الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بعد ان سجل النفط هبوطا حادا منذ منتصف عام 2014 م نتيجة ارتفاع الانتاج العالمي ، فان خططا اقتصادية عملاقة رسمتها المملكة العربية السعودية منذ تبؤ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم، حيث اتصفت هذه الخطط برؤية جسورة منتظرة وإن تحققت على ارض الواقع فستأخذ الاقتصاد المحلي من رهن اسعار النفط الغير مستقرة الى عهد جديد لاقتصاد لديه بدائل واستثمارات متعددة تجعله بعيدا عن اي ازمات تتعرض لها اسعار النفط وهو ما يعني تحقيق الهدف المرجو باقتصاد قوي لا يعتمد على النفط بشكل رئيسي .
واولى هذه الخطط تكمن في صندوق الاستثمارات العامة الذي يتطلع اليه كصندوق سيادي يهدف الى ادارة اصول تزيد قيمتها عن سبعة تريليون ريال سعودي وذلك بعد ان يتم بيع 5% من اسهم شركة النفط السعودية ارامكو وتحويل باقي اسهمها الى الصندوق .
ان رؤية ولي ولي العهد رئيس مجلس الاقتصاد والتنمية الأمير محمد بن سلمان تهدف الى رفع حصة الصندوق من الاستثمارات الاجنبية الى 50% من قيمته بحلول عام 2020 م مقابل 5% فقط في الوقت الحالي بعد ان اصبح الاستثمار السعودي في الخارج اكثر نشاطا عن السابق .
وفي ظل صندوق تريليوني ضخم فإنه سيكون قادرا على الاستثمار في كثير من الشركات العالمية الكبرى وتنويع استثماراته في دول مختلفة وصناعات متعددة تحقق التوازن المطلوب والعائد المرجو . وللاجابة على تساؤلات البعض عن ماهو مقدار المساهمة التي يستطيع الصندوق ان يحصل عليها في تلك الشركات العالمية الكبرى؟!
ان الصندوق قادر على شراء 24 شركة بحجم بوينج للطائرات المدرجة اسهمها في مؤشر الداوجونز الأمريكي، او تملك 119 شركة بحجم فنادقMarriot العالمية والمدرجة اسهمها في مؤشر النازداك الامريكي . ولكن هل يكفي الاستثمار في شركات عالمية ضخمة ومعروفة، ام ان العائد على الاستثمار لابد ان يكون هو الهدف الاول لصندوق الاستثمارات العامة؟!
ان القرار الاستثماري بطبيعة الحال يضم مزيج من المؤشرات التي تخرج لنا مجموعة متميزة من الشركات القابلة للاستثمار، وللتوضيح اكثر فان مكرر الربح الذي يستخدمه الكثير هو من المؤشرات الذي يعني ببساطة عدد السنوات اللازمة لاسترداد قيمة سعر السهم المدفوع من الارباح الموزعة . فلو استثمر صندوق الاستثمارات العامة بكامل اصوله المتوقعه وهي 7.5 تريليون ريال سعودي في شركة الطيران الكندية Air Canada Company وهي شركة تمتلك اسطولا من 170 طائرة وتدير 1580 رحلة يوميا مقارنة بحجم اسطول الخطوط السعودية عند 126 طائرة تقريبا ، فان الصندوق قادر على تملك 1,115 شركة مماثله لها واسترداد رأس المال بعد 8 سنوات .
واذا انتقلنا باستثمارات الصندوق الى المانيا في شركة BMW وهي شركة السيارات المعروفة فان الصندوق يستطيع تملك 36 شركة بحجمها ويكون الزمن المتوقع لاسترداد راس المال هو 7 سنوات ونصف . وعند الاستثمار في شركةDaimler مرسيدس بنز فالصندوق قادر على شراء 26 شركة مماثلة لها وبعد 8 سنوات يستطيع استرداد راس المال المدفوع .
وداخل اوروبا ومن بورصةCAC الفرنسية يستطيع الصندوق تملك 32 مصرف كبنك BNP Paribas الذي يعمل في بلجيكا وفرنسا وايطاليا ولوكسمبروج بالاضافة الى 75 دولة مختلفة وخلال 8 سنوات يستطيع الصندوق استرداد كامل راسماله المدفوع .
وفي الجانب الشرقي من قارة آسيا ومن اليابان يستطيع الصندوق تملك 813 شركة مشابهة لشركةFuji Electric والتي تعمل في تصنيع المعدات الصناعية وتوليد الطاقة والمعدات ذات الصلة النووية والخلايا الشمسية او الاستثمار في 1,108 شركة مماثلة لشركة الساعات المعروفة Citizen واسترداد رأس المال من الشركتين في خلال 10 سنوات .
شركة يوكوهاما للمطاط Yokohama Rubber والتي تعمل في قطاع الاطارات وقطاع السلع الصناعية يستطيع صندوق الاستثمارات العامة تملك 746 شركة مماثلة لها واسترداد رأس المال المدفوع خلال 7 سنوات ونصف . ومن شركات السيارات اليابانية المعروفة واكثرها انتشارا Toyota Motor يستطيع الصندوق تملك 11.94 كشركة تويوتا بمكرر ربحي عند 7.3 مرة او تملك 246 كشركة Mazda Motor بمكرر ربحي عند 5.8 مرة او تملك 36 كشركة Honda Motor .
ومن دولة ماليزيا المتقدمة يستطيع صندوق الاستثمارات العامة تملك 3,784 كشركة WCT وهي شركة قابضة تعمل في قطاع التطوير العقاري والانشاءات الهندسية وأعمال البنية التحتية، ويستطيع الصندوق استرداد مبلغ الاستثمار بعد 8 سنوات ونصف من ارباح الشركة الموزعة .
ومن بورصة سنغافورة يستطيع الصندوق تملك 259 شركة مماثلة لشركة Keppel Corporation وهي شركة قابضة تعمل في صناعة الهياكل البحرية للنفط وبناء السفن وإصلاحها، واسترداد المبلغ المستثمر خلال 7 سنوات .
وخلال السبع سنوات ومن دولة كوريا الجنوبية يستطيع صندوق الاستثمارات العامة استرداد ما دفعه في تملك 59 شركة مشابه لشركة Hyundai Motors او 125 شركة بحجم شركة KIA Motors .
والكثير من الشركات التي تتوزع بدول مختلفة في ايطاليا وتركيا والبرازيل والصين وتايوان وغيرها، شركات كبيرة لها وزنها الاقتصادي واسمها التجاري المعروف في دولها، تنتظر فقط من يبحث عنها ويكتشفها لتكون جزء من مكونات صندوق الاستثمارات العامة الذي يأمل جميعنا ان يحقق الهدف المنشود له.
*MESQ808@
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال