الجمعة, 21 مارس 2025

ماذا يحمل العام 2017 من مفاجآت للأسواق المالية؟

اعتبر تقرير حديث بمجلة “ذي اكونوميست” البريطانية، أن العام 2016 كان عاما للصدمات، متسائلا عما يمكن أن تحمله الأثني عشر شهرا القادمة من مفاجآت؟.

وأشار التقرير الى أن كلمة “مفاجأة” بحكم التعريف، هي الشئ الغير متوقع، وكان بنك “أوف أميركا ميريل لينش” قد قام بمسح حول ما يعتقده معظم الناس عقب أنتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، وكشف المسح أن المستثمرين يتوقعون نمو أقتصادي قوي، وأرتفاع التضخم، وأرباح قوية، فقد استثمروا بكثافة في الأسهم وقللوا – علي غير العادة – من تعرضهم للسندات.

المفاجأة الأولي:
يري التقرير أنه ليس من الصعب التنبوء بالمفاجأة الأولي، سيما وأن التوقعات عالية بشأن سياسة ترامب المالية، بشكل أستثنائي، ولكن مثل هذه السياسات ستتطلب وقتا لتنفيذها، وقد يتم اعتراضها من قبل الكونغرس الأمريكي خاصة فيما يتعلق بالأنفاق العام، ولاسباب من بينها الديموغرافيك وبطء الأنتاج، قد تجعل من الصعب للغاية دفع النمو الاقتصادي اكثر من 3-4 % كما تأمل الادارة الامريكية الجديدة.
 
وبالنسبة للأرباح الأمريكية التي انخفضت في العام 2016 ، فأنه من المتوقع انتعاشها خاصة وأن الأدارة الأمريكية الجديدة تدفع نحو خفض ضرائب الشركات.

اقرأ المزيد

وفي الوقت نفسه فأن التوقعات برفع معدل الفائدة ثلاث مرات أخرى من قبل الاحتياطي الفيدرالي فى العام 2017، سيدفع سعر الدولار الى الأعلي، مما سيخفض الأرباح بالنسبة للشركات الامريكية متعددة الجنسيات، وقد يقلل الأداء في وول ستريت في العام الحالي.
 
المفاجأة الثانية:
يري التقرير أن المفاجأة الثانية تتعلق بالسندات الحكومية، حيث يمكن أن يكون أداءها جيدا على عكس المتوقع، وتقترب عائدات سندات الخزانة الامريكية من اعلى مستوي لها في عشر سنوات، حيث كانت عائداتها تتراوح بين 1.5 – 3%، وتميل تكاليف الاقتراض للقطاع الخاص، بما في ذلك سندات الشركات ومعدل الرهونات الثابت للتحرك في ذات الاتجاه مع عوائد سندات الخزانة الامريكية، الأمر الذي سيكون له تأثير سلبي على النشاط الاقتصادي.

المفاجأة الثالثة:
لفت التقرير الى أن تفكك الاتحاد الاوروبي شكل مصدرا للقلق لدي المستثمرين، وفقا لبيانات مصرف بنك “اوف امريكا ميرل لينش”، الامر الذي جعلهم يقللون – على غير المعتاد – من حيازتهم للأسهم الأوروبية، الا ان الاتحاد الأوربي قد يحافظ على تماسكه في حال هزيمة السياسية اليمينية مارين لوبان المرشحة لرئاسة فرنسا، وفوز المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل بفترة رئاسية جديدة، معتبرا أن الشعبوية قد لاتفوز في كل مرة كما عكست ذلك نتائج الأنتخابات النمساوية، فمنطقة اليورو ستنمو بصورة جيدة حوالى 1.6% وفقا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCDE، فالقارة تعتبر ملاذا آمنا نظرا للأحداث في الأماكن الأخري.

المفاجأة الرابعة:
المفاجأة المحتملة الأخري قد تأتي من حدوث أضطراب في السوق الكبير، كان هنالك القليل من هذه الأحداث في الماضي، من  تراجع أو قفز مفاجئ في عائدات السندات، قد يكون نتيجة لبرامج الكمبيوتر التي تحفز البيع عند نقطة معينة، وتراجع من قبل البنوك، الأمر الذي يجعل الأسواق أقل سيولة. كذلك ترليونات الأموال التي تتدفق من خلال الأسواق المالية يوميا قد تكون هدفا مغريا للحرب الألكترونية وجرائم الأنترنت.
 
المفاجأة الأخيرة قد تكون متعلقة بالمعادن الغامضة كالذهب. ووضع سعر مستهدف على الذهب سيما وأنه يمكن أدراك سبب اقبال المستثمرين على الذهب عندما بدأت البنوك المركزية توسيع ميزانياتها بعد عام 2008. ولكن من الصعب تفسير لماذا تضاعف السعر الى اكثر من الضعف فى اقل من ثلاث سنوات قبل انخفاضه في العام 2011.

ويري التقرير ان توقعات المستثمرين بالتضخم قد ارتفعت منذ الانتخابات الأمريكية، وأن سعر الذهب تراجع بدلا عن أن يشهد ارتفاعا، كما كان متوقعا بالنسبة له، ربما لأن المستثمرين يرون الذهب كبديل أقل شأنا من الدولار، الا أن الذهب ليس مجرد تحوط ضد التضخم ولكنه مهم في فترات المخاطر السياسية، وفي ظل عزم ادارة ترامب على أتباع نهج أكثر عدوانية ضد الصين وايران، فأن الذهب قد يجد فرصة للتألق في العام 2017.

ذات صلة



المقالات