الثلاثاء, 6 أغسطس 2024

“التلغراف” البريطانية تتوقع غروب شمس هيمنة “أوبك”

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

opec

كشفت صحيفة “التليغراف”البريطانية أن  طوفان إمداد النفط القادم من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” بالتزامن مع ضعف الطلب العالمي جعل دور المجموعة في السيطرة علي الإقتصاد العالمي أقل أهمية.

وقال الكاتب أندرو كريتشلو في تقريره أنها ليست المرة الأولي التي تعقد فيها الأوبك إجتماعها في جو يشوبه الإنقسام، والكراهية العلنية، ففي العام 1976 إنسحب وزير النفط السعودي في ذلك الحين أحمد زكي يماني من الإجتماع عندما لم توافق الدول الأعضاء علي مقترحاته.

اقرأ المزيد

ويري كريتشلو أن الإجتماع 166 للمجموعة المزمع عقده الإسبوع المقبل في العاصمة النمساوية فينا سينتهي به الأمر علي نحو مماثل لما حدث في إجتماع 1976 خاصة وأن الدول الأعضاء علي خلاف مع السعودية حول ما يجب القيام به نحو هبوط أسعار النفط.

ويري خبراء – وفقا للتقرير – أنه بغض النظر عن أي إجراء قد يتوافق عليه الأعضاء فإنه من الواضح أن أوبك تدخل عهدا جديدا من تراجع سعر النفط تظل المجموعة عاجزة عن تغييره، مشيرين الي أن نموزج الطاقة الجديد قد يؤدي الي تداول النفط عند مستويات أقل بكثير من 100 دولار للبرميل- السعر – الذي إعتاد المستهلكين أن يدفعوا أكثر منه خلال العقد الماضي – الأمر – الذي من شأنه إعادة تشكيل الإقتصاد العالمي بأسره.

ونبه الخبراء الي إمكانية تفكك أوبك التي تضم منتجين معظمهم من الشرق الأوسط والذين إتهموا كثيرا بسيطرتهم علي أوبك خاصة وأنهم يمثلون 60 % من إحتياطيها، وحذر الخبراء من أن طول فترة تراجع سعر النفط يمكن أن يعيد تشكيل الخريطة السياسية بالشرق الأوسط، وأن يثير موجة من الإنتفاضات السياسية في الخليج الفارسي التي تعتمد دوله علي عائدات النفط في الحفاظ علي مستويات مرتفعة من الإنفاق العام ودعم دول حليفة أخري أقل ثراء في العالم العربي.

من جانبه قال دانيال يرغين الحائز على جائزة بوليتزر ومؤلف “أمن الطاقة وإعادة صياغة العالم الحديث ” أنه سيتم إعادة تشكيل سوق النفط من قبل عاملين أولهما إنتاج الولايات المتحدة المذهل من النفط، ويضيف يرغين عضو المجلس الإستشاري للطاقة بوزارة الخارجية الأمريكية أن العامل الثاني يتمثل في الإقتصاد العالمي الضعيف الذي يؤدي بدوره الي تقليص الطلب.

وألمحت التلغراف الي أن السعودية وحلفائها أكثر إستعدادا للسماح لأسعار النفط بالتراجع الي مستويات تقارب الـ70 دولار للبرميل لمساعدة الولايات المتحدة في الضغط علي روسيا التي تعتمد علي عائدات النفط للحصول علي العملات الخارجية، وحذرت الصحيفة البريطانية من أن هذه الدول التي تمثل خمس إمدادات العالم من النفط تواجه خطر فقدان حصتها من النفط لصالح الولايات المتحدة – التهديد – الذي يمكن أن يبطل جزئيا بفعل التراجع الحالي للنفط بحسب البحث الذي أجراه بنك دويتشه.

وأشار فيه الي أن خام (shale) سيصبح غير مربح في حال إستمرار تراجع مستويات النفط.
وقالت الصحيفة أن المشكلة التي تواجه صناع القرار بهذه الدول – السعودية وحلفائها – هي فقدان أوبك لنفوذها في التأثير علي سعر النفط بسبب النمو السريع لإمدادات النفط خارج منطقة الشرق الأوسط، مشيرة الي أن أوبك تراجعت حصتها الي الثلث مقارنة بالعشرين سنة الماضية، حيث من المتوقع أن يتجاوز الإنتاج من خارج المجموعة الـ 63 برميل في اليوم في العام المقبل – الأمر – الذي يجعل الحاجة لخفض السعودية لإنتاجها غير مستساغ ويمكن أن يكون مؤشر لنهاية نفوذ منظمة “أوبك”.
من جانبه قال الخبير في سياسات الشرق الأوسط  بجامعة دورهام كريستوفر ديفيدسون أن الرياض أخطأت في حساباتها فإنهيار ممالك الخليج قادم، منبها الي أن الربيع العربي لم ينته بعد، ولكنه هدأ قليلا، مشيرا الي أنه بغض النظر عن الإجراء الذي يمكن أن تتخذه الأوبك في إجتماعها المقبل فإن نفوذها علي الإقتصاد العالمي بدأ يضعف الي حد كبير، مما قد يعتبر أنه عهد جديد من تراجع سعر النفط.
إلى ذلك قالت وكاله مهر الايرانيه للانباء أن إيران قد تقترح علي منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” خفضا للنفط بمعدل 1 مليون برميل في اليوم لدعم سعر النفط.

وأشارت الوكالة – وفقا لصحيفة (بلومبيرج) الأمريكية الي أن وزير النفط الإيرانى بيجن زنغنه سيجتمع مع نظيره السعودي علي النعيمي علي هامش إجتماع أوبك المقرر الإسبوع المقبل، ليحثه علي خفض الإنتاج من أجل دعم سعر النفط، من جانبه قال العضو المنتدب لشركة الإستشارات نافيتاس في تعليقه علي إحتمال خفض أوبك للنفط في إجتماعها المقبل أنه قد يكون داعما للسوق، لكنه قال أنه ليس متأكدا من أن ذلك قد يكون كافيا لدفع أسعار النفط للوصول مرة أخري الي 90 دولار للبرميل.

ذات صلة

المزيد