واردات المملكة من السكر تنخفض 78% خلال 9 أشهر .. والمخزونات المحلية تغطي الاستهلاك 

كشف رصد اجرته “مال” أن ارتفاع الاسعار العالمية للسكر بمختلف انواعه نحو 58% خلال فترة الـ 6 اشهر من ابريل إلى أكتوبر2016م انعكست بشكل كبير على واردات المملكة منه والتي انخفضت بشكل كبير (78%) خلال الـ 9 اشهر الاولى من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وفقا لقاعدة بيانات الهيئة العامة للإحصاء.

وأوضحت البيانات أن واردات المملكة من السكر بمختلف انواعه (المكرر وغير المكرر) سجلت نحو 239 الف طن فقط خلال الـ 9 أشهر الاولى من العام الجاري مقابل نحو مليون طن لنفس الفترة من العام الماضي أي بانخفاض وصل إلى 78%، وفي ضوء توافر السكر في الاسواق المحلية فإن ذلك يشير إلى لجوء التجار ومصانع التكرير إلى المخزونات المحلية لتغطية الطلب المحلي.

واشارت البيانات إلى أن نقص المعروض العالمي وبشكل خاص من السوق البرازيلية خلال الأشهر الاخيرة انعكس بشكل واضح على واردات المملكة منها والتي اقتصر على كمية 978 طن فقط خلال الـ 9 أشهر الاولى من العام الجاري مقابل 672.42 الف طن لنفس الفترة من العام الماضي، فمنذ نوفمبر2015م توقفت تماما الواردات من سكرشوندر (بنجر) لاغراض التصفية والتكرير الصناعي بعد أن وصلت إلى 99 الف طن في يوليو2015م.

كما توقفت واردات السكر البلوري الشفاف من السوق البرازيلية منذ أبريل 2016م بعد أن سجلت 6 الاف طن في يوليو2015م. ولم يتم تعويض النقص في الواردات من السوق البرازيلية بلجوء للسوق الهندية المورد الثاني للمملكة فقد انخفضت واردات السكر من السوق الهندية لتسجل نحو 30 الف طن فقط خلال الـ 9 اشهر الأولى من العام الجاري انخفاضا من نحو 44 الف طن لنفس الفترة من العام الماضي.

وبمقارنة الكمية المستوردة من السكر بمختلف أنواعه خلال الـ9 أشهر الاولى من 7 سنوات الاخيرة (2010-2016م) يتضح الانخفاض الكبير في كمية السكر المستورد، والتي سجلت في الـ 9 اشهر الاولى من العام 2010م نحو 1.1 مليون طن، ارتفعت في نفس الفترة لعام 2011م إلى 1.15 مليون طن ثم انخفض لنحو 778 الف طن في 2012م قبل ان ترتفع في 2013م إلى 1.26 مليون طن ثم انخفضت إلى 923 الف طن في 2014م وعادت للارتفاع في نفس الفترة من 2015م إلي نحو مليون طن قبل الانخفاض القوي في نفس الفترة من العام الجاري إلى 239 الف طن فقط.  

وبلغ إجمالي واردات المملكة من السكر بمختلف أنواعه خلال العام الماضي كاملا نحو 1.38 مليون طن بقيمة اجمالية تقدر بنحو 2.12 مليار ريال اي بمتوسط تكلفة واصل موانئ المملكة 1537 ريال للطن. أما الارتفاع العالمي للأسعار العالمية هذا العام فقد رفع متوسط تكلفة الطن المستورد إلى نحو 2365 ريال للطن في شهر سبتمبر الماضي.

 وعلى تطورات الاسعار العالمية سجلت أسعار الطن بنهاية شهر نوفمبر الماضي اول انخفاض لها منذ 6 أشهر ليسجل 446 دولار للطن فوب مقابل 490 دولار في اكتوبر السابق أي بانخفاض 44 دولارا وهو ما انعكس على متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر والذي سجل  287.1 نقطة في  نوفمبر الماضي ، بانخفاض قدره 28 نقطة (8.9 %) عن مستوياته المسجلة في أكتوبر السابق. وكانت الاسعار قد ارتفعت من نحو 311 دولار للطن في يناير الماضي إلى 490 دولار للطن في أكتوبر2016م بارتفاع 58%.

ويعزى الارتفاع في اسعار السكر خلال الفترة من ابريل إلى أكتوبر2016م إلى ظروف الطقس غير المواتية في منطقة الإنتاج الرئيسية في جنوب وسط البرازيل التي تُعد أكبر منتج ومصدر للسكر في العالم. أم الانخفاض خلال شهر نوفمبر الماضي فيعزى ايضا إلى حد كبير إلى ضعف العملة البرازيلية (الريال) قياسا إلى الدولار الأمريكي، وهو ما حفّز صادرات السكر من البرازيل،. كما أن التقارير عن ارتفاع المحصول مقارنة بما كان متوقعاً في منطقة جنوب الوسط، وهي منطقة الإنتاج الرئيسية في البرازيل، ساهمت في خفض أسعار السكر.