الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كشف تقرير صادر عن شركة «كامكو للاستثمار» إن أسعار النفط بلغت أدنى مستوياتها منذ 7 أشهر خلال الأسبوع الأخير من يونيو 2017، على خلفية استمرار المخاوف المتعلقة بتخمة المعروض وارتفاع مستويات المخزون النفطي.
ووفقا لـ “الأنباء” تشير البيانات الدالة على ارتفاع انتاج النفط من قبل كل من ليبيا ونيجيريا إلى أن تخمة المعروض تزداد سوءا مع قيام هاتين الدولتين من الأعضاء بمنظمة أوپيك بالتوسع في الإنتاج في اعقاب انتهاء فترة الاضطرابات التي قلصت من انتاجهما على مدى السنوات القليلة الماضية.
ويذكر أن ليبيا قد قامت برفع الانتاج إلى اعلى مستوياتها على مدى 4 سنوات ماضية ليبلغ 1.005 مليون برميل يوميا بعد استئناف العمل في أكبر حقولها النفطية. وفي الوقت نفسه، على الرغم من أن نيجيريا قد رفعت الانتاج في الآونة الأخيرة في طريقها إلى معدل 2 مليون برميل يوميا، فان اغلاق خط الأنابيب البارز قد أثر على شحنة النفط الخام الخفيف بوني منذ يوم الخميس بما يقرب من 160 ألف برميل يوميا هذا الشهر، ما عطل انتعاش الانتاج في البلاد.
عوامل إيجابية
ومع ذلك، كانت هناك أيضا عوامل ايجابية في السوق مؤخرا، فقد صرحت الكويت بأن مخزونات النفط تتراجع بوتيرة أسرع خلال النصف الثاني من 2017 نظرا لارتفاع الطلب وزيادة أعضاء أوپيك من امتثالهم لخفض الإنتاج.
وعلاوة على ذلك، أظهر تقرير صدر مؤخرا أن المؤشرات الأولية لإعادة التوازن في سوق النفط قد رصدت في الولايات المتحدة حيث إمدادات البنزين في الجزء المتوسط من المحيط الأطلسي الآن أكثر من 5 ملايين برميل أقل من العام الماضي، وذلك بسبب انخفاض الحجم من أوروبا التي تستخدم لتلبية الطلب المحلي بدلا من الصادرات.
وفي توقعاتها على المدى القصير للطاقة، ذكرت وكالة الطاقة الأميركية أن انخفاض أسعار النفط قد أثر على الإنتاج في الولايات المتحدة مقابل التوقعات السابقة بأن الولايات المتحدة يمكن أن تضخ كميات أكبر من النفط عند المستوى الحالي للأسعار. وبالإضافة إلى ذلك، ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري أنه على الرغم من ارتفاع العرض، فإن الطلب يتسلق أسرع مما كان مقدرا في البداية.
الطلب العالمي
وفي الوقت ذاته، رفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2017 بواقع 100 الف برميل يوميا والذي يتوقع أن يصل حاليا إلى 98 مليون برميل يوميا وتبعتها بزيادة قدرها 1.4 مليون برميل يوميا للعام 2018 وصولا إلى 99.4 مليون برميل يوميا.
من جانب آخر، واصلت مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تراجعها، مع بلوغ الفجوة لمتوسط الخمس سنوات إلى 266 مليون برميل مقابل 300 مليون برميل في الشهر السابق. كما أشار التقرير أيضا إلى أن نمو الطلب العالمي الفصلي للنفط قد ارتفع في الربع الثاني من العام 2017 بعد أن كان ضعيفا في الربع الأول من العام 2017 ليصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا على خلفية نمو أقوى على أساس سنوي بالدول التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والبلدان النامية.
وفي أول توقعاتها بخصوص العام 2018، أشارت أوپيك إلى تزايد النمو والطلب على النفط لكن بوتيرة أبطأ قليلا مما كان متوقعا للعام 2017، وان كان متمشيا مع معدل النمو لمتوسط السنوات الخمس.
أما من جانب العرض، فتتوقع أوپيك أن ينمو العرض في العام 2018 بمعدل 1.14 مليون برميل يوميا أي بنسبة 43% مقارنة بنمو العام 2017، حيث تعتبر الولايات المتحدة العامل الرئيسي لتلك الزيادة، على الرغم من توقع أن يتأثر انتاجها هامشيا بتضخم التكلفة وتراجع إنتاجية الآبار. ونتوقع ان يؤدي ذلك إلى تأخر إعادة التوازن لسوق النفط.
وانخفض متوسط أسعار النفط للشهر الثاني على التوالي، حيث شهد أعلى معدل تراجع منذ سبعة أشهر. هذا، وقد تراجع خام الأوپيك بنسبة 8.1%، في حين انخفض مزيج خام برنت والنفط الخام الكويتي بنسبة 8.0% و8.8% على التوالي. اما فيما يتعلق بمتوسط الإنتاج الشهري، فتشير بيانات وكالة بلومبرغ بالإضافة إلى المصادر الثانوية للأوپيك إلى ارتفاع انتاج الأوپيك في يونيو 2017.
فوفقا للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبيرغ، قامت السعودية بزيادة انتاجها بمعدل 90 ألف برميل يوميا، تبعتها ليبيا بزيادة قدرها 80 ألف برميل يوميا ثم نيجيريا وأنغولا بمعدل 50 ألف برميل يوميا و40 ألف برميل يوميا، على التوالي، قابلها جزئيا تراجع انتاج كل من العراق وفنزويلا بإجمالي بلغ 40 ألف برميل يوميا. وكانت النتيجة النهائية لذلك ارتفاع الانتاج بواقع 260 ألف برميل يوميا ليصل متوسط الأوپيك الى 32.55 مليون برميل يوميا. وبتلك الزيادة، أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية معدل التزام اقل من الدول الأعضاء بالأوپيك بنسبة 78%، وهو أدنى المستويات المسجلة هذا العام، حيث أدت القيود المفروضة إلى التزام الدول غير الأعضاء بالأوپيك بنسبة 82%. كما تم خلال الشهر انضمام غينيا الاستوائية لمنظمة الأوپيك لتصبح العضو الرابع عشر بمعدل انتاج بلغ 150 ألف برميل يوميا في يونيو 2015.
وكما ذكرنا في تقريرنا الشهري الصادر في مايو 2017، هناك مؤشرات متزايدة بأنه سيطلب من ليبيا ونيجيريا تخفيض انتاجهما في اجتماع الأوپيك المقبل للحد من إجمالي انتاج المنظمة. وتتوقع بحوث كامكو ان يتم تقليص الإنتاج في حدود 2 مليون برميل يوميا بنهاية العام من قبل كل من الدول الأعضاء وغير الأعضاء بمنظمة الأوپيك، بما في ذلك التخفيض المتوقع فرضه على الدول المعفاة من الأعضاء بمنظمة الأوپيك.
وظل نمو الطلب العالمي على النفط ثابتا دون تغير يذكر مقارنة بالشهر السابق عند مستوى 1.27 مليون برميل يوميا ليصل إلى 96.4 مليون برميل يوميا في المتوسط. وتشير البيانات الأولية لشهري مايو ويونيو 2017 للولايات المتحدة إلى استمرار ارتفاع الطلب على النفط كما يتضح خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام. وتراجع طلب الدول الأوروبية من الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال شهر أبريل 2017 نتيجة لانخفاض الطلب على الوقود الخفيف والوقود الصناعي المتوسط، وغاز البترول المسال وزيت الديزل، بالإضافة إلى تراجع الطلب على وقود الطائرات والكيروسين. في حين مازال الطلب على وقود المواصلات يؤدي إلى تزايد الاحتياج للنفط كما تشير ارقام مبيعات السيارات في أوروبا خلال مايو 2017.
وعلى صعيد منظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي، شهد الطلب على النفط في اليابان أول ارتفاع شهري على أساس سنوي في مايو 2017 وفقا للبيانات الأولية وذلك على الرغم من استخدام طرق بديلة لتوليد الطاقة الكهربائية. اما في آسيا، فقد سجلت الهند نموا قويا للطلب قاربت نسبة 5% في مايو 2017.
إلا انه على الرغم من ذلك فقد تراجع الطلب في يونيو 2017 نظرا لان الطلب القوي على الجازولين والديزل قابله تراجع في استهلاك القار وفحم الكوك النفطي. وقد ارتفع الطلب على وقود الديزل، والذي يمثل ما نسبته 40% من اجمالي مبيعات المنتجات النفطية في الهند بمعدل قوي بلغ 6.5% في حين ارتفع الطلب على الجازولين وغاز البترول المسال بمعدل أعلى بلغ 12% و16%، على التوالي خلال يونيو 2017 وفقا للبيانات الصادة عن وزارة النفط. وكان الطلب على النفط في الصين من الجوانب المشرقة، حيث تفوقت الصين على الولايات المتحدة من حيث الواردات النفطية خلال النصف الأول من العام 2017. وارتفعت الواردات بنسبة 13.8% خلال تلك الفترة وفقا لوكالة بلومبرغ على خلفية ارتفاع الطلب من جانب المصافي المستقلة بالإضافة إلى متطلبات المخزون الاستراتيجي.
كما قامت «أوپيك» أيضا بنشر بيانات الطلب على النفط للعام 2018. وأشارت للمرة الأولى الى أن نمو الطلب على النفط يتماشى بصفة عامة مع متوسط نمو الخمس سنوات، مع توقع زيادة قدرها 1.26 مليون برميل يوميا ليصل المتوسط إلى 97.6 مليون برميل يوميا. وستكمن القوى الدافعة لهذا الارتفاع في الأساس نتيجة لارتفاع طلب الدول من غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والتي تقدر بحوالي 1.06 مليون برميل يوميا، في حين يتوقع ان يرتفع طلب الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمعدل 0.2 مليون برميل يوميا. وسيكون تزايد الطلب على وقود النقل البري المحرك الرئيسي لارتفاع الطلب على النفط في العام 2018، والذي سيواجه بارتفاع مستوى استخدام وسائل بديلة بالإضافة إلى المكاسب الناتجة عن زيادة الكفاءة وتقليص الدعوم لتقليل الاستخدام (وخاصة في الشرق الأوسط).
وارتفع المعروض النفطي العالمي في يونيو 2017 بحوالي 0.66 مليون برميل يوميا ليصل في المتوسط إلى 96.59 مليون برميل يوميا وفقا للبيانات الأولية. وبوجه عام، تم تخفيض توقعات المعروض النفطي للدول غير الأعضاء بأوپيك بمعدل 0.05 مليون برميل يوميا لتصل إلى 0.8 مليون برميل يوميا ويتوقع ان يصل المتوسط إلى 57.82 مليون برميل يوميا. وتعكس تلك المراجعة قلة المعروض النفطي للدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال النصف الثاني من العام 2017 مقارنة بالتوقعات السابقة.
ونتيجة لذلك، تم تخفيض توقعات نمو المعروض النفطي للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمعدل 0.12 مليون برميل يوميا لتصل إلى 0.74 مليون برميل يوميا، كما يتوقع أن يصل المتوسط إلى 25.56 مليون برميل يوميا للعام 2017. وتتضمن العوامل التي أدت الى تراجع المعروض النفطي للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية اضطراب الامدادات النفطية من كندا، وتراجع انتاج الولايات المتحدة أكثر مما كان متوقعا خلال الربع الثاني من العام 2017 بسبب انخفاض أسعار خام غرب تكساس، وارتفاع التكاليف وتراجع مستوى التعادل للآبار لمنتجي النفط الخفيف. من جانب آخر، يتوقع ان يرتفع الطلب من جانب الدول النامية ودول الاتحاد السوفييتي السابقة والصين ليصل الإجمالي إلى حوالي 85 ألف برميل يوميا. إلا انه على الرغم من ذلك، فان ارتفاع عدد منصات التنقيب النفطي في الولايات المتحدة، وازدياد كفاءة التنقيب وأداء الآبار مع انخفاض نقطة التعادل السعري للآبار، تعد من العوامل المؤدية لارتفاع المعروض النفطي في الولايات المتحدة بصفة عامة في العام 2017.
كما انه من المتوقع ان يرتفع المعروض النفطي من قبل الدول غير الأعضاء بأوپيك في العام 2018 بمعدل 1.14 مليون برميل يوميا ليصل في المتوسط إلى 58.96 مليون برميل يوميا على خلفية ارتفاع المعروض النفطي للولايات المتحدة الأميركية (+0.86 مليون برميل يوميا) والبرازيل (+0.22 مليون برميل يوميا) وكندا (+0.17 مليون برميل يوميا) وروسيا (+0.17 مليون برميل يوميا) وكازاخستان (+0.09 مليون برميل يوميا) والكونغو (+0.08) والمملكة المتحدة (+0.08 مليون برميل يوميا) وأستراليا (+0.05 مليون برميل يوميا) وغانا (+0.04 مليون برميل يوميا). في حين انه من المتوقع أن يقابل ذلك تراجع جزئي في المعروض النفطي للمكسيك (-0.17 مليون برميل يوميا) والصين (-0.16 مليون برميل يوميا) وكولومبيا (-0.08 مليون برميل يوميا) وأذربيجان وعمان وفيتنام واندونيسيا (-0.11 مليون برميل يوميا). ويتوقع أن يرتفع انتاج أوپيك من سوائل الغاز الطبيعي في العام 2018 بحوالي 0.18 مليون برميل يوميا، ليرتفع بذلك النمو المتوقع هامشيا بمعدل 0.17 مليون برميل يوميا في العام 2017.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال