الخميس, 1 مايو 2025

مكافآت “حافز” تغري “عاطلين” بممارسة “الانتحال الإلكتروني”

حافز

امتهن شبان سعوديون، غالبيتهم عاطلون عن العمل، وظائف جديدة ابتكروها، منها “المُحدث” و”المُسدد”.

ووفقا لصحيفة”الحياة”ظهرت الأولى إلى الوجود بالتزامن مع استحداث برنامج “حافز”، المخصص لدعم العاطلين عن العمل، من خلال صرف مكافآت مالية، شريطة تحديث بياناتهم بشكل أسبوعي إلكترونياً. ويقوم “المُحدث” بدور مُحدث البيانات وإنهاء المسارات، بدلاً من المشترك في “حافز”، في مقابل مبلغ مالي، متفق عليه سلفاً.
فيما سبق ظهور “المُسدد”، إقرار “حافز”، فمع تسارع مجريات الحياة وضغوطها، وربما لانشغال البعض، وقد يكون الكسل، دفع البعض للاعتماد على أفراد، يعتبرونهم “متخصصين”، ليحلوا محلهم تقنياً، لإنهاء جملة معاملات إلكترونية، منها سداد المخالفات، وتسجيل الجامعات، مقابل مبلغ زهيد، يرتفع مع ارتفاع عدد المقدم لهم الخدمة.وفي الوقت الذي يسعى فيه الشباب للحصول على وظيفة، بعد نيلهم الشهادات الجامعية للبعض، والثانوية للبعض الآخر، باتوا يقبلون عن طيب نفس بـ”القليل، وأرجعوا الأمر إلى “البطالة”، وعدم وجود فرص وظيفية تناسب مؤهلاتهم. وإن وجدت؛ “فالراتب لا يقارن بالجهد المبذول في الوظيفة”.

اقرأ المزيد

وأكد عدد من الشباب أن “حاجة المجتمع جعلتنا نبتدع تلك الوظائف”، مع أنها لا تعد وظيفة بالمعنى الحقيقي، إلا أن أهم شروطها “المصداقية، والدقة والسرية”.

وانطلق البرنامج الوطني “حافز”، المعني بصرف إعانات مالية للباحثين عن عمل في 2011. ويعتمد على “صرف مخصص مالي قدره 2000 ريال بشكل شهري، لمدة 12 شهراً، لدعم وتحفيز الباحثين بجدية عن العمل المستحقين للمخصص، ولاستمرارية الحصول على هذه الإعانة. ويتوجب على الباحث استمراره في البحث عن عمل، يضمن له مصدر دخل ثابت، فإعانة “حافز” لا تشكل مصدر دخل ثابت”.
ولا يقتصر “حافز” على البحث عن عمل، وعلى المخصص المالي فقط. ولكنه يشمل أيضاً عناصر أخرى، منها توفير برامج تدريب وتأهيل إلكترونية والمساعدة في الحصول على عمل للمستفيدين. ومن شروط استحقاق “حافز” ولضمان عدم خصم مبلغ 200 ريال من الإعانة، دخول المستفيد إلى موقع “حافز” الإلكتروني كل سبعة أيام. وأيضاً الالتزام بدخول الدورات التدريبية الإلكترونية، وحل الأسئلة التي توجه إلى المتدرب حول الدورات. في حين أن الخصم لا يكون لشهر واحد فقط، وإنما مستمرة طوال مدة الإعانة، وتتضاعف مع تكرار عدم الالتزام.

ودفع ذلك بالشباب لابتداع وظيفة “مُحدث حافز”، مقابل 100 ريال شهرياً، من كل شخص منظم للبرنامج. وقال محمد الذي التحق في هذه الوظيفة بعد انطلاقة “حافز” بعام: “بدأت في محيط المقربين، فيما لدي الآن 300 شخص، بين نساء ورجال، أقوم بتحديث بياناتهم، وهم من مختلف مناطق المملكة، وتمنعهم ظروف حياتهم وانشغالاتهم من التحديث الأسبوعي، أو دخول الدورات التدريبية”، مضيفاً: “أراعي الدقة في إدخال البيانات، وأيضا السرية، ما منحي ثقة الزبائن”.

وقال: “لم أكن الوحيد، إذ توالت بعدها الإعلانات من أشخاص يبدون رغبتهم في تولي دولار المُحدث، وعدد المنضمين كبير، إلا أن البعض أكد لي أنه تعرض للخصم من مبلغ الإعانة، نتيجة عدم التزام من وثقوا به، فقاموا بتغييره”، لافتاً إلى أن السداد يكون “بالإيداع في حسابي المصرفي”.

ولم يقتصر الأمر على “حافز”، بل سبقه تجديد الجوازات، وسداد المخالفات المرورية. إذ يجتمع عدد من “المسددين” أمام مباني الجوازات لتولي عملية تسديد رسوم تجديد الجواز 150 ريالاً، أو سداد المخالفات، فلا يصدر الجواز من دون تسديد المخالفات المرورية.

وقال عبدالعزيز، هو أحد “المسددين”: “أقوم بالسداد مقابل 25 ريالاً لكل عملية. وتتدرج الأسعار من عشرة إلى 30 ريالاًَ لكل عملية، وذلك يحدده المُسدد. إما أن يقبله الزبون أو يرفضه، ويتوجه لمُسدد آخر. والأمر لا يأخذ وقتاً. واعتمد على الموبايل في السداد”، مضيفاً: “لا نواجه أي اعتراض من إدارة الجوازات، على العكس؛ فنحن نسهم في إنهاء الإجراءات بشكل أسرع”، موضحاً: “تختلف عمليات السداد من تجديد جواز إلى تسديد مخالفات مرورية، أو مخالفات لنظام الإقامة للعمال الوافدين”.

كما دخلت بعض المكتبات على خط “المُحدثين” و”المُسددين”، إذ وضع بعضها إعلانات لاستقطاب الراغبين. وتشمل خدمات السداد أيضاً التسجيل الإلكتروني للجامعات داخل المملكة وخارجها، والتسجيل في البنك السعودي للتسليف والادخار، الذي تشمل خدماته “إعانة زواج” وتبلغ 60 ألف ريال، و”إعانة أسرية”. وهي بحسب عدد أفراد الأسرة لكل شخص خمسة آلاف ريال، وأيضا “إعانة ترميم منازل”، وهي مبالغ مُستعادة على دفعات شهرية. ولكن من دون فوائد.

وكان مجلس الوزراء أقر في 29 محرم 1435هـ، استحداث برنامج “حافز”، لمساعد من يجدون صعوبة في الحصول على فرصة وظيفية. إذ يوفر البرنامج مخصصاً مالياً شهرياً للمستفيدين منه (لمدة عام هجري).

ويبلغ في الأشهر الأربعة الأولى 1500 ريال شهرياً، ثم 1250 ريالاً شهرياً في الأشهر الأربعة التالية. ويصل المخصص إلى ألف ريال شهرياً خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من العام.

ذات صلة



المقالات