الجمعة, 19 أبريل 2024

الشمس .. النفط الدائم

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

 وقّع الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة أمس الثلاثاء مع ماسايوشي سون، رئيس مجلس الإدارة لصندوق رؤية سوفت بنك مذكرة تفاهم لإنشاء “خطة الطاقة الشمسية 2030” والتي تعد الأكبر في العالم في مجال الطاقةالشمسية.

خطة الطاقة الشمسية 2030 ستخلق سوقا كبيرة للطاقة بقيمة تصل إلى 100 مليار ريال في السنوات القادمة مع خلق فرص عمل جديدة قد تصل إلى 100 ألف وظيفة. وبالتأكيد أن خطة الطاقة الشمسية هذه تعتبر مشروع استثماري ضخم، تصل فيه الاستثمارات إلى أرقام عالية لإنتاج 7.2 جيجاواط من الطاقةالشمسية بحلول عام 2019م، ومن المعلوم أيضا أن المملكة مقبلة على نقلة كبيرة في مشاريع الطاقة المتجددة، ومنها المحطة الشمسية الأولى والأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط بقدرة 300 ميجاواط في مدينة سكاكا، بتقنية الخلايا الكهروضوئية.

م. عبدالرحمن بن صالح الشريدة

في الحقيقة هذه الخطة تعتبر إضافة جديدة لبرنامج الملك سلمان للطاقة المتجددة، والتي تهدف لإنشاء 30 مشروعاً لإنتاج 9.5 جيجاواط من الطاقة المتجددة في عام 2023م. كما أن هذه الاستراتيجية الضخمة ستتطلب جذب استثمارات كبيرة في هذا المجال، حيث نصت مذكرة التفاهم على إنشاء محطات الأكبر من نوعها في العالم للطاقة الشمسية الكهروضوئية، بالاضافة إلى تصنيع وتطوير الالواح الشمسية بطاقة انتاجية تصل إلى 200 جيجاواط بحلول عام 2030م في مصانع محلية. هذا سينتج عنه بناء قدرات وطنية كبيرة في مجال تطوير وصناعة الطاقة الشمسية، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن هذه المشاريع الجديدة ستساهم بشكل كبير في تعزيز المحتوى المحلي بشكل يفوق الـ 70 في المائة في وقت قياسي، ونقل التكنولوجيا والاستفادة من الخبرات العالمية وهي جزء من “رؤية السعودية 2030”. فالمردود الاقتصادي من مشاريع الطاقة الشمسية ليس فقط في توفيرها لمخزون النفط وإنما لمساعدة اقتصاد السعودية للمضي قدما في تطوير تقنية الطاقة الشمسية، سواء كانت معدات كهربائية أو مواد خام تستخدم في صناعة هذه التقنية.

اقرأ المزيد

أن المملكة دولة رائدة في مجال الطاقة التقليدية، وعلاقتها بالطاقة الشمسية قديمة جدا، حيث أنشئت قرية العيينة المتخصصة في الطاقة الشمسية لإنتاج الطاقة الشمسية بكميات محدودة. وبالتأكيد بعد هذه الخطة ستكون المملكة أيضا دولة رائدة في إنتاج الطاقة الشمسية في العالم. وتملك السعودية أكبر مخزون عالمي لمادة السيليكا التي تستخدم في صناعة الخلايا الكهروضوئية، ما يزيد من كفاية التوجه إلى الحصول على الطاقة الشمسية للإكتفاء الذاتي وتصدير الفائض.

المملكة رأت أن مستقبل الطاقة الشمسية جزء لا يتجزأ من تحقيق رؤية 2030، إنما وجودها يعتبر أمرا أساسيا لمواكبة نمو الطلب المتزايد على الطاقة. ونحن نمتلك كل مقومات النجاح في هذا المجال، ابتداء من البنية التحتية الجاهزة إلى المواد الخام والمتوفرة بشكل هائل في أراضي السعودية بالإضافة إلى قدراتنا العلمية والبشرية. والأجمل من هذا أننا في السعودية نملك القدرة المالية للاستثمار الفوري في هذه الصناعة. عندها سيكون لدينا صناعتان أساسيتان، هما صناعة النفط وصناعة الطاقة الشمسية والتي بلا شك يسيران بطريق متوازي دون أن يتقاطعا. فالنفط سيكون له دور كبير في الصناعة، والطاقة الشمسية في السعودية ستكون الأرخص وبأسعار لا يمكن منافستها عالميا.

 

ذات صلة

المزيد