الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كشف تقرير جديد صادر عن وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية عن استمرار الهروب الجماعي للمستثمرين الأجانب من قطر في ضوء حالة الهلع والخوف التي تنتابهم في اعقاب المقاطعة العربية الرباعية للدوحة على خلفية دعمها للإرهاب وهو ما قاد إلى نزوح 77.4 مليار ريال قطري استثمارات اجنبية خلال عام، هذا في الوقت الذي فقدت فيه ارصدة الاستثمارات القطرية في الخارج 30.5 مليار ريال.
ويأتي هذا النزوح للاستثمارات الأجنبية من الدوحة في الوقت الذي كان من المفترض أن تستقبل فيه استثمارات ضخمة في ضوء المشاريع التي تقوم بها استعدادا لاستقبال النسخة القادمة من كأس العالم 2022 والتي يثار حاليا العديد من علامات الاستفهام مع توالي فضائح الرشاوى والتدخلات السياسية لاستضافتها.
وتوضح بيانات المسح التي تحمل في طياتها عدم الشفافية، حيث عالميا يقسم الاستثمار الأجنبي إلى ثلاثة فئات، الأولى الاستثمار الأجنبي المباشر وهو الاستثمارات في المشاريع بشكل مباشر والثاني الاستثمار غير المباشر وهو الاستثمار عبر المحافظ المالية او الأسواق المالية، والثالث هو الاستثمار في المشتقات المالية.
إلا أن بيانات المسح القطري للاستثمارات الأجنبية موزعة بين 4 فئات الأولى الاستثمار الأجنبي المباشر بقيمة 123.1 مليار ريال بنسبة 18.2%، والاستثمار الأجنبي غير المباشر بقيمة 93.3 مليار ريال بنسبة 13.8%، والاستثمار في المشتقات المالية بقيمة 4.1 مليار ريال بنسبة 0.6% أي أن الاستثمار في الـ 3 فئات الرئيسية للاستثمار الأجنبي لا تتعدى نسبتها 32.6%، فيما يستحوذ البند الرابع تحت مسمى استثمارات اجنبية أخرى على 455.9 مليار ريال بنسبة67.4 % وهو ما يوضح عدم الشفافية والتلاعب بالأرقام من قبل الجهة المصدرة للتقرير.
وتبين نتائج المسح أن الانخفاض في رصيد الاستثمارات الأجنبية في قطر تركز بشكل كبير في البند غير المعلن وهو بند الاستثمارات الأجنبية الأخرى الغير معروف طبيعتها بانخفاض قيمته 69 مليار ريال بتراجعها إلى 455.9 مليار ريال في الربع الأول من العام الجاري مقابل 524.9 مليار ريال في الربع المقابل من العام الماضي، أي أن 89% من الانخفاض في الاستثمارات الأجنبية داخل قطر تركز في هذه الفئة غير المعلومة.
أما الاستثمارات الأجنبية المباشرة فتراجعت إلى 123.1 مليار ريال قطري بعد أن كانت 131.7 مليار ريال في الربع المقابل بانخفاض 8.6 مليار ريال.
ووفقا لبيانات المسح فإن الامر لم يقتصر على هروب الاستثمارات الأجنبية من قطر، ولكن كشفت عن الازمة الحقيقية التي يعيشها الاقتصاد القطري، فرصيد الاستثمارات القطرية في الخارج سجل خلال عام تراجعا بقيمة 30.5 مليار ريال ليسجل 402.5 مليار ريال بنهاية الربع الأول من العام الجاري بعد أن كان 433 مليار ريال في الربع المقابل من العام الماضي بتراجع 7% وذلك في ضوء استمرار تسيل الأصول لتمويل الاقتصاد القطري وانشطة نظامه في تمويل الإرهاب.
واستمرارا لسياسة عدم الشفافية ووضع التصنيفات التي تخدم هذا الاتجاه – وهو الوضع الذي يمارسه النظام القطري على كافة الأصعدة- حيث سجلت الاستثمارات القطرية الأخرى غير المعروفة نحو 218.9 مليار ريال بنسبة 54% من استثمارات الخارج وتركز الانخفاض بشكل كلي في هذه الفئة بقيمة 30.6 مليار ريال بتراجعها من مستوى 433 مليار ريال.
ولم يفصح المسح عن توزيع الاستثمارات الأجنبية داخل قطر وفقا للدول وهو ما كان المسح يحرص عليه في إصداراته قبل المقاطعة العربية، وهو ما يشير إلى سياسة التعتيم الممنهج الذي يتم اتباعه والتضليل على الشعب القطري حتى لا يعرف حجم الكارثة التي يعيشها اقتصاد بلاده.
ومع توالي ظهور اسرار جديدة عن مسرحية الفدية التي دفعتها الدوحة لتمويل جماعات ومنظمات إرهابية والمقدر قيمتها بـ 1.15 مليار دولار تتزايد الضغوط على قطر بوصفها احدى الدول الممولة للإرهاب في العالم وهو ما يزعزع ثقة المستثمرين في النظام القطري ويدعو للمزيد من النزوح للاستثمارات.
هذا في الوقت الذي تتوالى فيه فصول فضيحة استضافة كأس العالم 2022 بأعلان جوزيف بلاتير عن تدخل مباشر من الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي مع رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السابق ميشيل بلاتيني لإسناد استضافة كاس العالم لقطر، وسط ترقب لتفاصيل أخرى سيعلن عنها في كتابه ربما تحمل حجم الرشاوى التي دفعت لإفساد أكبر حدث كروي ينتظره العالم كل 4 سنوات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال