استغرق تصميمها 8 سنوات.. 8 مليون دولار ثمن الساعة الأكثر تعقيداً في العالم

في مرات قليلة خلال القرن الماضي، استطاعت علامة تجارية واحدة في صناعة الساعات من تصميم الساعة الأكثر تعقيداً في العالم، وفي شهر سبتمبر/ أيلول الماضي كشفت شركة (VACHERON CONSTANTIN) عن ساعة الجيب التي أطلقت عليها اسم (Reference 57260)، وقد استغرق تصميمها 8 سنوات من قبل فريق يضم 3 مصممين محترفين، فضلا عن متخصصين يدويين.

يقدر ثمن هذه الساعة بـ8 ملايين دولار، وسميت بهذا الاسم (Reference 57260) نسبة إلى التعقيدات التي يبلغ عددها 57، وإلى الذكرى السنوية الـ260 للشركة. جاء تصنيع الساعة بتكليف من أحد هواة جمع الساعات في الأمريكيتين الذي رغب أن يبقى مجهول الهوية، حيث تحدى قسم (Atelier Cabinotiers) في الشركة لصناعة الساعة الأكثر تعقيداً في العالم مع وظائف محددة، بما فيها تقويم عبري دائم، وجهاز غير عادي لتوقيت أجزاء الثانية لقياس أحداث متعددة في وقت واحد. لم تدمج مثل هذه الإنجازات المتقدمة تقنياً في أي ساعة من قبل. حسبما تناولته “فوربس”.

يبلغ قطرها حوالي 2 بوصة، وصنعت من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً، وتزن حوالي 2 باوند، هذه الساعة ضاعفت تقريباً الرقم القياسي السابق لعدد التعقيدات في الساعات: 33. داخل الهيكل البراق يوجد أكثر من 2800 مكون ميكانيكي صغير يقوم بكل الحركات الجديدة، والتي استغرق تجميعها عامين تقريباً من أصل 8 سنوات. وحصلت الساعة إجمالاً على 10 براءات اختراع جديدة.

وفي الوقت الذي تعد فيه (Reference 57260) إنجازاً عظيماً في الدقة والتكنولوجيا والحرفية، يدعونا تصميمها إلى التساؤل: “لماذا يرغب أي شخص أن يستغرق 8 سنوات في تصميم ساعة؟”

يعود الجواب إلى العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، عندما كلف شخصان من الأغنى والأكثر تنافساً في العالم، وهما عملاق السيارات، جيمس وارد باكارد، والمصرفي هنري غريفز، العلامات التجارية الكبرى المصنعة للساعات بتصميم الساعة الأكثر تعقيداً في العالم. تلك الساعات (التي تم تصميمها من قبل (Vacheron Constantin) و(Patek Philippe)، على التوالي، استغرق تصنيعها سنوات الأمر الذي جعلها تسجل رقماً قياسياً في الأعمال الفنية. (في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2014، ساعة الجيب Supercomplication لهنري غريفز ، التي صنعتها (Patek Philippe) في عام 1932، بيعت في مزاد (سوذبيز) في جنيف بمبلغ قياسي يقدر بـ24 مليون دولار.

يقول خوان كارلوس توريس، الرئيس التنفيذي للشرك: “يرتبط هذا التحدي بجامعي الساعات العظماء هؤلاء الذين يعود إليهم الفضل في دفع العلامات التجارية لتصنيع الساعة الأعظم في العالم”، ويضيف: “وحقيقة أن الشخص الذي أمر بصنع هذه الساعة أمريكي تعد شيئاً مذهلاً”.

يقول دومينيك بيرناز ، رئيس قسم (Atelier Cabinotiers): “ولأن الساعة الأكثر تعقيداً السابقة تتكون من 33 تعقيداً، وضعنا هدفاً لصنع ساعة تتكون من 36 تعقيداً. وبما أنني أعمل ضمن فريق، قمت بطرح سؤال عليهم عما إذا كانوا يعتقدون أنه بإمكاننا القيام بذلك، فقد كانت ردة فعلهم التبسم والإيماءة بنعم. وقد كنا في منتصف طريق تطبيق المشروع قبل أن نعرف كم تعقيد ستتكون منه الساعة، لأن المشروع استمر في التطور”. ويضيف: “كل تعقيد هو إنجاز خاص. ولكن وضعها جميعاً معاً في ساعة واحدة، كان هذا هو التحدي الحقيقي”.

إذن هل ستشعل ساعة الجيب هذه تنافساً جديداً في صناعة الساعات بين جامعيها في القرن الـ21؟ سنرى ذلك مع الوقت.