السبت, 22 مارس 2025

بكين ستزود رابطة البنوك الصينية والعربية بـ 3 مليار دولار

الرئيس الصيني يعلن تخصيص 20 مليار دولار لتعزيز التعاون مع دول عربية

أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الثلاثاء أن بلاده ستقدم قروضا بقيمة 20 مليار دولار لتعزيز التعاون مع الدول العربية التي تحتاج إلى إعادة الإعمار، موضحا أن هذه المشاريع ستوفر فرص عمل جيدة وسيكون لها تأثير اجتماعي إيجابي في دول عربية لديها حاجات لاعادة الاعمار.

وقال شي، في كلمة ألقاها أمام الدورة الثامنة لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي عقد في قصر الشعب في بكين، اليوم الثلاثاء، بحضور ممثلي 21 دولة عربية، وبثتها وكالة الانباء الصينية “شينخوا”، إن الصين ستقدم مساعدات إنسانية بقيمة 106 ملايين دولار لسوريا​ والأردن​ و​اليمن​ و​فلسطين​.

وتخطط الصين لاستيراد سلعاً بقيمة تزيد عن 8 تريليونات دولار، واستثمار نحو 750 مليار دولار بالخارج، في غضون السنوات الخمس المقبلة، وتوقع شي أن تخلق هذه الأمور فرصاً أكثر للتعاون تعود بمنافع حقيقية على الدول العربية.

اقرأ المزيد

وتعد الصين حاليا ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية، بعد أن أنشأت آليات اقتصادية وتجارية مشتركة مع غالبية الدول العربية ، ووقعت اتفاقيات ثنائية للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني مع جميع الدول العربية، حيث بلغ حجم التجارة بين الصين والدول العربية قيمة 191.3 مليار دولار في العام 2017.

وقال شي إن الموقع الجغرافي للدول العربية في قلب طريق التجارة القديم يجعل منها “شريكة طبيعية” في المبادرة الصينية الجديدة، وتوقع أن يتوصل المنتدى إلى اتفاق حول التعاون بشأن المبادرة.

وأعرب شي عن ترحيب الصين بفرص المشاركة في تنمية مرافئ وبناء شبكات للسكك الحديد في دول عربية، كجزء من شبكة لوجستية تربط بين آسيا الوسطى وشرق افريقيا والمحيط الهندي بالبحر المتوسط.

شارك في المنتدى الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ووزير خارجية عادل الجبير ووزراء خارجية دول عربية اخرى.

ويتمتع العالم العربي بموقع جغرافي متميز وموارد طاقة متوفرة يجب على الجانبين الموائمة بين الاستراتيجيات التنموية لما له من المزايا المتكاملة والمصالح المتشابكة، بما يربط حلم الأمتين العظيمتين للنهضة بشكل وثيق. يجب الامساك بالترابط والتواصل كـ القاطرة. 

ويحرص الجانب الصيني على المشاركة في بناء موانيء الدول العربية وشبكة السكك الحديدة العربية المرتقبة، ويدعم الجانب العربي لإقامة شبكة لوجستية ذهبية تربط بين آسيا الوسطى وشرق أفريقيا والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط. 

وقال شي يجب علينا العمل سويا على إنشاء الممر الاقتصادي الأزرق وبناء مركز التعاون البحري وتطوير الصناعة البحرية ورفع القدرة على توفير الخدمات العامة في البحر. يجب علينا انشاء الممر الفضائي للمعلومات في إطار الحزام والطريق، وتطوير التعاون في مجال الفضاء ودفع نظام “بيدو” للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية وتقنيات الأقمار الاصطناعية للاستشعار عن بعد والأرصاد الجوية للمساهمة في تنمية الدول العربية، يجب العمل على دفع التعاون في مجالي النفط والغاز والطاقة المنخفضة الكربون للدوران كـ “العجلتين”، يجب علينا مواصلة نمط النفط والغاز بلس في التعاون وتعميق التعاون في السلسة الصناعية باكملها التي تشمل التنقيب عن النفط والغاز والاستخراج والتكرير والتخزين والنقل. ويجب مواكبة ثورة الطاقة العالمية والتطوير السريع للصناعات الخضراء والمنخفضة الكربون، وتعزيز التعاون في مجالات الاستخدام السلمي للطاقة النووية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والكهرومائية، والعمل سوياً على إقامة معادلة التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة التي يقودها النفط والغاز وتتبعها الطاقة النووية مع التنمية المتسارعة للطاقة النظيفة، وإقامة علاقات التعاون الاستراتيجي الصيني العربي في مجال الطاقة التي تقوم على المنفعة المتبادلة والصداقة المستدامة.

ويدعم الجانب الصيني إنشاء إطار مالي لتعاون في الطاقة الإنتاجية وتوسيع القنوات الاستثمارية والتمويلية المتنوعة لبناء المناطق الصناعية ودفع التنمية الثلاثية المتمثلة في خدمة المناطق ونمو الشركات والدعم المالي، يدعم الجانب الصيني مؤسساتها للأوراق المالية للتعاون مع صناديق الثروات السيادية العربية ومؤسسات لإدارتها، لإنشاء منصة التداول الدولية التي ترتكز على الخليج وتغطي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتجذب المستثمرين من كل أنحاء العالم، سعيا لتحقيق التدفق الحر للعناصر والتوزع الفعال للموارد والتكامل العميق للأسواق، خدمة لبناء “الحزام والطريق”. من اجل دفع التواصل والتعاون بين المؤسسات المالية، سينشئ الجانب الصيني “رابطة البنوك الصينية والعربية” ، وسيزودها بقروض خاصة للتعاون المالي بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي.

ويحرص الجانب الصيني على مواكبة الخطط الاستراتيجية للدول العربية للتنمية المتوسطة والطويلة الامد، وتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والمواد الجديدة والأدوية الحيوية والمدن الذكية. يجب علينا تنفيذ برنامج الشراكة الصينية العربية لعلوم والتكنولوجيا وإنشاء مختبرات مشتركة في المجالات الرئيسة ذات الاهتمام المشترك. ويجب تسريع بناء طرق الحرير السيبراني سعيا لمزيد من التوافق والنتائج للتعاون في مجالات البنية التحتية السيبرانية والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية والتجارة الالكترونية.

وأضاف:” علينا التعاون في بناء شبكة الانترنت النزيهة  والعمل سويا ضد الأقوال التي تروج التطرف وتنشر الكراهية على الانترنت من اجل دفع التواصل القلبي بين شعوب الجانبيين. في السنوات الثلاث القادمة ستدعو الصين 100 مبدع شاب و200 عالم شاب و300 تقني من الدول العربية إلى الصين للمشاركة في ورش العمل، وستدعو 100 شخصية دينية و600 مسئول حزبي لزيارة الصين، وستوفر 10 آلاف فرصة تدريب للدول العربية في مختلف التخصصات، وسترسل 500 فرد من ضمن الفرق الطبية إلى الدول العربية. بهذه المناسبة أعلن عن التأسيس الرسمي للمركز الصيني العربي للتواصل الإعلامي والانطلاق الرسمي لمشروع المكتبة الرقمية الصينية العربية والانطلاق الرسمي للدورة الرابعة لمهرجان الفنون العربية التي يقيمها الجابنان في الصين.

وفي ختام حديثه قال شي إن منتدى التعاون الصيني العربي كمنصة لإجراء الحوار المتساوي وتعزيز التعاون العملي مقبل على أفاق رحبة لتعزيز الموائمة بين الجانبيين فيجب عليه اظهار ملامح جديدة وبذل جهود جديدة لمواكبة تطور العلاقات الصينية العربية في العصر الجديد. في هذا السياق، يجب حسن توزيع الموارد وتفعيل الموارد القائمة وحسن توظيف الموارد الجديدة وتعزيز الآليات في مجال الطاقة والإعلام ونظام “بيدو” للملاحة ومؤتمر رجال الأعمال. والدفع بإفامة آليات للمرأة والشباب والسياحة، كما يجب أن تلبى أعمال المنتدى الحاجات الواقعية للجانبين، وتبلور المزيد من القواسم المشتركة الفكرية من خلال تعزيز التواصل بما يجعل العمل المشترك اكثر قوة.

يقول العرب “إن الأقوال ورقة والأفعال ثمرة” كما يقول الصينيون “إن المثابرة تجعل الصخور جمرة”، دعونا نكرس روح طريق الحرير والسير نحو هدفنا خطوة بعد خطوة، وبذل جهود دؤوبة لتحقيق النهضة العظيمة للأمتين الصينية والعربية والدفع بإقامة مجتمع مصلحة مشتركة ومصير مشترك للجانبين الصيني والعربي. 

ذات صلة



المقالات