الجمعة, 21 مارس 2025

ستنقل قطاع السياحة في المملكة للمقدمة في المستقبل القريب وتستهدف إعادة توجه 37.5 مليار دولار للاستثمار الداخلي

بعد الكشف عن «أمالا» .. 5 مشاريع متكاملة تنقل الاقتصاد السعودي من الاعتماد على الذهب الأسود الى النفط الدائم

انضم بالأمس مشروع “أمالاً” والذي كشف عنه صندوق الاستثمارات العامة لقائمة المشاريع السياحية الكبرى التي تعتزم المملكة تنفيذها خلال السنوات المقبلة لتجعل من قطاع السياحة في مقدمة القطاعات التي تعول عليها المملكة في المستقبل ضمن خطة شاملة تستهدف تنويع الاقتصاد السعودي ومحاولة الانعتاق من الاعتماد على الزيت الاسود الى نفط دائم لاينضب وهو القطاع السياحي. فبعد مشاريع: القدية والبحر الأحمر ونيوم والعلا جاء الكشف عن مشروع “أمالاً” لتمثل المشاريع الـ 5 سلسلة متكاملة قادرة على تحقيق النقلة المرتقبة للقطاع في الاقتصاد السعودي.

وبانضمام مشروع “أمالا” إلى مجموعة البحر الأحمر والتي تضم مشروعي “نيوم” والبحر الأحمر” اضافة الى العُلا، حيث تهدف جميع المشاريع القائمة على البحر الأحمر إلى تحقيق التكامل معاً، فهي تلبي احتياجات شرائح مختلفة من العملاء بفضل عروضها المتنوعة، وبالطبع، المناطق التجارية والصناعية المستقبلية التي تحتضنها، وبإضافة مشروع “القدية” الترفيهي في العاصمة الرياض، تكون المملكة قد رسمت مستقبلاً جديد لقطاع السياحة في اقتصادها.

وتستهدف المملكة بتنفيذ المشاريع الـ5 مشاريع استقطاب السياح من مختلف دول العالم على أن يكون تغير وجهة سياح الداخل ومنطقة الخليج نحو المملكة في مقدمة الأولويات بتوفير الخدمات التي تناسب مختلف الشرائح، فإعادة توجيه انفاق السعوديين لنحو 37.5 مليار دولار في الخارج إلى الداخل كفيل بنجاح تلك المشاريع، حيث ينفق السعوديون 15 مليار دولار على السياحة الخارجية وفقا لبعض التقديرات و 12.5 مليار دولار على الرعاية الصحية بالخارج ونحو 5 مليار دولار على التعليم و5 مليار دولار استثمارات.

اقرأ المزيد

 البداية كانت بالكشف عن مشروع “القدية” الذي وضع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز حجر الاساس له كوجهة ترفيهية واجتماعية نوعية وصف بأنه المشروع الترفيهي الحضاري الأضخم من نوعه في العالم، حيث بدأ العمل في المشروع في 28 أبريل الماضي.

 يمتد مشروع القدية على مساحة 334 كيلومترا مربعا، وهي مساحة أكبر من ديزني لاند الأميركية بثلاث مرات، وتضم جبالا وأودية وإطلالة على الصحراء قريبة من الطريق السريع، وتبعد 10 كيلومترات عن آخر محطات المترو، و40 كيلومتراً من وسط العاصمة الرياض.

ومن المتوقع أن يضيف المشروع نحو 17 مليار ريال سنويا للاقتصاد السعودي، ويستهدف توفير حوالي 30 مليار دولار التي ينفقها السعوديون كل عام على السياحة والترفيه خارج البلاد، إضافة إلى توفيره 57 ألف فرصة عمل.

وفي 31 يوليو2017 أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق مشروع “البحر الأحمر” السياحي والذي يقام على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالًا وتنوعًا في العالم، بالتعاون مع أهم وأكبر الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفندقة، لتطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه.

وتم تحديد الربع الثالث من عام 2019، وهو موعد وضع حجر الأساس، ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى في الربع الأخير من عام 2022 وخلال هذه المرحلة سيشهد المشروع تطوير المطار، والميناء، وتطوير الفنادق والمساكن الفخمة، بالإضافة إلى الانتهاء من المرافق والبنية التحتية، كما سيتم تجهيز خدمات النقل مثل القوارب، والطائرات المائية، وغيرها من الخدمات التي تساعد في تميز مشروع البحر الأحمر.

ويتوقع أن يساهم مشروع البحر الأحمر السياحي في زيادة إجمالي الناتج المحلي في المملكة بمعدل 15 مليار ريال سنوياً وتوفير آلاف من فرص العمل التي تقدر بحوالي 35 ألف فرصة عمل بمجرد اكتمال تطوير المشروع.

وسيوفر المشروع مجموعة فريدة وواسعة من تجارب الزوار على سبيل المثال  الشمس والرمال البيضاء والماء من جزر وشواطئ وبحر وضيافة، و المغامرات والرياضة كالأنشطة الترفيهية والرياضية في المشروع من رياضات مائية وغوص وتسلق للصخور والمنطاد ورياضات الغولف والتنس وكرة القدم. كما سيقدم المشروع السياحة البيئية كالاستمتاع بمراقبة دورة حياة السلاحف الصقرية وتأمل النجوم والنوم في الهواء الطلق وزيارة البراكين الخاملة إضافة إلى الثقافة والتراث كاستكشاف موقع العلا ومدائن صالح التاريخية، وإعادة اكتشاف تجارة البخور وطرق القوافل التاريخية، وتذوق المأكولات التقليدية وتجربة المنتجات المحلية، وزيارة متحف التراث. وأخيرا الصحة والاستجمام بطابع عالمي من الرفاهية والاسترخاء.

وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد كشف في اكتوبر 2017 عن مشروع لإنشاء منطقة استثمارية تجارية وصناعية وسياحية على الساحل الشمالي الغربي من البحر الأحمر يحمل اسم “نيوم”، حيث تبلغ تكلفة المشروع 500 مليار دولار، ويقع المشروع أيضا على البحر الأحمر وخليج العقبة بمساحة إجمالية تصل إلى 26500 كيلومتر مربع. تمتد من شمال غربي المملكة، ويشتمل على أراض داخل الحدود المصرية والأردنية.

ووفقا للمشروع ستقوم المملكة بإنشاء 7 نقاط جذب بحرية سياحية ما بين مدن ومشروعات سياحية في نيوم، بالإضافة إلى 50 منتجعا و4 مدن صغيرة في مشروع سياحي منفصل بالبحر الأحمر، وتنتهي المرحلة الأولى من المشروع في 2025، ومن المتوقع إتمام المشروع خلال فترة تتراوح بين 30 و50 عاما.

وأخيرا جاء مشروع “أمالاً” الذي كشف عنه صندوق الاستثمارات العامة البارحة ليمثل الوجهة السياحية فائقة الفخامة على ساحل البحر الأحمر، والرامي إلى إرساء مفهوم جديد كلياً للسياحة الفاخرة المتركزة حول النقاهة والصحة والعلاج، حيث توصف منطقة المشروع بكونها “ريفيرا الشرق الأوسط” نظراً لكونها امتداداً طبيعياً لمناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل.

وسيوفر المشروع فرصة استثنائية للمستثمرين والمشغلين من القطاع الخاص لتمويل أعمال التطوير والتشغيل لمرافق المشروع المختلفة. ومن المتوقع وضع حجر الأساس في الربع الأول من عام 2019 وافتتاح المرحلة الأولى في نهاية عام 2020، وسيتم الانتهاء من كامل المشروع بحلول العام 2028.

ستكون “أمالا” محركا مهما للاستثمار المحلي والأجنبي المباشر، ومحفزا للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل على الساحل الشمالي الغربي للمملكة العربية السعودية بما يتوافق مع رؤية 2030، مع تعزيز الحفاظ على الثقافة والحفاظ على البيئة والاستدامة.

ويتوقع أن يوفر “أمالا” حوالي 22 الف فرصة عمل في قطاعات الضيافة والسياحة والترفيه والبيع بالتجزئة، بالإضافة إلى الفرص التي تم توفيرها في مجالي الإنشاءات والصناعات الفرعية.

ويتميز مشروع “أمالا” بأجواء مثالية ويمتاز بمناخ معتدل على مدار العام، ويحتل موقعاً مركزياً بين أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يساهم في الارتقاء بمفهوم الفخامة إلى مستوى غير مسبوق غير مسبوق عبر توفير باقة من التجارب العصرية الفريدة.

ويقوم “أمالا” على 3 ركائز أساسية هي: الصحة والنقاهة والرياضة، الفن والثقافة، البحر والشمس وأسلوب الحياة. ويتم تطوير كل من هذه الركائز بما ينسجم مع معايير عالمية حقيقية تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

كما تمتاز “أمالا” بتنوع عروضها التراثية والطبيعية، حيث يتيح للضيوف زيارة مواقع تاريخية مذهلة مثل “مدائن صالح” و”العلا”، عدا عن فرصة استكشاف الشعاب المرجانية الفريدة للبحر الأحمر والتي تعد واحدة من أقدم المنظومات البيئية في العالم التي لا تزال تحتفظ بجمالها الفطري.

 

ذات صلة



المقالات