الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أظهرت دراسة أجرتها شركة الاستشارات الإدارية العالمية ماكنزي آند كومباني أن منطقة الشرق الأوسط تتمتع بفرصة استثنائية للاستفادة من القيمة التي تحققها السوق الرقمية والمتمثلة بتعزيز الناتج المحلي الإجمالي السنوي في المنطقة بقيمة 95 مليار دولار بحلول عام 2020.
وتوضح الدراسة أن تحقيق هذه الإمكانات الرقمية الواعدة يأتي من خلال تطبيق مجموعة من التدابير الصحيحة ضمن أربعة مجالات وهي: الحكومة، وشركات القطاع الخاص، والتمويل، والمواهب البشرية، بحيث تتضمن هذه التدابير وضع أطر للسياسات التي تشجع الابتكار الرقمي وتعزيز تمويل رأس المال المخاطر في المجالات الرقمية بهدف تشجيع العاملين في مجال التكنولوجيا على المستوى المحلي وتطويرهم.
كما أشارت الدراسة أن على شركات القطاع الخاص انتهاز هذه الفرصة الاستثنائية لإنشاء منصات رقمية رئيسية لمواكبة التغيرات والتطورات المتسارعة في منظومة الأعمال التجارية، وذلك من خلال التعاون مع الشركات والمبتكرين في المجال الرقمي. ومن ناحية أخرى، ترى الدراسة أنه يجب إعادة التفكير في كيفية استقطاب المواهب الرقمية والمحافظة عليها إذا ما أردنا تحقيق هذه القيمة الاقتصادية.
وتشير الدراسة أيضًا أن تحقيق الإمكانيات الرقمية في المنطقة يتطلب من المعاهد والمراكز البحثية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إحراز تقدم ملموس خلال العقد القادم في العديد من المجالات، على الرغم من بعض الحلول الرائدة سنبثق من دمج التكنولوجيات الحالية، فعلى سبيل المثال، سيكون الجلد البشري المطبوع بيولوجيًا أحد أول الأعضاء الحية المقدمة في السوق، حيث سيجمع بين بحوث الخلايا الجذعية، وتكنولوجيا النانو، والعلوم الوراثية مع تكنولوجيا الطباعة ثلاثة الأبعاد.
وفي معرض تعليقه على هذا الموضوع، صرح السيد طارق المصري، المدير الإداري لمكتب ماكنزي آند كومباني في الشرق الأوسط قائلًا: “يعدُّ سكان منطقة الشرق الأوسط من أكثر سكان العالم اتصالًا وبراعةً في التكنولوجيا، فإذا تمكنت المنطقة أن توفر لهم البيئة السليمة التي تدعم التنمية الرقمية وريادة الاعمال، فسيثمر ذلك عن تحقيق العديد من الفوائد مثل زيادة النمو الاقتصادي وتعزيز الإنتاجية. ويمكننا حصر السمات الفريدة التي يتميز بها سكان المنطقة بالمقارنة مع بقية دول العالم بثلاث سمات رئيسية، وهي: الاستخدام الواسع للتكنولوجيا، وارتفاع مستوى التعليم، والبطالة. ولكننا بالمقابل قد نرى أن هناك مليار شخص على مستوى العالم يتمتعون بهذه السمات في عام 2030”.
وفي إطار مشاركتها في المنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي عُقِد في البحر الميت نهاية الأسبوع الماضي، ناقشت شركة ماكنزي في عدد من جلسات المنتدى دور الحكومات وشركات القطاع الخاص والمجتمع في تحقيق تقدم ملموس في المجالات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتأثير التكنولوجيا المتزايد على الأنظمة الإنسانية.
وأشار المصري أن “ان هذا العالم المترابط شبكيًا هو عالم ديناميكي ولا يمكن التنبؤ به وحماية مستقبل الشركات سيكون أمرًا محوريًا. ففي عام 1935، كانت نصف الشركات الواردة ضمن تصنيف ستاندرد آند بور لأفضل 500 هي شركات راسخة ومؤسسة منذ تسعين عامًا. أما اليوم، فلا تتجاوز عمر الشركات الواردة في هذا التصنيف عن تسعة سنوات فقط. وهذا يدلّ على أن التغيير سيأتي على الأغلب من قدرتنا على إعادة ابتكار نماذج الأعمال والتفكير في المجالات الرقمية ليس كمجرد وظيفة ضمن المؤسسات والشركات، بل كمجال يغطي جميع أنشطة المؤسسة”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال