الجمعة, 21 مارس 2025

“شركة أبحاث”: 2016 عام صعب على أسواق النفط .. و2017 أكثر تقلبا

كشف تقرير صادر عن شركة كامكو للاستثمار ان 2016 كان أحد أكثر الأعوام تقلبا التي مرت على أسواق النفط، مع بلوغ الأسعار أدنى مستوياتها على مدى أكثر من عقد نظرا لاستمرار منتجي النفط في ضخ الإنتاج بسرعة خارقة بهدف الاحتفاظ بحصتهم السوقية.

ووفقا لـ “الأنباء” اضاف تقرير «كامكو» ان أبرز الضحايا كانوا المنتجين مرتفعي التكلفة، وخاصة منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، إلا أن معدل تراجع الإنتاج بسبب هبوط أسعار النفط كان بمعدل أبطأ بكثير مما كان متوقعا في الأساس من خلال قيام منتجي النفط الصخري بإطالة أمد آبار النفط القائمة وكبح أنشطة الحفر الجديدة.

وقد ساهمت احداث مثل حرائق الغابات في كندا والقضايا السياسية التي ظهرت في دول بعض منتجي أوپيك في تقديم مساندات متقطعة لأسعار النفط، إلا ان الدعم الثابت وردة الفعل الأقوى كان مصدرها المباحثات المتواصلة فيما يتعلق باتفاقيات تقليص الإنتاج والتي تم التوصل إليها في نهاية العام.  

اقرأ المزيد

وقد أنهي خام أوبك العام عند سعر 53.3 دولارا للبرميل في حين بلغ خام برنت 55 دولارا للبرميل، فيما يعد أعلى مستوى على مدى 18 شهرا بنمو سنوي 70 و50%، على التوالي. وقد حدثت معظم تلك الارتفاعات خلال النصف الثاني من 2016 وخاصة في ديسمبر 2016 نظرا لالتزام المنتجين من الأعضاء وغير الأعضاء بأوپيك بتقليص الإنتاج، وهو الاتفاق الذي أحاطت به شكوك عديدة من قبل مراقبي النفط.

إلا ان المفاجأة الأكبر تمثلت في الالتزام بحصص تقليص الإنتاج كما يتضح من التقارير خلال يناير 2017، مع قيام السعودية والكويت بتقليص انتاجهما من النفط بأكثر من الكميات التي التزما بها، حيث تراجع الانتاج السعودي لأدنى مستوياته في 22 شهرا وبلغ أقل من 10 ملايين برميل يوميا خلال يناير 2017، في حين تراجع الإنتاج الكويتي إلى 2.707 مليون برميل يوميا، حيث تصادفت أعمال صيانة آبار النفط مع اتفاقيات تقليص الإنتاج.

ولكن هناك تهديدا ضمنيا لسوق النفط يتثمل في قيام الولايات المتحدة بضخ كميات كافية من النفط الصخري كفيلة بموازنة أثر تقليص الإنتاج، أو في حالة عدم التزام بعض منتجي النفط بتقليل الكميات المتفق عليها، حينها قد تقوم السعودية بفتح جميع المحابس والعودة إلى مستويات الإنتاج السابقة.

من جهة أخرى، أعطت مؤخرا وكالة الطاقة الدولية نظرة مناقضة عن أسواق النفط على المدى القصير في 2017، حيث ذكرت الوكالة انه يتوقع لأسعار النفط ان تتراجع في وقت لاحق من هذا العام على الرغم من اتفاقية الأوبك نظرا لتشجيع ارتفاع أسعار النفط لمنتجي النفط الصخري الأميركي على ضخ مزيدا من الإنتاج.

وسيكون لهذا الأمر تأثير عكسي على أسعار النفط، كما يتوقع أن يظل السوق متقلبا خلال العام، وقد تجلى ذلك واضحا من خلال الزيادة البطيئة والمستمرة في عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة الأميركية، والتي ارتفعت بثبات على مدى 11 اسبوعا حتى الأسبوع الماضي حين بدأت في التراجع بعدد 7 حفارات لتصل إلى 522 حفارا.

ويأتي هذا متماشيا مع توقعاتنا بأن ارتفاع سعر النفط أعلى من 50 دولارا للبرميل سيكون محركا دافعا لمنتجي النفط الأميركي نحو مزيدا من الانتاج. وسوف يعمل ذلك على موازنة أثر اتفاقية أوپيك ودفع الأسواق نحو التوازن في أواخر العام 2017.

وعلى صعيد الإنتاج، فقد شهد 2016 زيادة بنحو 576 ألف برميل يوميا أو ما نسبته 2.0% في إنتاج الأعضاء الحاليين بمنظمة الأوبك (باستثناء اندونيسيا وشمول الجابون) حيث بلغ 33.1 مليون برميل يوميا في ديسمبر 2016.

وعلى أساس شهري، فقد تراجع الإنتاج النفطي للدول الأعضاء بأوبك بنسبة 0.9% أو 310 آلاف برميل يوميا بسبب التراجع الشديد لإنتاج نيجيريا بواقع 200 ألف برميل يوميا تبعه تراجع الإنتاج السعودي والفنزويلي بواقع 50 ألف برميل يوميا و40 ألف برميل يوميا، على التوالي.
 

  

ذات صلة



المقالات