضون لتنفيذ رؤية الملك بالتنسيق مع الجهات المعنية، بما يعني التزامهم في هيئة المدن الاقتصادية بتنفيذ هذه المدينة والتي تمثّل أهمية كبرى لأهالي منطقة حائل، وهناك متابعة حثيثة ومستمرة من سمو أمير منطقة حائل ومجلس المنطقة، وحقيقة نلمس منهم كل الدعم والمساندة والتواصل بيننا وبينهم مستمر ولم ينقطع، وبإذن الله ستنتهي معاناة التأخر والتعثر لهذا المشروع قريبًا لتكون المدينة أحد الروافد الأساسية في بناء مستقبل مشرق وواعد لاقتصاد منطقة حائل. خالد بن علي السيف رئيس الغرفة التجارية الصناعية في حائل قال لـ»المدينة» إن الإنجازات التنموية في المملكة تتوالى في مجالات الصناعة والتجارة والزراعة والعمران، إضافة إلى تنمية القوى البشرية، وأضاف أن المرحلة الراهنة تشهد عملية التخلص من المعوقات الهيكلية التي تحد من فاعلية الإجراءات والتسهيلات الاستثمارية، بغرض التنسيق وتسويق الفرص الاستثمارية ولإيجاد حلقة تواصل بين رجال الأعمال بالمنطقة ومشروعات مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية. كما عبر السيف عن سعادته بالخطوات الإيجابية التي تمت حتى الآن على هذا المشروع العملاق.
أهالي منطقة حائل أكثر المتفاعلين مع قضية تعثر المدينة الاقتصادية، لما لها من تأثير مباشر على رفع وتيرة الاقتصاد المحلي للمنطقة، وتقديم فرص عمل كبيرة قد تتجاوز آلاف الفرص، وتمثل عاملا فاعلا للقضاء على البطالة بين شريحة الشباب، وهو ما ذهب إليه حسن الشمري الذي أكد أن تشغيل المدينة الاقتصادية يعني تحريك عدد كبير من القطاعات ومزيد من التأثير الإيجابي لها، وهو ما سيعود بالنفع على المنطقة وأهلها بالخير الوفير، مبديا استغرابه من أسباب التعثر التي لم تطل مدنا اقتصادية أخرى كجازان التي بدأ العمل بها فعليًّا.
راشد الصقري لا يبدي تفاؤلاً بالإجراءات الجديدة التي أصدرتها هيئة المدن الصناعية، مناشدًا المسؤولين بتذليل كافة الصعوبات التي يمكن أن تتسبب بتأخير إضافي لهذه المدينة الحيوية، وقال راشد: لا يمكن لعاقل أن يغفل التطور الكبير الذي لحق المنطقة خلال العشرة سنوات الأخيرة، بجهود مباركة من القيادة الرشيدة ومتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن، الذي يعتبره أهالي المنطقة عاملاً مهمًّا في التطور الاقتصادي الكبير الذي لحق بها، خصوصًا مع مشروعات تسويقية كبيرة كالتي تقدم بها وضمن نجاحها مثل رالي حائل الدولي، ومنتدى حائل الاقتصادي، والعشرات من المشروعات الحيوية المهمة، لكننا نطمع بالمزيد لأن النهضة الاقتصادية هي التي ستضمن رفاهًا مستدامًا لتحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين لشعبه بإذن الله تعالى، والوصول إلى مرحلة الاقتصاد المعرفي التي ستنهي اعتمادنا على النفط كوسيط للبقاء والمنافسة بين الأمم.

 

ذات صلة

المزيد