السبت, 27 يوليو 2024

“ستراتفور”: هل تلجأ السعودية الى السحب من احتياطياتها وزيادة ديونها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي؟

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

اقرأ المزيد

saudi

أثارت نتيجة الاستفتاء التاريخي الذي أجرته بريطانيا على عضويتها في الاتحاد الأوروبي، والذي أسفر عن مغادرتها للمجموعة بعد أن بلغت نسبة المؤيدين لخروجها 51.9% مقابل 48.1% من المؤيدين للبقاء، الكثير من التكهنات وردود الأفعال، بشأن تأثير هذه الخطوة على الإقتصاد العالمي، بما في ذلك العلاقات التجارية والمصارف والبنوك والشركات والقطاع الصناعي.
يري معهد”ستراتفور” الأمريكي للتحليل الاستخباري أن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي من شأنه أن يتسبب في ركود في أوربا، الأمر الذي سيقلل الطلب في ثاني أكبر سوق للنفط في العالم، ويؤثر على أسواق النفط الأسرع نموا كالهند والصين، وبالتالي يتسبب في مزيد من التراجع في أسعار النفط عالميا.
وتوقع المعهد الأمريكي عدة سيناريوهات فيما يتعلق بأسواق النفط، مشيرا الى أنه في حال إنخفض سعر النفط دون 30 دولار للبرميل، فإن المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخري قد تلجأ الى خفض الإنتاج أو تجميده، ويري المعهد أنه في حال ظلت الأسعار عند 40 دولار فإن السعودية ودول الخليج يمكن أن تستمر في إستراتيجيتها النفطية الحالية، في الحفاظ على حصتها في السوق وإنتظار السوق ليصحح مساره.
لافتا الى أن تراجع أسعار النفط ستضر في نهاية المطاف بالإيرادات، والصادرات النفطية، التي تجلب العملات الصعبة، الأمر الذي سيجبر الدول النفطية على السحب من إحتياطاتها النقدية، وإنتهاج سياسات أكثر تقشفا، الى جانب إصدار مزيد من الديون.
ونبه معهد “ستراتفور” الى أن هنالك قضية أكثر تعقيدا فيما يتعلق بمستقبل العلاقة بين الإتحاد الأوربي وبريطانيا في مجال الطاقة، والتي لاتزال جزء لا يتجزأ من سوق الطاقة في الإتحاد الأوربي، وتساءل عما إذا كانت بريطانيا ستظل جزء من المجموعة الأوربية للطاقة والتي تنسق سياسات الطاقة في بروكسل والتعامل في مجال الطاقة مع دول الجوار، مثل أوكرانيا، معتبرا أن هذه ستكون من أهم قضايا التفاوض خلال الفترة المقبلة، لتحديد ما أذا كانت بريطانيا ستتمتع بميزة الوصول الى سوق الطاقة الأوربي المشترك، أم أن الأمر ستعارض مع رغبة المؤيدين لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي؟.
من جانبها إهتمت الصحف البريطانية بردود الأفعال العالمية على نتائج الأستفتاء، حيث سلطت صحيفة “التلغراف” البريطانية والتي وصفت نتيجة الإستفتاء بالصادمة الضوء على ردود الفعل الدولية حيث تناولت رد الفعل السعودي والخليجي تحت عنوان “السعودية والأمارات تقللان من تأثير إنسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوربي”، ونقلت الصحيفة عن وكالة الأنباء الفرنسية أن السعودية والإمارات قالتا إنهما لا تتوقعان تأثيرا كبيرا على مؤسساتهما المالية نتيجة تأييد أغلبية الشعب البريطاني لانسحاب بلاده من الاتحاد الأوروبي.
في السياق تناولت صحيفة “واشنطون بوست” تداعيات الإنسحاب البريطاني تحت عنوان “من سيعانون خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي يعيشون خارجها”، معتبرة أن بريطانيا ليست مركز للنشاط المالي العالمي ولا شريك تجاري رئيسي للبلدان على جانبي المحيط الأطلسي فحسب ولكن تربطها علاقة وطيدة بدول العالم النامي، سيما وأن هنالك كثير من المهاجرين الذين يعملون في بريطانيا ويرسلون مليارات الجنيهات الى دولهم سنويا، الى جانب أن بريطانيا تعتبر من أكثر الدول سخاء من حيث المساعدات الدولية.
فيما يري جيدون راتشمان كبير معلقى الشؤون الخارجية بصحيفة “فاينانشال تايمز” في مقاله تحت عنوان Brexit” وصنع الأزمة العالمية” أن خروج بريطانيا من الأتحاد الأوربي يهدد بتقويض الإقتصاد العالمي الذي حاربت من أجل صنعه، معتبرا أن الإنسحاب من الإتحاد الأوربي قرار بريطاني، ولكنها صدمة عالمية، ستكون آثارها القوية في قلب العاصفة – في بريطانيا نفسها – ولكنها ستحدث هزة في أوربا والعالم أجمع.
ويري الكاتب أن بريطانيا شعرت بتداعيات القرار في غضون يوم واحد، حيث تخلت عن العلاقة الدولية الأكثر أهمية، وخسرت رئيس وزرائها، وأنهارت قيمة الجنيه الإسترليني، معتبرا أنه من الواضح أن الخروج من الإتحاد الأوربي، لا يهدد تقسيم الكتلة الأوربية فقط ولكنه يهدد بتقسيم بريطانيا ذات نفسها.

ذات صلة

المزيد