الثلاثاء, 16 يوليو 2024

صحيفة بريطانية:السعودية تضع أسواق النفط في حيرة

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

الرئيس التنفيذي لتوتال يطالب بدور أكبر لليورو في مدفوعات النفط

كشف تقرير حديث بصحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية أن تراجع أسعار النفط أثار تساؤلا بشأن ما ترغب المملكة العربية السعودية في الوصول إليه؟، خاصة وأن مراقبي سوق الطاقة قد أبدوا تحفظا في التعليق علي أسعار البيع الأخيرة والدور الذي لعبه أكبر منتج في أوبك في إشارة الي السعودية.

حرب الأسعار
وأعتبرت الصحيفة البريطانية أن تدني سعر النفط بحوالي 25% ووصوله في يونيو الماضي الي أدني مستوياته منذ أربعة أعوام خلت هو نتيجة إستراتيجية متعمدة من قبل دول الخليج لإختبار مدي صلابة المنتجين المنافسين بما فيهم روسيا وأعضاء الأوبك الآخرين إيران والولايات المتحدة، واعتبرت الصحيفة البريطانية أن السعودية برفضها خفض إنتاجها وخفض أسعار صادراتها تبتدر بذلك حرباً للأسعار من المتوقع أن تكون الكاسب فيها نسبة لقلة تكلفة إنتاجها وإحتياطها الكبير من النقد الأجنبي, ولكن إعتبر عدد من المراقبين أن الخطوة الأخيرة من قبل السعودية هي أكثر دقة وإنعكاس لواقع السوق، ويري الرئيس التنفيذي لمؤسسة “بتروليوم بوليسي إنتلجنت” والمراقب لأسعار أوبك بيل فاران أنه عندما يطرح سؤال عما تفكر به السعودية في سياستها الأخيرة فإن الناس عادة يمليون الي العودة الي وضعهم الإفتراضي ويعتبرون أن الأمر هو جزء من “إيماءات سياسية”.
وأشارت الصحيفة الي أن الأسعار واصلت في إنخفاضها خلال الأربعة أشهر الأخيرة في ظل إرتفاع الإنتاج في أمريكا الشمالية متزامنا مع الإنتاج المتزامن من كل من ليبيا والعراق علي الرغم من الحرب الدائرة في الدولتين، وإنخفاض الطلب مع الذي صاحب تباطؤ النمو الإقتصادي في أوربا وآسيا مما خلق فائضاً.

اقرأ المزيد

وتري فاينانشيال تايمز أنه في ظل سيناريوهات السوق الحالية التي تطال حتي السعودية فإنه يوجد خيارين لاثالث لهما أولهما:القبول بفترة إنخفاض الأسعار من أجل الحفاظ علي حصتها في الأسواق أو خفض الإنتاج والتضحية بحصتها في الأسواق لمقابلة إرتفاع الأسعار، مرجحة اللجوء للخيار الأول.

من جانبه يري مدير مؤسسة “فورين ريبورت” الإستشارية بواشنطون نات كيرن أن خفض السعودية لإنتاجها في الوقت الحالي يشكل “إنتحار”، لأنهم لن يحاربوا تحركات السوق الحالية، مضيفا أنهم سيخفضون الإنتاج للحصول علي سعر 100 دولار للبرميل ولكن الإنتاج ضعيف وسيضطرون ليخفضوا مرة ثانية وثالثة.

ويري عدد من المحللين أن السعودية تعلمت من الماضي فتقليل الإنتاج من 10 مليون برميل في اليوم خلال العام 1980 الي أقل من (3-5) مليون برميل في اليوم فشل في دعم أسعار النفط في ظل نمو الأمدادات من الدول غير الأعضاء بمنظمة الأوبك، وتراجع الطلب.

من جانبها قالت محلل إقتصادي بالشرق الأوسط رفضت الكشف عن إسمها أن قرار خفض أسعار النفط لأسباب تجارية قد أسيئ تفسيره من قبل كثير من المحللين علي أنه قرار سياسي ، معتبرة أنه علي الرغم من أنه ليس محزنا شعور منافسيك بالألم ولكنها ليست حربا إقتصادية علي الولايات المتحدة وإيران بأي حال.

وقال مورسنيل آفيترين المحلل بمجال النفط أنه ينبغي علي منظمة الأوبك وأكبر منتج بقطاع النفط – في إشارة للسعودية – أن يضعوا في حسبانهم عدد من الإعتبارات عند إتخاذهم قرارا كخفض إنتاج النفط، وأشار آفيترين في تعليقه علي عدم إستجابة السعودية لإنخفاض أسعار النفط أنه حدث في الفترة الأخيرة وأنه ليس من المستغرب أنها لم تبدي إستجابة حتي الآن، وأعتبر آفيترين أن المخاوف الحقيقية بشأن فائض الإنتاج لن تترسخ حتي الربع الأول من العام القادم.

وأضافت الصحيفة البريطانية أن ملاحظات المسئولين السعوديين للمحللين بلندن ونيويورك أشارت الي أن المملكة ستصمد لفترة طويلة يشهدها إنخفاض الأسعار، ويمكن أن يكون مرض في حال وصول سعر البرميل الي 70 دولار في اليوم، آملين في أن يحفز الإنخفاض الطلب ويحد من العرض ويؤدي الي توازن السوق.
وأشارت الصحيفة الي أن خام برنت إتجه الي الإرتفاع قليلا حتي 86 دولار للبرميل وكان قد إنخفض الي 83 دولار خلال الإسبوع الماضي ويحتجز التجار الطلب الصيني لدعم الأسعار أبعد من ذلك.

من جانبه يري كيرن أنه بوصول سعر البرميل الي 80 و 90 دولار فإنه لن تكون هنالك حاجة الي إتخاذ إجراءات ولكن في حال إنخفاض الأسعار الي 60 دولار قستكون هنالك حاجة الي إتخاذ الإجراءات اللازمة الا أنه لا يعتقد أن الاسعار يمكن أن تنخفض الي ذلك المستوي.

من جانبه مضي المسئول السابق بالبيت الأبيض والرئيس الحالي لمجموعة “رابيدان” الإستشارية بواشنطون الي أبعد من ذلك فهو يري أن تصريحات المسئولين السعوديين تشير الي أن دول الخليج قد تترك خيار خفض الإنتاج الي الولايات المتحدة، مشيرا الي أن السعودية تري أنه لاحاجة لها بالتحرك لتكون موردا متأرجحا في سوق ضعيفة الا أن المنتجين الأمريكيين دخلوا الساحة حديثا.

وأشارت فاينانشيال تايمز الي أن الرياض تري أن مجموعة (shale) الأمريكية للتنقب بمثابة نعمة لأنها ستضع سقفا علي الأسعار وستتصرف كما لو أنها عضو جديد بمنظمة الأوبك.

 

ذات صلة

المزيد