الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
للبعض قصص وحكايات ونجاحات صغيرة، تحولت بفضل الطموح والصبر إلى نجاحات كبيرة تستحق أن تروى للجميع، على الرغم من أن أصحابها أشخاص غير أثرياء مشاهير، ولا تعلق صورهم على الشوارع والمنصات العالمية، لكنهم أشخاص طبيعيين يواصلون حياتهم الطموحة رغم التحديات، التي لم تعد عقبات في طريق تحقيق أهدافهم ومشاريعهم وابتكاراتهم التي تخدم البشرية في أنحاء العالم كافة، بكل شجاعة وقوة وإصرار.
ابتكار يمنح الكفيف استقلالية أكبر:
على سبيل المثال، عمل المخترع البرازيلي فرناندو أتش أف بوتيلهو، وهو مخترع فاقد للبصر لكنه لم يستسلم للإعاقة بل جعلها دافعاً له على تحقيق هدفه النبيل، لاختراع اسمه (F123) وهو من المشاريع التي تلقت الدعم والتمويل من برنامج “منح الابتكار المؤثر” خلال دورته الأولى، ويتضمن تطوير جهاز كومبيوتر محمول يعمل بالتواصل الصوتي، ويتوافر بسعر منخفض، لتمكين أصحاب الإعاقات البصرية من التمتع باستقلالية أكبر في حياتهم اليومية، مما يتماشى مع هدف “الحد من حالات عدم المساواة” من أهداف التنمية المستدامة.
ويقول فرناندو، الذي حاورته “مال” أثناء تواجده في “قمة إكسبو لايف للمبتكرين العالميين” في مدينة دبي، إنَّ “فكرة المشروع استغرقت مني 10 سنوات، بداية من فكرة الابتكار، وصولاً إلى تحقيقه، عبر العمل عليه في وقتي الخاص ما بين عام 2008 – 2009″، مبينًا أنَّه “في عام 2010 تم التفرغ للابتكار بشكل تام من أجل أن يخرج بشكل مناسب وجيد ويخدم مجموعة كبيرة من الكفيفين من أنحاء العالم”.
وفي شأن رؤية الاستدامة في هذا الابتكار، أكد بوتيلهو أنَّ “رؤية الاستدامة في هذا الابتكار من خلال طريقتين، الأولى في العمل على المشاريع التي تناسب الكفيف بنفسه، والثانية التقنية والتدريب عليها، لاسيّما أنَّ العامل الأساسي في كيفية أن يتحول الناس من متابعين للابتكار إلى فاعلين هو التدريب”.
وأشار إلى أنَّه “ليس من الممكن زيارة كل المكفوفين من دول العالم من أجل توعيتهم وإرشادهم باستخدام هذا الابتكار، إذا لم تكن المبادرة منهم”، متمنياً أن يتشارك العملاء في كل بلد من أنحاء العالم بعضهم لتوسعة نطاق الابتكار ليصل للمكفوفين أينما كانوا، والذين يعيش أكثر من 90٪ منهم في البلدان النامية”.
وأضاف: “وفرت مشاركتنا في قمة إكسبو لايف للمبتكرين العالميين، فرصة مثالية لنا جميعاً، اكتسبنا من خلالها مزيداً من الخبرات عبر تواصلنا مع فريق إكسبو لايف، وشركاء إكسبو 2020 دبي على حد سواء”، لافتًا إلى أنَّه “لا شك في أنَّ الدعم المادي البالغ 100 ألف دولار أميركي والدعم المعنوي الكامل الذي لمسناه من الجميع، كان مشجعاً للغاية، وسيسهم في دفعنا نحو العمل بجد واجتهاد لجعل عالمنا مكاناً أفضل للعيش”.
النفايات منجم للمال:
تتمثل مهمة الابتكار الآخر، الذي يحمل اسم (كاباديوالا) في تحويل النفايات في المناطق الحضرية في الهند بعيداً عن مدافن النفايات، مما يساعد على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وكذلك زيادة فرص الدخل لصغار تجار الخردة.
ولأنَّ سوء إدارة النفايات الصلبة مشكلة شاملة بالنسبة للمدن في الهند، فهي من أصل 70 مليون طن من نفايات المناطق الحضرية في الهند في كل عام، يجري إرسال أكثر من 90% منها إلى مكبات النفايات، سعى المخترع الذي حاورته “مال” لإيجاد حل مبتكر.
وقال لـ “مال” المخترع سيدار حمدي، مدير شركة إعادة تدوير النفايات المتمركزة في مدينة تشناي بالهند، إنَّ “عملنا يرتكز على إعادة تدوير البلاستيك. في تشناي، فنحن نعيد تدوير قرابة الـ400 طن من البلاستيك، وشركاؤنا في هذا العمل هم عمال جمع النفايات، فقد بدأوا بفرز البلاستيك خلال الجمع، قبل أن يصل للمكبات الكبرى”، لافتًا إلى أنَّ “الشركة تعمل مع القطاع غير الحكومي من الأفراد والمحلات، ويرتكز عملها على فرز النفايات قبل جمعها”.
وأوضح حمدي، أنَّه بحسب دراسة الجدوى، 1% من عدد السكان، ما يعني لدينا ١٥ مليون شخص، سيستفيدون من هذا المشروع، وبالتالي يغادرون منطقة الفقر، ومن مسؤولياتنا أيضًا إيصال الرواتب لمستحقيها، لتكون الاستفادة لصالح قرابة الـ 90 مليون شخص.
وكشف أنَّ “التحدي الرئيسي، يكمن في أنَّ المعلومات عن القطاع غير الحكومي شحيحة، وبالتالي ابتكارنا يرتكز على وسيلة اتصال تجمع تلك المعلومات، وتحصي عدد العاملين في المجال للتعاون معهم”.
وأكَّد أنَّ “تركيزنا في المرحلة الراهنة على الهند وشرق آسيا، مثل إندونسيا والفلبين، وإن فكرنا بالعمل في الشرق الأوسط، فستكون مصر محطتنا الأولى، للكثافة السكانية فيها”.
تطوير مهارات العمال:
وبالتماشي مع هدف “التعليم الجيد” من أهداف التنمية المستدامة، قامت شركة “سمارت ليبور”، وهي شركة ناشئة من دولة الإمارات العربية المتحدة، بتصميم تطبيق للجوال يساعد العمال على تطوير مهارات الكتابة والقراءة لديهم، في الوقت الذي يحصلون فيه على جوائز تشجيعية كالعروض وقسائم الخصومات.
ومنذ حصولها على دعم “إكسبو لايف” استطاعت “سمارت ليبور” عقد شراكة مع وزارة الموارد البشرية والتوطين للاستفادة من التطبيق على امتداد دولة الإمارات العربية المتحدة، وإجراء المزيد من التطوير عليه. كما وقعت الشركة عقداً مع “تاكسي دبي”، حيث قام أكثر من 3500 سائق باستخدام التطبيق للحصول على الدورات المتعددة.
وقال أبو معاذ، مؤسس “سمارت ليبور” التي حصلت أيضاً على التمويل خلال الدورة الأولى من برنامج “منح الابتكار المؤثر”: “هناك أكثر من مليوني عامل في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأكثر من 16.5 مليون عامل على امتداد منطقة الشرق الأوسط يمتلكون هواتف ذكية. إلا أنه وفي معظم الحالات يتم استخدام هذه الهواتف بشكل أساسي بغرض التسلية والترفيه والتواصل مع أفراد العائلة”.
وأضاف: “نتيجة لتدني مستوى التعليم بشكل عام لدى العمال في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، فإن العديد منهم لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم بوضوح وبالشكل الذي يرغبون به، مما يؤثر بشكل مباشر على مستوى إنتاجيتهم وسعادتهم ومجمل مساهمتهم في الاقتصاد الوطني لبلدانهم. وفي هذا الإطار، يمكن لتطبيق (سمارت ليبور) أن يسهم في تحسين هذا الواقع، ويقدم المساعدة للملايين من الناس على امتداد منطقتنا”.
واختتم حديثه قائلاً: “قبل حصولنا على الدعم من (إكسبو لايف)، كان هناك بضعة آلاف فقط يستخدمون (سمارت ليبور)، واليوم لدينا أكثر من 40 ألف مستخدم مسجل، وهو أمر رائع للغاية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال