الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن السعودية وروسيا ستؤسسان صندوقا جديدا للاستثمار في الطاقة بقيمة مليار دولار وسيجري وضع اللمسات الأخيرة خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو هذا الأسبوع.
ووفقا لـ “العربية” قال نوفاك، إن العلاقات الروسية السعودية في مجال الطاقة عالية المستوى، وإن الطرفين حريصان على العمل المشترك لضمان استقرار أسواق النفط.
وأضاف:”نحن نتواصل بشكل فعال وهذا التفاعل يتركز في اتجاهين، فنحن حريصون في المقام الأول على العمل المشترك لاستقرار أسواق النفط، وتفادي تداعيات الأزمة التي نواجهها منذ 2014 ومحاولة تقليصها إلى أقل فترة ممكنة، بالإضافة لتوازن العرض والطلب وتثبيت الأسعار، ولا شك أن روسيا والسعودية لاعبان رئيسيان في أسواق النفط ويضخان ما مجموعه أكثر من 21% من النفط إلى الأسواق، ولذلك الاتفاق بين البلدين يؤثر إلى حد كبير على الدول الأعضاء داخل منظمة أوبك وحتى خارجها”.
وتابع خلال اللقاء “بالإمكان القول إنه وبفضل قيادتي البلدين الرئيس بوتين والملك سلمان اللذين منحا دفعة قوية للعمل في هذا الاتجاه أنجزنا الاتفاقات الموجودة اليوم بين دول أوبك أو الدول غير الأعضاء أيضا، أنجزنا خلال العام الماضي الكثير لتحديد الموقع والاتفاق حول ذلك سواء داخل أوبك أو خارجها والإسهام الكبير في ذلك يعود لشركائنا، وروسيا لعبت دورا مهما أيضا في التوصل لهذه الاتفاقيات وهذه كانت لحظة مفصلية. نتذكر اتفاقنا والإعلان الذي أجريناه مع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في سبتمبر من العام الماضي توصلنا لمجموعة إنجازات في اتجاه تحقيق التوازن، وتنفيذ خطوات مشتركة، ولذلك أرى أن التعاون بين البلدين يحقق نتائج إيجابية لأسواق النفط ومجال النفط العالمي بشكل عام”.
وأضاف نوفاك “أن التوجه الثاني لتعاوننا هو مشاريعنا وتعاوننا المشترك في مجال الطاقة، وفي الفترة الأخيرة منذ تفعيل اللجان الحكومية المشتركة وتأسيس فرق عمل وقعنا اتفاقيات تأسيس فرق عمل في مجال الطاقة. اليوم نتواصل ونتعاون بشكل فعال سواء في قطاع النفط والغاز أو مجال الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى المشاريع الأخرى المشتركة، ولذلك نحن اليوم في وضع التواصل المستمر، نتباحث حول مشاريعنا المشتركة التي وصلت إلى مستوى عال في مجال الطاقة”.
وقال نوفاك في حديثه حول التحديات التي ترافق توقيع الاتفاقيات، “نحن في تواصل مستمر مع زميلي الوزير الفالح ونتهاتف لبحث العديد من المواضيع ونلتقي أيضا بشكل مستمر، والمهم هنا أن حوارنا بنّاء ونركز على تحقيق الأهداف. نحن راضون ونعتبر أن الجانب الإيجابي هنا أن السعودية تتعامل بشكل مسؤول عن تنفيذ الاتفاقية، وهي لاعب أساسي داخل أوبك وفي العالم بشكل عام، وبفضل موقع السعودية داخل أوبك يتم تنفيذ الاتفاقات بنسبة 100%، والسعودية تأخذ على عاتقها المهمة الأساسية لتنسيق التنفيذ وهي دولة تحتل مكانة رائدة وموقع قيادي داخل أوبك ولذلك بالنسبة لنا هذا التعاون مهم ونحن في تواصل مستمر”.
وأضاف حول الخطوات القادمة لتثبيت أسعار النفط ” أخيرا اتخذ قراراً قمنا بدراسته مع شركائنا في السعودية بخصوص تمديد تخفيض الإنتاج لتسعة أشهر ونعتبر أن هذا قرار صائب، يسمح لنا بتخطي فترة الطلب المنخفض في الفترة الشتوية وتأمين استقرار السوق يقود لهبوط المخزونات لمتوسط 5 سنوات. ولذلك أؤكد مجدداً أننا راضون عن تعاوننا مع السعودية والدور القيادي لشركائنا السعوديين”.
مستقبل أسعار النفط
وقال نوفاك “الأسعار حاليا استقرت على مستوى جيد، نرى أنه وبفضل التوازن استقرت الأسعار بين 50 و60 دولارا للبرميل، ونرى أن هذا المستوى السعري مناسب، وفي الفترة القريبة القادمة الأسعار ستراوح في هذا النطاق”.
أكد نوفاك أن التعاون في مجال الاستثمار يسير بشكل فعال بين البلدين بفضل الجهود المشتركة للصندوق الروسي للاستثمار المباشر والصندوق السعودي وقد حددا مبلغ 10 مليارات دولار لتنفيذ المشاريع المشتركة ليس فقط في مجال الطاقة، بل في المجالات الأخرى أيضا كالصيدلة ومجالات الصناعة والمواصلات وغيرها، واليوم وبشكل ناجح ننفذ عدداً كبيراً من المشاريع ومنذ عدة أعوام يعمل نحو 25 مشروعا بقيمة 10 مليارات دولار وهي موارد استثمارية واستثمارات تم التوصل إليها بين البلدين.
وأضاف “فيما يخص صندوق الطاقة، قرار كهذا موجود بالفعل وخلال زيارة الملك إلى روسيا سيتخذ القرار، مبدئيا يدور الحديث عن تخصيص مليار دولار لمشاريع الطاقة فقط وأنا كوزير للطاقة هذا يرضينا لأننا نركز على تطوير تعاوننا ليس فقط في إطار أوبك أو حتى خارج المنظمة بل أيضا تطوير التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة، إضافة إلى مشاريع مشتركة لإنتاج معدات قطاع النفط والغاز وغيرها”.
دور أرامكو بالاستثمار
قال نوفاك “بعد التوصل إلى اتفاق لتطوير علاقاتنا في مجالات الطاقة بشكل أعمق، زار وفد روسي كبير السعودية في أكتوبر من العام الماضي، زرنا المشاريع وزرنا مكاتب أرامكو وبعد ذلك تم تبادل الزيارات بوصول وفد سعودي كبير إلى روسيا في يونيو الماضي وزار سان بطرسبورغ برئاسة الوزير الفالح. والتقى ممثلو أرامكو والوزير الفالح مع قيادات كبرى الشركات الروسية وتقريبا مع جميع القيادات تم الاتفاق على استمرار العمل المشترك لدراسة إمكانية خلق مشاريع مشتركة جديدة. وهنا أرى تطورا كبيرا فشركاتنا حاليا في طور التفاوض وإعداد المقترحات النهائية ونرى رغبة كبيرة لدى أرامكو للمشاركة في انشاء مركز علمي – تقني متخصص مع شركة غازبروم في سان بطرسبورغ، المركز يتابع أحدث التقنيات في الحفر واستخراج وتكرير النفط”.
وأضاف “لدينا اتجاهات محددة للتعاون في مجال خدمات النفط، والشركات الروسية تبحث مع أرامكو إمكانية المشاركة في السوق السعودي لتقديم خدمات النفط. تحدثنا عن التجارة المشتركة، شركاتنا مهتمة بتجارة النفط وعلى وجه الخصوص شركة (روس نفت) ولدينا مشاريع يدرسها حاليا شركاؤنا السعوديون للمشاركة في إنتاج الغاز الطبيعي في روسيا مع شركة (نوفو تك) والتجارة المشتركة لهذه المنتجات وغيرها الكثير خاصة في مجال الطاقة المتجددة. نعلم أن السعودية تعمل وبشكل فعال على تطوير هذا المجال وقريبا وفي إطار برامجها ستنفذ 9.5 ألف ميغاوات لبناء القدرات، والتقنيون الروس بإمكانهم المشاركة مع المعدات الروسية التي ننتجها حاليا والتي تعد من بين الافضل في العالم من حيث معامل الكفاءة. هذه المشاريع نحن كوزارة نتحكم بها من حيث مجموعة العمل بينما تعمل الشركات فيما بينها على الجزء التجاري، وأنا واثق من أننا سنصل خلال الفترة المقبلة إلى مرحلة توقيع عقود محددة”.
العقود التي سيتم توقيعها خلال زيارة الملك سلمان
قال نوفاك “يتم العمل على عدد من الاتفاقيات وسنعلن عنها خلال الزيارة، وقد جهزنا خارطة طريق تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين روسيا والسعودية ولدينا شركات تعمل على تجهيز مشاريع الاتفاقيات ومنها “غازبروم نفت” وغيرها من شركات قطاع النفط والغاز وباعتقادي يجري حاليا عمل دؤوب في هذا الاتجاه وخلال الزيارة التاريخية للملك سلمان إلى روسيا سنقدم مجموعة متكاملة من الوثائق”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال