الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كشف لـ “مال” المهندس مبارك عبد الله الخفرة رئيس مجلس ادارة البنك الاول (السعودي الهولندي سابقا) عن توقعاته بحدوث اندماجات جديدة في القطاعين البنكي والتأمين خلال الفترة المقبلة، متطرقا إلى أن مؤسسة النقد العربي السعودي “ساما” تشجع على ذلك. وأكد الخفرة على ان الاقتصاد السعودي يمر بمرحلة مهمة، تستوجب حقبتها وجود مؤسسات مالية قوية، مشيرا إلى ان الوقت الحالي هو عصر الاقوياء وهو ما دفعهم إلى الاندماج مع البنك السعودي البريطاني “ساب” ليتحول البنك الجديد ليكون ثالث أكبر بنك سعودي من حيث رأس المال. واستدل الخفرة أثناء حديثه بان الاقتصاد السعودي يعد من أكبر 20 اقتصادا على مستوى العالم وينتظره مشاريع كبرى ضمن رؤية 2030 تحتاج من القطاع المصرفي أن يواكبها، مستشهدا باتجاه بنوك عالمية لمحاولة إيجاد موطء قدم في السوق السعودية.
يذكر أن القطاع البنكي شهد خلال العقود الثلاثة الاخيرة ثلاثة اندماجات أولها كان اندماج بنك القاهرة السعودي في البنك التجاري المتحد عام 1997 والذي بدوره اندمج في البنك السعودي الأمريكي (مجموعة سامبا المالية حاليا) عام 1999 فيما يعد اندماج بنكي “الأول” و”ساب” ثالث هذه الاندماجات في القطاع المصرفي.
من جانب آخر، بيّن الخفرة ان الشركاء الاجانب الذين يمتلكون 40% في البنك الاول حاليا ويمثلهم في قائمة كبار الملاك رويال بنك أوف اسكوتلاند البريطاني بعد استحواذه عام 2007 مع تحالف على بنك أيه بي ان أمرو الهولندي قاموا بتأسيس شركة لادارة حصتهم في المصرف السعودي (البنك الأول)، في هولندا، مفيدا أن مؤسسة النقد العربي السعودي “ساما” وافقت على أن تمثل هذه الشركة حصة الشركاء الأجانب في البنك الأول. ولم يضيف الخفرة تفاصيل أخرى في هذا الأمر. يشار إلى أنه في العام 2007 استحوذ تحالف البنوك المكون من: (رويال بنك اوف سكوتلاند البريطاني وبانكو سانتاندير الأسباني وفورتيس البلجيكي) على بنك أيه بي ان أمرو الهولندي وكنتيجة لذلك فقد آلت حصة بنك أيه بي أن امرو والبالغة 40% من رأسمال البنك السعودي الهولندي (الأول حاليا) إلى التحالف الجديد.
وهنا لابد من الإشارة إلى أنه عام 2007 وبعد استحواذ البنوك الأوروبية الثلاثة بقيادة رويال بنك أوف اسكوتلاند على بنك أيه بي أن امرو في اكبر صفقة تملك بنك في العالم آن ذاك، كشفوا حينها عن رغبتهم بالتخارج من حصتهم في البنك السعودي وهو الأمر الذي لم يتم رغم أن مفاوضات دارت في هذا الشأن مع مستثمرين أبدوا رغبتهم في شراء الحصة. وهنا يعلق الخفرة قائلا: (لايوجد تحفظ على من يرغب من كبار المساهمين في التخارج من البنك). لكنه أشار إلى أن الوضع مختلف الان، حيث يرغب الشركاء الاستفادة من خبراتهم وامتدادهم الدولي في تعزيز مكانة الكيان الجديد بعد اتمام عملية الاندماج.
وعاد الخفرة للحديث عن الاندماج المحلي، موضحا ان التشابه بين كبار ملاك بنكي “ساب” و”الاول” سهل من عملية الاندماج، وخاصة في ظل وجود بنوك عالمية ضمن كبار الملاك ومؤسسات حكومية إضافة إلى وجود عائلة سعودية امتلك حصص كبيرة في البنكينٍ تعد من المستثمرين المعروفين على المستوى الدولي ساهم في تحقيق هذا التوجه مجزيا الشكر لمؤسسة النقد ممثلة بمحافظها الدكتور أحمد الخليفي الذي وافق – بحسب وصف الخفرة – بمجرد التواصل معه وابلاغه ودعمه لهذه الخطوة.
يذكر أن كبار الملاك في البنكين (ساب والأول) هم: HSBC يمتلك حصة تبلغ 40% من بنك ساب، اضافة الى امتلاك رويال بنك اوف سكوتلاند 40% من اسهم البنك الاول ، وهما مؤسستان عالميتان، فيما تملك عائلة العليان في البنكين حصص مختلفة تبلغ 16.95% في بنك ساب و 21.73% في البنك الاول، وتمتلك مؤسسة التأمينات الاجتماعية 10.5% في البنك الاول، وكذلك 9.74% في بنك ساب ، فيما تمتلك شركة عبد القادر المهيدب 5% من اسهم “ساب”. ويعد بنك “HSBC” الذي يمتلك 40% من البنك السعودي البريطاني، خامس أكبر بنك في العالم، حيث ينتشر في 80 بلد في العالم ولديه 1800 فرع في المملكة المتحدة وتصل قيمة أصوله نحو 2.57 تريليون دولار وهو اختصار لاسم شركة هونغ كونغ وشنغهاي للخدمات المصرفية (The Hongkong and Shanghai Banking Corporation). أما رويال بنك اوف سكوتلاند الذي يمتلك 40% من البنك الأول فيعد واحد من البنوك البريطانية الكبرى ومقره الرئيسي ادنبرة في اسكتلندا ويغطي نشاطه أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا ولديه مجموعة متنوعة من العلامات التجارية المصرفية التي تقدم الخدمات المصرفية الخاصة والتأمين و تمويل الشركات من خلال مكاتبها الموجودة في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا.
وحول انخفاض عدد البنوك السعودية بعد الاندماج الى 11 بنك، مما يرسخ مبدأ الاحتكار في السوق السعودية، أبان الخفرة ان العبرة ليست بالكثرة او القلة، مشيرا الى ان السوق الامريكية التي تعد اكبر سوق مالية في العالم تديرها 4 مؤسسات مالية فقط، رغم وجود آلاف المؤسسات الصغيرة التي لايشكل وجودها أي تنافس، مؤكدا على أن الأهم في الوقت الحالي هو القوة وتحقيق الاهداف المرسومة. وتابع قائلا أن الكيان الجديد عبر الاندماج سيقدم خدمات كثيرة قد لاتكون موجودة حاليا في السوق السعودية وسيستفيد من خبرات ودعم المؤسسات العالمية مما ينعكس على تطوير الخدمات المصرفية في السوق السعودي والتشجيع على ابتكار ادوات مالية جديدة، وزيادة عملية المنافسة لاستقطاب العملاء، والحصول على حصة سوقية أكبر في القطاع.
وبحسب الخفرة فالفترة المقبلة ستشهد كثيرا من العمل لاتمام عملية الاندماج الذي يتوقع أن تكتمل بين بنكي ساب والاول بنهاية العام الجاري 2018، حيث تحتاج العملية الى وقت طويل، وترتيبات خاصة من بينها: الحصول على الموافقات الرسمية النهائية وعقد الجمعيات العمومية للمصادقة على الاندماج إضافة تصنيف الموظيفين واعادة توزيعهم، وتصنيفات لعملاء البنكين، مرجحا أن يكون العام 2019 هو البداية الفعلية للاندماج. وفي سؤال عن وضعه الشخصي بعد اكتمال عملية الاندماج اكد الخفرة على ان دوره ينتهي بانتها عملية الاندماج، مؤكدا على ان السعودية تمتلك العديد من الكفاءات في القطاع المصرفي التي تستطيع تولي الدفة خلال الفترة المقبلة.
يشار إلى البنك البنك السعودي البريطاني (ساب) وهو البنك الذي سيندمج فيه البنك الأول، معروفا عنه مساهمته في تقديم كوادر تولت مسؤوليات على مستوى الحكومة، حيث سبق أن عمل فيه بعض المسؤولين السعوديين الحاليين ومن بينهم: سليمان الحمدان وزير الخدمة المدنية، محمد التويجري وزير الاقتصاد والتخطيط إضافة إلى فهد السيف مدير مكتب الدين في وزارة المالية وهو المكتب المناط به اصدار السندات والصكوك الحكومية والاقتراض محليا ودوليا. ويعتبر البنك الأول هو أول بنك تدخل سيدة في عضوية مجلس إدارته والتي اصبحت لاحقا نائبا لرئيس مجلس الادارة وهي سيدة الأعمال المعروفة لبنى العليان والتي يترأس شقيقها رجل الأعمال خالد العليان مجلس إدارة البنك السعودي البريطاني (ساب).
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال