بعد تراجع ارباح “سابك” بسبب الحديد .. الاسعار العالمي تقفز 47 دولار خلال اسبوعين وتوقعات بارتفاع تنافسية الوطني

قادت سلسلة الارتفاعات التي شهدتها أسعار خام البليبت عالميا مع ارتفاع الطلب عليه إلى قفزة في اسعار حديد التسليح على مستوى العالم بنحو 47 دولارا للطن بزيادة تقدر بنحو 11% خلال اسبوعين فقط، وهو ما يخفض الضغوط على المنتج الوطني محليا والذي يواجهة منافسة قوية من المستورد، كما يدعم من تنافسيته في الاسواق المجاورة خاصة بعد قرار ايقاف رسوم التصدير على صادراته لمدة عامين.
وتوضج بيانات الرصد الذي تجريه “مال” أن أسعار البليت في السوق الاوكرانية قفزت من 396 دولارا للطن منتصف شهر يوليو2017 إلى 435 دولارا للطن أمس بارتفاع 39 دولارا للطن بارتفاع 10%، كما ارتفعت أسعار البليت التركي من 411 دولارا للطن إلى 448 دولارا للطن بارتفاع 37 دولارا بارتفاع 9%.

وتستورد معظم المصانع في منطقة الشرق الاوسط البليت الاوكراني والتركي وهو المرحلة قبل قبل الدرفلة لإنتاج حديد التسليح وبالتالي فإن أسعاره إضافة إلى الحديد الخردة يتحكمان في أسعار حديد التسليح التركي والأوكراني والمحلي في معظم الدول العربية.
وتشير بيانات الرصد إلى ارتفاع في اسعار تصدير حديد التسليح التركي ليسجل أمس 480 دولارا للطن فوب مقابل 433 دولارا للطن قبل أسبوعين بارتفاع 47 دولارا للطن بنسبة ارتفاع 11%، وينافس الحديد التركي والاوكراني والصيني في المنطقة العربية بشدة، حيث تعاني المصانع الوطنية في الدول العربية من المنافسة الشديدة من المناشئ الاوكرانية والتركية والصينية.
 
وفي المملكة تواجه شركات الحديد الوطنية منافسة قوية من المستورد الذي ارتفعت كمياته خلال العام 2016م على الرغم من انخفاض الطلب المحلي بشكل ملحوظ ، حيث كشفت بيانات الهيئة العامة للإحصاء أن واردات المملكة من حديد التسليح المستورد واصلت ارتفاعها خلال العام 2016م لتسجل نحو 993 الف طن بارتفاع 4% عن العام السابق.
 
وتشير بيانات رصد سابق لـ “مال” إلى أن المتوسط العام لسعر طن الحديد المستورد خلال العام 2016م سجل نحو 1475 ريال للطن وصولا للموانئ السعودية انخفاضا من نحو 1744 ريال للطن في العام 2015م أي بانخفاض 15% وهو ما زاد من الضغوط على المنتج المحلي الذي يبلغ متوسط سعرة نحو 2200 ريال للطن.

ويزاد الفارق بين سعر المنتج المحلي والمستورد من الصين التي استحوذت على نحو 42% من واردات المملكة من حديد التسليح خلال العام 2016م حيث بلغ متوسط سعر طن الحديد الصيني المستورد نحو 1321 ريال وصولا للموانئ السعودية.

ومع الارتفاع الاخير في اسعار حديد التسليح عالميا من المتوقع أن تزيد تنافسيا الحديد الوطني وذلك نتيجة لانخفاض الفارق بين سعر المستورد والمحلي، حيث من المتوقع أن يتخطى المتوسط العام لسعر المستورد مستوى 2200 ريال للطن ونتيجة لفارق الجودة فإن الشركات المحلية ستكون قادرة على المنافسة ورفع الأسعار لتغطية خسائرها التي منيت بها خلال العامين الاخيرين.

وكانت نتائج الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) للربع الثاني من العام الجاري قد اظهرت انخفاض ارباحها إلى 3.71 مليار ريال بانخفاض 25% مقارنة بالربع المقابل من العام الماضي، وارجع يوسف البنيان الرئيس التنفيذي للشركة انخفاض الأرباح الى خسائر شركة حديد وانخفاض متوسط أسعار معظم المنتجات للشركة باستثناء البلوميرات التي استقرت أسعارها.

وبمقارنة الاسعار المتوقعة لأسعار بيع المستورد المتوقعة خلال الربع الثالث من العام الجاري بنفس الفترة من العام الماضي يتضح أن متوسط سعر المستورد تراوح ما بين 1400 ريال للطن للحديد الصيني وسعر 1700 ريال للأنواع الاخرى خلال الربع الثالث من العام الماضي فيما من المتوقع ان يتخطى متوسط السعر للمستورد الصيني 2000 ريال و2200 ريال للأنواع الاخرى، وبالتالي قد تستفيد الشركات الوطنية بما فيها سابك من رفع الاسعار المتوقع مما قد يساعدها بتعويض ما حدث خلال الربع الثاني.
 
يذكر أن لجنة التموين الوزارية في المملكة كانت قد اقرت قبل شهر إيقاف رسوم التصدير على صادرات الحديد وخفضها بنسبة 50% على صادرات الاسمنت في الوقت الذي تم فيه اقرار آلية لاحتساب استرداد قيمة دعم الوقود من صادرات السلعتين، جاء كنتيجة للضغوط التي تواجه الشركات الوطنية المنتجة للحديد والاسمنت وفي مقدمتها تراكم المخزونات مع انخفاض الطلب المحلي والمنافسة القوية التي تواجهها الشركات في الاسواق الخارجية بالنسبة للإسمنت والداخلية والخارجية بالنسبة للحديد.