الخميس, 25 أبريل 2024

ولي العهد في حوار مع “واشنطن بوست”: عالجنا الفساد بـ “الصدمة”

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

وصف ولي عهد السعودية الشاب الأمير محمد بن سلمان الموجة الجديدة من الإصلاحات بأنها جزء من العلاج بـ “الصدمة” الذي يُعد ضرورياً لتطوير  الحياة الثقافية والسياسية في المملكة. وأكد الأمير محمد بن سلمان إن حملته ضد الفساد في شهر نوفمبر كانت مثالاً على العلاج بالصدمة الذي تحتاجه المملكة بسبب الفساد المستشري. وقال إن ذلك مثل أن: “يكون لديك جسدٌ مصاب بالسرطان في كل أعضائه، سرطان الفساد، عليك استخدام العلاج الكيماوي، وإلا فإن السرطان سيلتهم الجسم”. وأردف قائلاً، إن المملكة لن تتمكن من تحقيق أهداف الميزانية دون وضع حدٍ لهذا النهب.

وتطرق ولي العهد الى إنه شخصياً يتذكر الفساد، حيث حاول الأشخاص استخدام اسمه وعلاقاته التي بدأت في أواخر سن المراهقة. “لقد كان الأمراء الفاسدون قلة، ولكن الجهات الفاعلة السيئة حظيت باهتمام أكبر. لقد أضرت بقدرة العائلة المالكة”. وقد تم إطلاق سراح جميع المعتقلين، بعد دفعهم لتعويضات ما عدا 56 شخصاً. وأضاف “معظمهم يدركون بأنهم ارتكبوا أخطاء كبيرة، وقد قاموا بالتسوية”.

وبدأ الامير محمد، البالغ من العمر 32 عاماً، الحوار قبل منتصف ليلة يوم الاثنين، في نهاية اليوم الذي أُصدرت فيه الأوامر الملكية التي هزت الجيش السعودي والبيروقراطية الحكومية وأمرت بتعيين امرأة في منصب وزاري، تماضر بنت يوسف الرماح كنائبة لوزير العمل. ولأكثر من ساعتين، ناقش الأمير محمد بن سلمان حملاته ضد الفساد والتطرف، وكذلك استراتيجيته للمنطقة.

اقرأ المزيد

واشار ولي العهد الى إنه يحظى بدعم شعبي، ليس فقط من قِبل الشباب السعودي القلق، وإنما أيضاً من أفراد العائلة المالكة. كما رفض انتقاد سياساته المحلية والإقليمية، التي وصفها البعض بأنها محفوفة بالمخاطر، وقال إن التغييرات تُعد جوهرية لتمويل تنمية المملكة ومكافحة أعدائها، مثل إيران.

وقال ديفيد إغناتيوس الكاتب الذي اجرى الحوار مع ولي العهد “خلال زيارتي القصيرة إلى المملكة، كان المستحيل تقييم مدى نجاح إصلاحات الأمير محمد بن سلمان. وبالتأكيد، هنالك نضوج ثقافي: يخبر النساء الزوار بنوع السيارات التي يرغبن بشرائها عندما يُسمح لهن بالقيادة في شهر يونيو؛ افتتاح صالات رياضية جديدة للنساء؛ تعمل سيدات الأعمال في عربات الأطعمة؛ وتحضر مشجعات الرياضة من النساء مباريات كرة القدم”.

وتطرق إغناتيوس في تقريره عن لقاءه بولي العهد “قد يتواجد بعض المعارضون المحافظون بشكل خفي، ولكن الاستطلاع المستقل الذي قامت به شركة إبسوس على السعوديون المنتمون لجيل الألفية في العام 2017 كشف أن 74% كانوا متفائلين بشأن المستقبل؛ وأن أكثر مخاوفهم كانت من ارتفاع الأسعار والبطالة والفساد”.  

واشار الكاتب في الصحيفة ذائعة الانتشار “تحدث (الامير) محمد بن سلمان باللغة الإنجليزية بشكل كامل; بينما في مقابلتين سابقتين أجريتها معه، تلقى الأسئلة باللغة الإنجليزية وأجاب باللغة العربية. ورفض المخاوف التي تعتري بعض المؤيدين في الولايات المتحدة بشأن خوضه صراعات على جبهات كثيرة جداً وقيامه بالمخاطرة في كثير من الأحيان – قائلاً إن اتساع وتيرة التغيير وسرعتها يُعتبران ضروريان للنجاح”.

واوضح ولي العهد ان التغييرات التي أعلنها مساء أمس – الاوامر الملكية التي اعلنت مساء الاحد- والده الملك سلمان هي جهود لتوظيف الأشخاص أصحاب “الطاقة العالية” الذين يستطيعون تحقيق أهداف العصرنة. وأضاف “نريد العمل مع الطموحين”. ونصت الأوامر الملكية على تعيين أمراء من الجيل الشاب في مناصب في المناطق الرئيسية، منها تعيين الأمير تركي بن طلال نائباً لأمير عسير. حيث يشير هذا التعيين إلى التوافق داخل العائلة المالكة، إذ أن شقيقه الأمير الوليد بن طلال كان من بين الـ 381 الذين اعتقلوا بتهم فساد في نوفمبر الماضي. (وأطلق سراحه لاحقاً).

وأنهى الأمير محمد بن سلمان خدمات رئيس هيئة الأركان في وزارة الدفاع وعين قادة عسكريين جدد، وقال إنه تم التخطيط لذلك منذ عدة سنوات من أجل الحصول على نتائج أفضل للإنفاق السعودي على وزارة الدفاع. وقال إن ترتيب الجيش في المملكة، التي تملك رابع أكبر ميزانية للدفاع في العالم، يقع في المرتبة ما بين الـ 20 أو 30 في قائمة أفضل الجيوش في العالم. وتحدث عن خططٍ طموحة لحشد القبائل اليمنية ضد الحوثيين وداعمهم الإيرانيين في اليمن، وهي حرب استغرقت وقتاً أطول مما كان يأمل السعوديون.

وقال الأمير محمد بن سلمان ان ” الصدمة” كانت ضرورية أيضاً لكبح التطرف وهي  محاولة لإعادة تطبيق الممارسات التي طُبقت في عصر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). وافاد ولي العهد انه تعرض لانتقادات غريبة لضغطه على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للاستقالة في نوفمبر. وأضاف:” إنه الآن في وضع أفضل” في لبنان، مقارنة بميليشيا حزب الله المدعومة من إيران. وسيزور الحريري المملكة قريباً لإجراء محادثات. 

ويشبه مناصرو الأمير محمد بن سلمان أحياناً مساعيه لتوطيد السلطة بالملك عبدالعزيز ابن سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة. ولكن الأمير محمد بن سلمان يرفض هذه المقارنة، مضيفاً إليها لمسةً عصرية: “لا يمكنك تصنيع هاتف ذكي جديد. فلقد فعلها ستيف جوبز مسبقاً. ما نحاول فعله هنا هو شيءٌ جديد”.
 

ذات صلة

المزيد