ترجيحات بارتفاع أسعار الحديد في السوق المحلية بعد صعودها عالميا

أكدت مصادر عاملة في صناعة الحديد بالسوق المحلية أن يسجل طن الحديد ارتفاع خلال الفترة المقبلة، تماشيا مع ما يحدث في السوق العالمية التي سجلت صعود في الأسعار خلال الأسبوع الجاري.

ويأتي ذلك بعد أن عادت أسعار حديد التسليح العالمية للارتفاع هذا الأسبوع مدعومة بإعلان الصين عن خطة لخفض عدد المصانع المنتجة بنسبة 40% بحلول العام 2017م، حيث سجلت أسعار حديد التسليح التركي ارتفاعا مقداره 16 دولارا للطن ، فيما أرتفعت اسعار حديد التسليح الأوكراني 10 دولارات للطن.

ويساعد الارتفاع الاخير في الأسعار العالمية احتمالية إيقاف نزيف خسائر المصانع المحلية السعودية التي اضطرت في الأشهر الأخيرة لخفض اسعارها إلى مستويات غير مربحة نتيجة للركود الذي شهده السوق بعد حملة تصحيح أوضاع العمالة إضافة إلىالمنافسة القوية من قبل الحديد المستورد لتفقد اسعار حديد التسليح في السوق المحلي نحو 800 ريال للطن خلال عام من مستوى 3000 ريال للطن إلى مستوى 2200 ريال للطن أي بتراجع 26% خلال عام.

وعلى خلفية تراكم مخزونات الخام في الصين شهدت الأسعار العالمية لحديد التسليح تراجعا ملحوظا منذ شهر سبتمبر الماضي وحتى الأسبوع الماضي فقدت على اثرها أسعار الحديد التركي نحو 23% لتسجل أدنى سعر لها عند 439 دولار للطن فوب قبل أن ترتد هذا الأسبوع إلى مستوى 455 دولار للطن فوب، أيضا اسعار حديد التسليح الأوكراني فقدت منذ سبتمبر الماضي نحو 28% من قيمتها لتسجل 390 دولار للطن فوب مقابل 543 دولار للطن في الأول من سبتمبر الماضي فيما ارتدت بنحو 10 دولارات هذا الأسبوع لتسجل 400 دولار للطن فوب.

ومع استمرار أزمة فائض خام الحديد لدى المصانع الصينية وزيادة الصادرات الصينية من الحديد والصلب مما أثر بالسلب على الدول الأوروبية وكبرى مصنعي الحديد في العالم، قررت الصين وضع خطة بهدف تخفيض عدد مصانع الصلب بنسبة تتجاوز 40 في المئة لتقل عن 300 مصنع بحلول عام 2017 كما تخطط لأن يقتصر عدد عمالقة منتجي الصلب في البلاد على ما بين ثلاثة وخمسة بحلول عام 2025. وأيضاً تود الصين أن يصل انتاج أكبر عشرة مصانع إلى 60 في المئة من الاجمالي ارتفاعا من 37 في المئة من انتاج عام 2014 الذي بلغ 823 مليون طن.

وتراهن مصانع الحديد المحلية على ارتفاع اسعار الحديد المستورد حتى تستطيع رفع الأسعار لتحسين مستويات الربحية لديها والتي وصلت إلى درجات متدنية وذلك باعتراف وزارة التجارة والصناعة السعودية واصفة الأسعار الحالية لمصانع الحديد بالحدود الدنيا لتكلفة الإنتاج.

ووفقا للاتحاد العالمي للصلب فإن إنتاج السعودية من الصلب الخام سجل مستوى 6.29 مليون طن في عام 2014 مقابل 5.35 مليون طن في عام 2013 بارتفاع 18 في المائة، وذلك في إطار النمو المتواصل خلال السنوات العشر الأخيرة بارتفاعه من مستوى 4.1 مليون طن في عام 2005؛ أي بنمو 53.4 فيالمائة؛ أي بمتوسط نمو سنوي 5.3 في المائة.

وخلال العام الجاري سجل الإنتاج الشهري للسعودية من حديد الصلب الخام أعلى مستوياته في مارس الماضي عند 565 ألف طن مقابل 505 ألف طن في شهر فبراير الماضي وارتفعا عن شهر يناير بداية العام والذي سجل فيه الانتاج 558 الف طن.

ومع ارتفاع الانتاج المحلي لمستويات قياسية قررت وزارة التجارة والصناعة فتح مجال التصدير أمام الشركات المحلية إلا أن انخفاض أسعار الحديد التركي والاوكراني المنافس عجزت الشركات عن تصريف مخزوناتها .