استمرار تهاوي أسعار الحديد عالميا يهدد قدرة الشركات السعودية على التصدير

تواجه شركات حديد التسليح السعودية منافسة قوية في التصدير إلى أسواق المنطقة بعد أن فتحت وزارة التجارة السعودية الشهر الماضي المجال أمامها للتصدير للخارج بشرط تلبية الطلب المحلي، فالانخفاض المتواصل لأسعار حديد التسليح التركي والأوكراني المنافسان في أسواق المنطقة سجلا أمس انخفاضا للاسبوع التاسع على التوالي لتبلغ خسائر الأول منذ بداية العام نحو 13 في المائة والثاني نحو 8 في المائة، على خلفية تباطؤ نمو الطلب العالمي وتزايد المعروض.
متوسط أسعار طن حديد التسليح في السوق السعودية والتي واصلت سلسلة انخفاضها سجلت خلال شهر شباط (فبراير ) الماضي نحو 2300 ريال (613.3 دولار للطن ) وفقا لبيانات رصد الاتحاد العربي للحديد والصلب، في المقابل سجلت أسعار حديد التسليح التركي أمس سعر 438 دولارا للطن فوب (اي بميناء الشحن غير شاملة تكلفة النقل) بانخفاض 5 دولارات خلال أسبوع و 67 دولارا منذ بداية العام الجاري اي بانخفاض 13 في المائة وذلك وفق بيانات “طمسون رويترز إيكون المتخصصة في أسعار السلع”، وبالتالي فإن فرق السعر ما بين بيع الشركات السعودية لحديد التسليح في السوق المحلي وما بين أسعار حديد التسليح التركي نحو 175 دولارا في الطن لصالح السوق المحلي أي انها إذا رغبت في منافسة الحديد التركي في المنطقة عليها التخلي عن هذا الفرق الذي قدد ينخفض بشكل طفيف نتيجة لإنخفاض نولون النقل لبعض الدول الخليجية المجاورة مقارنة بأسعار النقل من تركيا.
وفيما يتعلق بالمنافس الثاني في أسواق المنطقة وهو الحديد الأوكراني، فقد فقدت أسعاره أمس ثلاثة دولارات عند 390 دولارا للطن ومقابل 423 دولارا للطن في بداية العام الجاري اي أنه فقد 33 دولارا بنسبة 8 في المائة خلال الشهرين الماضيين، ويتسع فارق سعر حديد التسليح الأوكراني واسعار حديد التسليح في السوق المحلية إلى 223.3 دولار في الطن يصعب معها منافسته أيضا في أسواق المنطقة.

الصورة تزداد تعقيدا أذا تعمقنا في هذه الصناعة، بالنظر إلى أسعار خام البليت، فهو المرحلة قبل الأخيرة لإنتاج حديد التسليح، وتعتمد عليه العديد من المصانع ذات الاستثمارات الصغيرة في المنطقة العربية خاصة في مصر، حيث تقوم باستيراده وإجراء المرحلة الاخيرة عليه وهي مرحلة “الدرفلة” لتضيف هامش ربح لها وتبيع منتج حديد التسليح في شكله النهائي.
خام البليت الأوكراني فقد أمس 8 دولارات للطن عند سعر 350 دولارا للطن، فيما فقد 53 دولارا للطن منذ بداية العام الجاري بانخفاض 13 في المائة ليعظم خسائر منذ بداية الربع الاخير من العام الماضي إلى 32 في المائة بانخفاضه من مستوى 515 دولارا للطن. خام البيليت التركي فقد هو الأخر 5 دولارات أمس ليسجل 388 دولارا للطن وانخفاضا من مستوى 450 دولارا بداية العام الجاري بانخفاض 14 في المائة، فيما بلغت خسائره منذ بداية الربع الرابع من العام الماضي إلى 27 في المائة.