الأربعاء, 30 أبريل 2025

“سابك” تعتزم إقامة مصانع في تركيا وأوروبا لفرض وجودها في الأسواق الاستراتيجية

يوسف البنيان
كشف يوسف بن عبدالله البنيان نائب رئيس مجلس إدارة «سابك» الرئيس التنفيذي، عن أبعاد اقتصادية استراتيجية هامة جداً لزيارة خادم الحرمين لمصر وتركيا فيما يخص شركة «سابك» وصناعاتها ورجال الأعمال من خلال زيادة تهيئة المناخ العام للاستثمار في الدولتين إضافة إلى الدور المهم جداً لوزارة التجارة التي لعبت دورا استراتيجيا هاما في تعميق العلاقات بين المملكة ومصر بشكل خاص فيما يخص الاتفاقيات التجارية التي تساعد على تنمية دور رجال الأعمال بين البلدين في تطوير التجارة البينية، وهذا من خلال مشاركة رجال الأعمال السعوديين في دعم الاستثمارات وحجم المساعدات المقدمة من المملكة، والتي من ضمن اشتراطاتها أن يكون لرجال الأعمال السعوديين دور كبير لتفعيل هذا التوجه.

ووفقا لـ “الرياض” أضاف فيما يخص زيارة تركيا الهامة جداً باعتبارها البوابة الرئيسية لدول الخليج والعالم العربي إلى أوروبا، ومن هنا يتجلى دور زيارة خادم الحرمين لتركيا لإعطاء فرصة لرجال الأعمال السعوديين والشركات السعودية للدخول إلى أوروبا من خلال تركيا، مشيراً إلى تغير مفهوم سياسة «سابك» في التواجد العالمي من مجرد التسويق والمبيعات لتأخذ منحى أكثر استراتيجية بالانتقال لفرض الوجود في الأسواق الاستراتيجية من خلال المشاركة وإقامة مصانع للشركة وليس مسوق فقط بل مسوق ومنتج، وهذا ما تطمح الشركة له للمزيد من التوسع في الأعمال الإنتاجية والتسويقية في تركيا وأوروبا، وخاصة تركيا التي تعد دولة مستهلكة بحجم كبير جداً وتعتبر المحطة الأساسية من ناحية الإمدادات التجارية والاقتصادية لأوروبا.

تحالفاتنا في البحرين استراتيجية قوية وناجحة في طريقها للنمو والتوسع وتطوير عمليات الإنتاج

اقرأ المزيد

وتسعى «سابك» لتنمية مبيعاتها في تركيا البالغة نسبتها 30% عام 2015، وهذا توجه جيد وإيجابي ونطمح من خلال التعاون مع وزارة التجارة في التواصل مع الحكومة التركية لرفع بعض المعوقات التي تعيق تدفق الاستثمارات، وما يخص الضرائب على منتجات البتروكيماويات من «سابك» وغيرها لتركيا، وهذه الزيارة تساهم في دحر اتهامات الإغراق وجهود الحكومة في التصدي لحملات الدعائية ومنع بزوغ حملات الإغراق.

وقال لقد كان لنا تواصل مع الحكومة التركية ولقاء رجال الأعمال السعوديين مع رئيس مجلس الوزراء التركي منذ ثلاثة أشهر، وكانت من ضمن المواضيع التي طرحت لتعميق التجارة البينية بين البلدين وكانت جزءا من الأجندة الخاصة بزيارة خادم الحرمين من خلال دعم وزير التجارة وتواصله مع الشركات لتحفيز التجارة البينية بين الدولتين وعملية الضريبة على منتجات «سابك» البتروكيماوية، وكذلك رفع الإجراءات ذات العلاقة بالإغراق وهذه من النقاط الأساسية التي طرحت ونتأمل إن شاء الله بانعكاسات إيجابية لأن تركيا تحتاج في الواقع كما ذكرنا لرئيس الوزراء التركي لأن زبائننا في تركيا يطلبون من «سابك» زيادة الكميات، ولكن لا نستطيع زيادة الكميات لسببين الأول فرض الضرائب مما يحدنا للبحث عن أسواق أخرى ذات عوائد أكبر لأننا ندفع 6-6.5% كضرائب، وثانياً عندما ندخل في عملية الإغراق لرفع بعض إجراءات التي اتخذت ضد المنتجات السعودية نأخذ 6 إلى 9 أشهر من المفاوضات التي تؤثر على عملية التجارة الحرة بين البلدين، وزيارة الملك سيكون لها دور كبير جداً في إزالة هذه الحواجز.

