الإثنين, 29 يوليو 2024

5 أندية سعودية تتصدر قائمة “فوربس” لـ “أقوى 30 ناديا عربيا استثماريا

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

7

كشفت مجلة (فوربس الشرق الأوسط) في عددها الأخير عن قائمة (أقوى 30 نادياً لكرة القدم في العالم العربي) وتصدرت المملكة العربية السعودية الدول المشـــاركة في القائمــــة بواقع 5 أندية بقيادة نادي (الهلال) الذي جاء في المركز الثاني، تلتها في المرتبة الثانية دولة تونس بواقع 4 أندية بقيادة نادي (النجم الرياضي الساحلي) في المركز الـ6، فيما تقاسمت الإمارات العربية المتحدة وقطر المركز الـ3 فيما بينهما بواقع 3 أندية لكل منهما بقيادة ناديي (العين) و(السد).

وفي تقرير بعنوان (فوضى الملاعب وأرباحها المعلقة) استعرضت المجلة الأزمة التي تحول دون انطلاقة الأندية العربية عالمياً على غرار أندية كرة القدم الأوروبية والتي تقدر إيراداتها حسب (ديلويت) بـ28.9 مليار دولار في موسم 2013/ 2014، فقد وضحت المجلة أن إسهامات الملكيات العربية والرعايات قد تتجاوز 2 مليار دولار، فإنّ هناك 5 من أصل 8 أندية تعد الأكثر تحقيقاً للإيرادات في العالم، باتت ترتدي قمصاناً تشير إلى رعاية شرق أوسطية، وهي بالترتيب من حيث أعلاها إيراداً: ريال مدريد (طيران الإمارات)، وبرشلونة (الخطوط الجوية القطرية)، وباريس سان جيرمان (طيران الإمارات)، ومانشيستر سيتي (الاتحاد للطيران)، وأرسنال (طيران الإمارات). في حين يصعب عربياً معرفة إجمالي العوائد المالية التي تحققها الأندية في كافة الدول العربية أو معرفة حجم الديون التي تغرق فيها بسبب غياب الشفافية وفوضى الإدارات التي تتوالى عليها وتورطها بالديون.
أمير فيصل بن تركي في مقابلة حصرية مع “فوربس”: نأمل أن يكون (النصر) من أوائل الأندية السعودية الخاصة
كما استعرضت (فوربس الشرق الأوسط) في عددها الأخير نموذج التجربة الاستثمارية التي يمر بها نادي (النصر) السعودي بطل الدوري في الموسمين الماضيين، وذلك من خلال مقابلة حصرية مع الأمير فيصل بن تركي، رئيس النادي وسعيه جاهداً إلى تنظيم أوراق ناديه من أجل إعداده مالياً وإدارياً ليكون جاهزاً لعصر الخصخصة، وكيفية استثماره لموارده ولعلامته التجارية بتخصيص إدارة مستقلة تعنى بالشؤون الاستثمارية وتوقيعه لاتفاقية مع (دويتشه السعودية للأوراق المالية) في سبتمبر/ أيلول 2014، وتنص الاتفاقية حسب عضو لجنة الاستثمار والتطوير في نادي (النصر) مشعل السقا، على إدارة الأصول البنكية للنادي وبعض أعضاء الشرف، حيث تذهب العوائد إلى خزينة النادي، كما يتضمن إعداد النادي لمرحلة الخصخصة من حيث إعادة الهيكلة ووضع نظام الحوكمة والبحث عن شركاء أقوياء، وكل ما تتطلبه المرحلة القادمة. وتتضح رؤية بن تركي لمستقبل ناديه والتي أوجزها قائلاً: “نأمل أن يكون نادينا من أوائل الأندية السعودية الخاصة والمدرجة في سوق المال السعودي”. وقدّر بن تركى قيمة أصول نادى النصر بنحو 500 مليون ريال (133 مليون دولار) والعوائد المالية السنوية بقيمة 75 مليون ريال (20 مليون دولار) كما قدر حجم النفقات بـ150 مليون ريال (40مليون دولار) سنوياً، يغطى منها نحو 50% من المداخيل التقليدية كالتذاكر والرعايات ومبيعات المتجر، إلى جانب توقعاته بأن ترتفع حقوق النادي في البث التلفزيوني، هذا العام إلى 22 مليون ريال (6 ملايين دولار) بعد أن حقق بطولة الدوري.

اقرأ المزيد

أندية الدوري الممتاز بالسعودية تعيش حالة من الفوضى والخصخصة تسير بخطى بطيئة بقيمة قد تتجاوز 2 مليار دولار
في السعودية تعيش أندية الدوري الممتاز حالة من الفوضى، على الرغم من الشعبية الكبيرة لكرة القدم. لذلك تسعى الحكومة إلى خصخصة الأندية من خلال خطة جذرية تشمل دوري الدرجة الممتازة المكون من 14 نادياً، وبقيمة قد تتجاوز 2 مليار دولار بما فيها القيمة السوقية للعقارات والأراضي والمباني التي شيدت بدعم حكومي.
وسعت (فوربس الشرق الأوسط) لكشف الغموض الذى يحيط بملف خصصه الأندية الذي بدأ العمل عليه منذ عام 2003 ولم يتم تحديد إطار زمني لتنفيذه ولايزال عالقاً بين الجهات الحكومية، وتوالى على حمله 3 رؤساء لرعاية الشباب؛ هم الأمير سلطان بن فهد، والأمير نواف بن فيصل، والأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود، الذي استلم المنصب مؤخراً عام 2014. واستعرضت المجلة آراء عده مختصين في كرة القدم السعودية والاستثمار الرياضي حول حجم ديون الأندية السعودية وبينت في تقريرها: “قد يكون من المستحيل معرفة إجمالي حجم الديون الحقيقي للأندية السعودية أو كشفها علناً، إلا إذا وصلت إلى المرحلة التي وصل إليها نادي (الاتحاد) الذي اضطر في مرحلة معينة إلى كشف أوراقه وإعلان إفلاسه. ومع انتشار تقديرات محلية بين أوساط المحللين، قدرت إجمالي الديون بالأندية السعودية إلى 700 مليون ريال (187 مليون دولار). وخلص التقرير إلى نتيجة مفادها: “إنه في حال تفاقمت أزمة الديون فعلاً، فإنها ستقف عائقاً في المستقبل أمام تخصيص هذه الأندية، إذ سيصعب إيجاد المستثمرين في ظل انخفاض قيمتها باستمرار. وقد يؤدي هذا الأمر أيضاً، إلى تردد كبريات الشركات المحلية والعالمية من الاستثمار في هذا القطاع، حينما يتعلق الأمر بتحمل أعباء هذه الديون.

وسلطت (فوربس الشرق الأوسط) الضوء على أزمة الديون التي تكاد تعصف بمستقبل الفرق السعودية واحداً تلو الآخر، وتطرقت المجلة إلى الأحوال المادية للاعبين في الأندية السعودية التي تخوض منافسات دوري (عبد اللطيف جميل) وذكرت “أنهم يعانون عدم الاستقرار المالي، وتأخر رواتبهم في معظم الأوقات، كما أن أسعارهم أصبح مبالغاً فيها، إضافة إلى أن المنافسة غير منطقية بين النوادي، ولاتزال تعقد الكثير من الصفقات العشوائية، وبأسعار خيالية تفوق قدرة اللاعب الحقيقية، الأمر الذي يؤدي إلى الإحباط الجماهيري وأحياناً غضبهم”.
وشدد التقرير على أهمية اتخاذ خطوات أكثر عملية لتخصيص قطاع الرياضة السعودية وتنظيم أدائه، مما سيسهم في رفع كفاءة الأندية ورئاساتها، لاسيما في الوقت الذي يغيب فيه نظام المحاسبة والمراقبة على الموارد المالية.

خصخصة النوادي العربية ستسهم في رفع مستوى الأداء الرياضي وتقود إلى الاستقرار المالي.

وتعقيباً على إصدار قائمة (أقوى 30 نادياً لكرة قدم في العالم العربي لعام 2015) قالت رئيسة تحرير مجلة (فوربس الشرق الأوسط) خلود العميان: هذه القائمة لا يعني أن أداء الأندية اقترب من المستوى العالمي، ولكن هي مجرد إضاءة على مستوى النوادي العربية، واضافت: مازال هناك الكثير من الجهود المطلوب تحقيقها من إدارات هذه الأندية لبناء مؤسسة مالية مستقرة تحقق عوائد استثمارية مجدية، ولكن على ما يبدو أن الوضع لم يأخذ على محمل الجد حتى الآن، والدليل على ذلك انصراف كبرى الشركات العربية إلى رعاية الأندية الأوروبية التي أصبحت أكثر شعبية في المنطقة العربية، وخصوصاً الدوري الإسباني.

وأوضحت رئيسة تحرير المجلة أن مسألة الديون تعتبر من أهم المشاكل التي تواجه الأندية، وتهدد بانهيارها، وطالما بقيت النوادي الرياضية تعيش تحت عباءة الحكومات العربية، ولم يتم اتخاذ إجراءات تنفيذية في نقلها إلى القطاع الخاص، ستبقى في حالة من الفوضى، وعدم الإفصاح، وبذلك تُحرم الكثير من الفرص الاستثمارية، والاهتمام الفعلي من كبرى الشركات بالدعم والرعاية التي هي الدخل الأهم، وستعيش على الهبات والمساعدات، وبعض المتاجرة بعقود اللاعبين.

وأضافت خلود العميان أن الحل يكمن في فتح ملف الخصخصة في النوادي العربية، التي ستسهم بدورها في رفع مستوى الأداء والاستقرار المالي، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الأداء الرياضي، لذلك تتوجه الحكومات العربية مثل السعودية، والكويت ومصر، وغيرها من الدول نحو الخصخصة، وإن كان التوجه بخطى خجولة وبطيئة، ولكنّه في نهاية المطاف هو الحل الأمثل لتنشيط هذا القطاع المهم.

ذات صلة

المزيد