السبت, 22 مارس 2025

وسط المخاوف من انهيار اقتصادي .. انخفاض قياسي لقيمة العملة الإيرانية وتجار يعلقون التداول

سجل الريال الإيراني أدنى مستوى له مقابل الدولار الأمريكي للمرة الثانية خلال شهرين وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الإيراني، مما أدى إلى تعثر الأعمال التجارية ودفع بعض تجار العملة إلى تعليق التداول، بحسب تقرير حديث بوكالة (بلومبيرج) الاخبارية.

ونقلت الوكالة الأمريكية عن وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أن الريال الايراني انخفض الى مستوي قياسي،  بلغ 57 ألف مقابل الدولار، واعلن عدد من تجار العملات الأجنبية توقفهم عن بيع الدولار.

وكانت العملة الايرانية قد شهدت تراجعا أمام الدولار منذ فبراير الماضي، حيث وصلت قيمتها 50 ألف مقابل الدولار، الأمر الذي دفع السلطات للقيام بعدد من الاجراءات في محاولة لانقاذ الاقتصاد، فقامت بإلقاء القبض على أعداد كبيرة من المتداولين في العملة، الذين ألقت باللائمة عليهم في اضعاف العملة الايرانية مقابل الدولار لتحقيق مكاسب شخصية، في ذات الوقت لجأت الى اصدار سندات، وسمحت للبنوك برفع سعر الفائدة على الودائع لجذب المستثمرين بعيدا عن الدولار.

اقرأ المزيد

فيما نقلت الوكالة عن تجار عملة بوسط مدينة طهران أن اليورو سجل أيضا رقما قياسيا قدره 60 ألف ريال الأسبوع الماضي، وكان يباع بما يقارب 70 ألف ريال بحلول نهاية يوم أمس الأحد.

وعزا عدد من تجار العملات الأجنبية هذا الانزلاق الى “انتهازية” البعض واستغلالهم لعدة عوامل من بينها المخاوف القائمة بشأن الاقتصاد الإيراني في ظل هشاشة الاتفاق النووي، وعدم مقدرة ايران للوصول الى تمويل خارجي.

ويرى اشخاص على دراية بالتعاملات المالية رفضوا الكشف عن هويتهم أن الضغط السياسي الأمريكي على أيران، يعد أحد أسباب تدهور العملة الايرانية، سيما وأنه على الرغم من رفع العقوبات المفروضة، الا أن المؤسسات المالية العالمية لازالت ترى مخاطر في التعامل مع ايران، وأن التحويلات المالية الى طهران لازالت تواجه صعوبات كبيرة في ظل هذه المخاوف وعدم اليقين. مشيرة الى أن هنالك مشكلة أخري، وهي التباين في سعر العملة، ومحاولة المتعاملين الاستفادة من هذا التناقض، الأمر الذي أحدث تأثيرا على السوق ككل.

واضطرت العديد من الشركات إلى وقف العمل وسط حالة عدم اليقين الناجمة عن الأسعار. ويعتقد بعض المسؤولين ان تراجع قيمة الريال جزء من مؤامرة سياسية أوسع نطاقا ضد الرئيس حسن روحاني، من قبل خصومه الذين يسعون لتشويه سمعة حكومته وإعادة إشعال الاضطرابات التي هزت البلاد في ديسمبر الماضي.

ومن المقرر ان يعقد البرلمان الايراني اجتماعا خاصا مع وزير الاقتصاد ورئيس البنك المركزي الايراني اليوم لبحث سبب التقلبات الاقتصادية.

 

ذات صلة



المقالات