المشاركات في البحرين

وحول مشاركات سابك القوية والناجحة وتحالفاتها مع الجانب البحرين في مشروعين استراتيجيين هامين جداً لإنتاج الأسمدة والبتروكيماويات والألمنيوم وقيمة هذه المشاركة ومستقبلها ذكر بأن استثمارات «سابك» في البحرين استراتيجية ذات عوائد جمة للبلدين وناجحة جداً تتمثل في شركة الخليج للبتروكيماويات «جيبك» وشركة البحرين للألمنيوم «البا» وسابك تطمح أن تعمق هذه الاستثمارات جسر العلاقة ما بين البلدين حيث تمثل شركة «جيبك» شعار التعاون الخليجي المشترك في صناعة البتروكيماويات الخليجية بين السعودية والكويت والبحرين في الملكية المشتركة في هذا المشروع الناجح الذي استطاع أن يفرض أعلى درجات المنافسة على الصعيد العالمي وإضافة قيمة وقوة لاستثمارات الثلاث دول في قطاع البتروكيماويات ونطمح إلى تعميق هذه الشراكة ونقلها إلى أفق أكثر نماء وازدهار وكذلك البا على الرغم من التحديات التي تواجه صناعة الالمنيوم في الوقت الحاضر ولكن نحن كمستثمرين على المدى البعيد نرى من المهم جداً تحسين إنتاجية هذه الشركة وهناك مشاريع توسعية مرتقبة تطمح «سابك» من خلالها لانعكاسات إيجابية لاستثماراتها.

ولفت حول طرح الكثير من المسؤولين في شركة البا استفادة الشركة ليس فقط من قوة وضخامة مشاركة «سابك» في هذا المشروع بل أيضاً استفادة الشركة من خبرات وتقنيات «سابك» وتميز إدارتها في الشؤون الإدارية والمالية والموارد البشرية وغيرها التي أضافت قوة تنافسية لالبا ودور «سابك» في تطوير الأنظمة المالية والتقنية والهندسية والاستدامة حيث تقدم «سابك» تقنياتها وخبراتها لشركائها وخاصة لشراكاتها الخليجية ونطمح ان ننقل تجاربنا من الناحية التقنية والموارد البشرية والمالية والإنتاج، ولكن من الناحية التقنية لم نصل الى المستوى المأمول لتعميق التعاون المشترك وأصبح لدينا تصور واضح لسابك ان المستقبل واستراتيجيتها 2025 تكون مركزة على تجاوز التحديات من خلال التقنية والابداع والابتكار من خلال تطوير الموارد البشرية وهو التحدي المستقبلي ويجب ان يتم ذلك من خلال تواصلنا مع شركائنا لتطوير أمور التصنيع والتقنية والأبحاث ومن هذا المنعطف بدأنا نعمق التواصل والعلاقات مع شركائنا في البحرين في الجانب البحثي والتقني مثل ما تم تعزيزها في الصين وغيرها من الدول التي تتمركز فيها صناعات سابك وهذه من ضمن الأجندة الهامة خلال هذه الزيارة للشركتين.

الإمدادات للصناعات الخليجية

وحول قضية ضرورة تطوير سلسلة الإمدادات للصناعات الخليجية أن أرادت إثبات الوجود والمنافسة الحالية والمستقبلية أوضح أن «سابك» مسؤولة عن تسويق منتجات الميثانول في شركة جيبك التي استفادت من سلسلة إمدادات «سابك» وتطمح سابك نتيجة التحديات تطوير سلسلة إمدادات المنتجات حيث أصبح لدى منظمة الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا» لجنة خاصة لسلسة الإمدادات ولجنة خاصة للاستدامة وهي المحاور الأساسية لمستقبل ازدهار صناعة البتروكيماويات الخليجية لأن سلسلة الإمداد سوف يكون لها دور استراتيجي هام جدا فيما يخص بالوضع التنافسي وخاصة مع زيادة تكلفة اللقيم ومع زيادة تكلفة القوى العاملة في دول الخليج ومع التغيرات الحاصلة الان في السوق الصيني من خلال دخول توسعات كبيرة تعتمد على استخدام الفحم وتحويله الى كيماويات وما نراه في السوق الأمريكي من حيث ثورة الغاز الصخري وهذه تشكل تحديات تتطلب ضرورة البحث عن بدائل وحلول تدعم الوضع التنافسي من خلال سلسلة الإمدادات وكفاءة التسويق ودور «سابك» مهم واستراتيجي لشركائنا في البحرين لمساعدتهم.

ويمثل تواجد «سابك» القوي في ملكية شركة ألمنيوم البحرين البا التي ارتفعت مبيعاتها بنسبة 1.4% في الربع الأول لعام 2016 وتمكنت من زيادة إجمالي مبيعاتها على الرغم من تراجع أسعار الألمنيوم بجميع قطاعاته وقد بلغت مبيعات الشركة خلال الربع الأول من العام 2016 ما مقداره 231.538 طن متري، بزيادة بلغت 3.231 طن متري، مقابل 228.307 طن متري خلال الربع الأول من العام 2015، في حين بلغ الإنتاج 235.478 طن متري، مسجلا انخفاض مقارنة بنفس الفترة من العام 2015، حيث بلغ الإنتاج حينها 237.774 طن متري، فيما بلغت مبيعات الشركة من المنتجات ذات القيمة المضافة ما يعادل 52% من إجمالي الشحنات، مقابل 64% لنفس الفترة من العام 2015، وقد تمكنت الشركة من تحسين أدائها فيما يتعلق بالمبيعات بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها صناعة الألمنيوم.

وأعلنت البا عن إطلاق المرحلة الثانية من مشروع» تايتن» لخفض التكلفة وذلك لتوفير ما يعادل 100 مليون دولار لكل طن متري من الألمنيوم وزيادة الإنتاج ليصل إلى مليون طن متري في السنة بحلول نهاية العام 2017، والمرحلة الثانية من مشروع تايتن، التي تركز على تحسين التكاليف التشغيلية وزيادة الإنتاج، هي جزء مهم من استراتيجية الشركة الرامية لخلق القيمة كانعكاس لظروف صناعة الألمنيوم الحالية والمتوقعة.

وعمدت البا إلى تحديث التقنية المستخدمة لمشروع الخط السادس للتوسعة لتعزيز الإنتاج السنوي للشركة بحوالي 540 الف طن سنويا بزيادة تبلغ 26 ألف طن متري سنوياً عن التقديرات السابقة لتصل الطاقة الاجمالية الى ما يقارب 1.5 مليون طن متري سنوياً. وسجلت البا عوائد مجزية حيث بلغ إجمالي مبيعاتها 766.7 مليون دينار بحريني ما يعادل 2.039 مليار دولار عام 2015.

ووضعت الشركة ضمن خطط 2016 أولويات منها التركيز المستمر على مبادرات السلامة والتدريب والتطوير، والبدء في المرحلة الثانية من مشروع «تايتن»، والتركيز الثابت على مبيعات القيمة المضافة، وزيادة الطاقة الإنتاجية بأقل الاستثمارات الرأسمالية، وبدء الأعمال الأولية لمشروع الخط السادس للتوسعة الذي سيجعل البا أكبر مصهر في العالم ذي موقع واحد.

ذات صلة



المقالات