الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في ظل وجود العديد من الشركات التقنية اليوم أصبح من الصعب أن تتنبأ الشركات بما سيكون عليه الوضع في أي عام جديد وذلك في ظل المنافسة على الصعيد التقني والتسويقي. ولكن بالحديث عن شركة “أوبر” فإن الشركة حتى الآن تنظر إلى عام 2017 بأنه عام صعب ومفترق طريق للشركة التي تبلغ من العمر ثماني سنوات وأصبحت أكبر شركة تكنولوجية مملوكة للقطاع الخاص في أمريكا.
منذ إنطلاق أوبر وهي تواجه عدد من العقبات سواء في توظيف السائقين ومنافسة سائقي سيارات الأجرة التقليدية والشركات التقنية المنافسة بالإضافة إلى الهيئات التنظيمية في بعض الدول التي قامت بحظر أوبر ومنعها. حيث قامت في الفترة الأخيرة بالتوجه إلى أسواق جديدة ورفع رأس المال لدعم توسع الشركة والهيمنة على عدد من الأسواق حتى وصلت قيمة الاستثمارات إلى 12.5 مليار دولار ووصل تقييمها إلى ما يقارب 70 مليار دولار.
ومع ذلك فإن سلسلة من الأخبار السيئة واجهت الشركة العام الحالي بالإضافة إلى عدد من الإنتكاسات والأخطاء التي قامت بها الشركة بدءاً من الحملة الضخمة على مواقع التواصل الإجتماعية لحذف التطبيق بعد محاولة الشركة إلى استغلال إضراب سائقي سيارات الأجرة في نيويورك بعد قرار الرئيس الأمريكي, دونالد ترامب, في منع دخول مواطني سبع دول مسلمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد ذلك بدأت ظهرت بعض المخاوف حول ثقافة العمل في أوبر بعد أن قام موظف سابق في نشر رسالة مدونة حول فشل إدارة الموارد البشرية في الشركة في التعامل واتخاذ الإجراءات المناسبة بشأن شكاوى التحرش الجنسي. وتبع ذلك, مقطع الفيديو الذي انتشر للرئيس التنفيذي للشركة, ترافيس كالانيك, في أحد مركبات أوبر عندما اتهم سائقي الشركة بعدم تحملهم للمسئولية.
هذا أدى إلى انخفاض حصة أوبر في السوق الأمريكي من 80% إلى 74% حسب بيانات شركة 7Park Data مما انعكس بالفائدة على المنافس الرئيسي “ليفت “Lyft التي قامت بجولة تمويلية جديدة بحوالي 600 مليون دولار لاستغلال أخطاء أوبر في الفترة الحالية. وأخيرا قام السيد شريف مراكبي, رئيس برامج المركبات العالمية, بتقديم استقالته الأسبوع الماضي والذي ساهم في برنامج القيادة الذاتية في الشركة مما جعله يضاف للقائمة التالية بأسماء المدراء التنفيذيين الذين تركوا الشركة منذ شهر فبراير من العام الحالي:
أميت سينغال, نائب رئيس المهندسين في أوبر
تشارلي ميلر, كبير مهندسي قسم القيادة الذاتية في أوبر
رافي كريكوريان, كبير مديري الهندسة في مركز التقنيات المتقدمة في أوبر
غاري ماركوس, مدير مختبرات الذكاء الصناعي
جيف جونز, رئيس أوبر
راشيل ويتستون, رئيس أوبر للسياسات والاتصالات
بريان مكلندون, نائب رئيس الخرائط في أوبر
إد بيكر, نائب رئيس أوبر للمنتجات والنمو
ويأتي ذلك بعد إعلان الشركة إرتفاع خسائرها لتصل إلى 2.8 مليار دولار خلال عام 2016 بالإضافة إلى تسجيل الشركة إيردات قدرت بمبلغ 6.5 مليار دولار من خلال إجمالي حجوزات وصلت إلى 20 مليار دولار بنهاية العام.
إضافة لذلك فإن هناك مشكلة أخرى قد تواجه أوبر في وقت لاحق من هذا العام, حيث تنوي محكمة العدل الأوروبية تحديد إن كانت اوبر هي شركة نقل او شركة تقنية فقط. إن تم الحكم بأنها شركة نقل فإنه يجب على الشركة الامتثال لقواعد أكثر صرامة مثل الترخيص والتأمين والسلامة مما يسبب في ارتفاع التكاليف التشغيلية للشركة في أوروبا.
جميع ذلك يطرح عدد من الأسئلة على إدارة أوبر إن كان بإمكانها الاستمرار في الازدهار والنمو تحت قيادة الرئيس التنفيذي الحالي, ترافيس كالانيك, لاسيما أن الشركة شهدت أعلى نمو لها في عام 2016. بالإضافة إلى أن الأحداث الأخيرة كانت سلسلة من الأخطاء المتكررة في وقت قصير مما جعل بعض المستثمرين يخشون أن تكون هناك “ضربة قاضية” تؤثر على من شأنها أن تضر بالشركة على المدى الطويل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال