الأربعاء, 28 مايو 2025

هاليجان الكاتب الاقتصادي في “التليغراف”: أسعار النفط ستعاود الارتفاع.. لن يطول الانتظار

نفط

توقع الإقتصادي البريطاني ليام هاليجان في مقال حديث بصحيفة (التليغراف) البريطانية أنه مثلما تراجعت أسعار النفط بصورة متسارعة خلال العام الماضي، ستعاود هذه الأسعار إرتفاعها مرة أخري.

ولفتت الصحيفة البريطانية الى أن أسعار النفط شهدت تراجعا حادا يوم الأثنين الماضي، عقب إجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، حيث تراجع سعر الخام الأمريكي الى 37.65 دولار للبرميل، بعد أن كان 105 دولار للبرميل في يونيو من العام الماضي، معتبرة أن هذا التراجع المريع هو الأسوأ منذ الأزمة العالمية في العام 2009.

اقرأ المزيد

مشيرة الى أن أسعار النفط شهدت تراجعا جديدا، نهاية الأسبوع الماضي، متجاوزة الحد الأدني، عقب إستقرارها عند 40 دولار للبرميل لعدة أشهر، مثيرة تكهنات واسعة بأن النفط قد يتعثر أكثر من ذلك، وربما قد يصل الى 20 دولار للبرميل.

وعلى الرغم من جميع هذه المعطيات والمؤشرات الا أن الأقتصادي ليام هاليجان له قراءة مختلفة، حيث يري أنه مثلما تراجعت أسعار النفط بسرعة، فإنها ستعاود الإرتفاع بسهولة، مبررا ذلك بعدة أسباب من بينها، أن هذا التراجع الأخير يعكس أنماط العرض التي يقودها الى حد كبير الجيوسياسية (أو الجيوبوليتيك) والتي تشهد تحولا سريعا.

لافتا الى أن تراجع أسعار النفط من 94 دولار للبرميل – في المتوسط – الى 49 دولار يتناقض تماما مع الأساسيات طويلة الأمد لأرتفاع الطلب العالمي على النفط، والقيود الجيلوجية واللوجستية التي تحكم زيادة العرض في المستقبل.

ونبه هاليجان الى أن إستراتيجية أوبك التي هدفت الى وفرة العرض الى جانب توقعات بدخول النفط الإيراني الى الأسواق العالمية في ظل تباطؤ الإقتصاد الصيني، جميعها أسباب أدت الى تراجع كبير ومكلف بالنسبة لأسعار النفط، الإضافة الى أنه تسبب في تباطؤ معدل نمو إنتاج الخام الأمريكي، الأمر الذي خلق معاناة حقيقية بالنسبة لمنتجي النفط الصخري، وإضطر بعضهم الى إيقاف الإنتاج.

ويري هاليجان أن جميع دول أوبك من بينها فنزويلا وليبيا قد عانت من تراجع سعر النفط، لافتا الى أن المملكة العربية السعودية نفسها تعاني من تراجع سعر النفط – الأمر – الذي تسبب في عجز في ميزانيتها، التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط.

(رسم بياني يوضح مساهمة النفط في إجمالي الناتج المحلي (GDP) لعدد من الدول النفطية من بينها السعودية)

سحر 1

وألمح هاليجان الى أن الرهانات كانت عالية فيما يتعلق بإجتماع أوبك الأخير، خاصة وأن عرش النفط الصخري قد إهتز، وتوقع الكثيرون أن تبدي السعودية لينا في مواقفها وتعلن عن سقف جديد للإنتاج، الا أن ذلك لم يحدث، وخرج كثير من المندوبين من الإجتماع غاضبين.

وأوضح هاليجان أنه على الرغم من ذلك الا أنه يتوقع تعافي النفط قريبا، خاصة وأن الحديث عن “تراجع الطلب الصيني على النفط” كان مبالغا فيه، فالصين لازال إقتصادها قويا رغم التباطؤ، وأن طلبها على النفط مازال يرتفع يوما بعد يوم.

ويري هاليجان أن من بين الأسباب الاساسية التي ستدفع أسعار النفط الى الأرتفاع الإجهاد الذي بدأ يظهر على صناعة النفط الصخري الأمريكي الذي تراجعت فيه منصات الحفر بصورة كبيرة عن العام الماضي.

سحر 2
(رسم بياني يوضح تراجع منصات الحفر بالنسبة للنفط الصخري)

وأكد هاليجان أن “الحل لمعضلة تراجع أسعار النفط يكمن في تراجع أسعار النفط”، معتبرا أنها حقيقة لايمكن تجاهلها لأن تراجع سعر الخام أدي الى تراجع الإستثمار في الإنتاج، والتنقيب، وهذه بذور لإرتفاع الأسعار في المستقبل.

ذات صلة



المقالات