الثلاثاء, 15 أبريل 2025

قبل الطرح في السوق الامريكية … «مال» ترصد 3 أسباب تجعل من «كريم» هدف جيد لتوسعات «أوبر»

كشف تحليل أجرته “مال” عن وجود 3 أسباب تجعل من “كريم” احد اهداف “اوبر” في التوسع خلال الفترة القادمة، يأتي في مقدمة تلك الأسباب الحصة السوقية الكبيرة لـ “كريم” في منطقة الشرق الأوسط، ويليها تعزيز المركز المالي لـ”اوبر” قبل الطرح المرتقب في البورصة الامريكية مطلع العام القادم، وأخيرا خفض المنافسة في بعض الأسواق التي تجري فيها “اوبر” إعادة هيكلة لوحداتها.

وعلى الرغم من عدم تأكيد “كريم” محادثات الاندماج في “اوبر”، إلا أن الأخيرة التزمت الصمت إزاء ما تم تداوله من عزمها الاستحواذ على “كريم” وسط العديد من الدلائل التي تشير الي جدية الشركتين في السعي إلي تحقيق ذلك على أرض الواقع. ويعزز من ذلك استحواد صندوق الاستثمارات العامة – الصندوق السيادي السعودي – على 5% من الشركة الامريكية بشكل مباشر وحصص اخرى بشكل غير مباشر عبر صندوق رؤية سوفت بنك والذي يعتبر الصندوق السعودي اكبر المستثمرين فيه. فيما تملك شركات سعودية حصص كبيرة في شركة كريم اهمهم شركة الاتصالات السعودية STC وهي الشركة المملوكة بنسبة 70% لصندوق الاستثمارات العامة.

وتسعي “أوبر” من خلال الاستحواذ او دمج الأنشطة مع شركة كريم إلى الاستفادة من انتشار الأخيرة في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق أسيا ، خاصة أن “كريم” نجحت في الانتشار واختراق أسواق لم تتمكن “أوبر” من دخولها إلى الأن ، فعلي سبيل المثال تتواجد كريم في 24 مدينة سعودية و14 مدينة مصرية و5 مدن إماراتية لا تتواجد خدمات “أوبر” في معظمها ، كما أن فريق العمل الخاص بـ”كريم” كان أكبر فهماً ودراية بطبيعة المجتمعات التي بدأت العمل بها ، ولذا من المنتظر امكانية ابقاء أوبر على فريق العمل الخاص بكريم وتسليمهم قيادة زمام الكيان الجديد في حالة اتمام الصفقة.

اقرأ المزيد

كما تشير الدلائل إلى أن “أوبر” تستهدف من هذا التوجه تدعيم المركز المالي للشركة قبل الطرح المرتقب في البورصة مطلع العام القادم خاصة وأن سياسة دعم الرحلات والعروض الترويجية وبرامج التحفيز للسائقين الذي اتبعته “أوبر” في السنوات الأخيرة أدي التي تحميل ميزانية الشركة بخسائر تشغيلية كبيرة بالرغم من حجم الإيرادات الضخمة التي حققتها ، ففي عام 2016 حققت الشركة صافي خسائر بقيمة 2.8 مليار دولار مع تحقيق صافي مبيعات بقيمة 6.5 مليار دولار، بالاضافة الي 4.5 مليار دولار صافي خسائر في عام 2017 بعد تحقيق صافي مبيعات بقيمة 7.5 مليار دولار وذلك قبل ان تسترد انفاسها خلال الربع الأول من العام الحالي بتحقيقها صافي أرباح بقيمة 2.6 مليار دولار وذلك بسبب بيع وحداتها في روسيا وجنوب أسيا وفي حالة استبعاد أثر هذه الصفقة تصبح صافي الخسائر عن الربع 480 مليون دولار مع تحقيق صافي مبيعات  2.6 مليار دولار أما بالنسبة للربع الثاني من العام الحالي فقد بلغت صافي الخسائر 891 مليون دولار ونمو صافي المبيعات الي 2.8 مليار دولار.

وفضلا عما سبق قامت “أوبر” بعدد من عمليات اعادة الهيكلة لاستثماراتها في العديد من الأسواق وذلك بهدف خفض النفقات التشغيلية وتقليل حدة المنافسة في هذه الأسواق وخاصة من “كريم” ، ففي أغسطس 2016 قامت ببيع أنشتطها في الصين الي شركة Didi  مقابل الاستحواذ علي حصة تبلغ 18% من الأخيرة الي جانب قيام Didi  بضخ استثمار بقيمة مليار دولار في أوبر العالمية ، وفي فبراير 2018 قامت بدمج أعمالها في روسيا ، أرمينيا ، اذربيجان ، روسيا البيضاء ، جورجيا وكازخستان مع شركة Yandex.taxi وقامت بضخ 225 مليون دولار في الكيان الجديد ، كما قامت أيضا في مارس 2018 بدمج أعمالها في جنوب شرق أسيا مع شركة Grab  مقابل الحصول علي نسبة 27.5% من الأخيرة.

أما بالنسبة لشركة “كريم” فإن اندماجها في “اوبر” يحقق لها قيمة مضافة كبيرة من هذا الاستحواذ أو دمج العمليات حيث يتوقع أن ترتفع القيمة السوقية لكريم عند اتمام هذه العملية إلي أكثر من 2.5 مليار دولار وهو ما سيكون له مردود ايجابي لمساهمي الشركة وعلي رأسهم مجموعة الطيار والاتصالات السعودية ، هذا الي جانب ان شركة كريم لديها خطط توسعية لزيادة النطاق الجغرافي لخدماتها واضافة منتجات جديدة مثل خدمة توصيل الطعام والنقل الجماعي للركاب ولذا تسعي حاليا للحصول علي تمويل بقيمة 500 مليون دولار لهذا الغرض وقد تمكنت بالفعل خلال الشهر الماضي من الحصول علي تمويل بقيمة 200 مليون دولار من عدد من المستثمرين القائيمين علي رأسهم الأمير الوليد بن طلال ومجموعة الطيار السعودية.

جدير بالذكر أن قطاع النقل التشاركي للركاب من أنشط القطاعات التي تحقق نمو ملحوظ علي مستوي العالم ، ومع اشتداد المنافسة بين الشركات فإن كلاً منها يسعي إلي تعظيم حصته السوقية ومواصلة الانتشار علي نطاق أوسع ، ووفقا لتقرير حديث صدر عن جولدن مان ساكس فإن سوق نقل الركاب التشاركي متوقع ان ينمو من 36 مليار دولار في عام 2016 حتي 285 مليار دولار في عام 2030.

 وتعد أوبر هي الشركة الأكبر والرائدة في مجال خدمات نقل الركاب التشاركية حيث بدأت أعمالها في مارس 2009 علي أيدي مؤسيها جاريت كامب وترافيز كالينك بعد أن قررا الاستغناء عن سائقهما الخاص والبحث عن طريقة لتقليل نفقات الانتقال من خلال تقاسم النفقات بين عدد أكبر من الأفراد ، وخلال التسعة أعوام ونصف السابقة تمكنت الشركة من إتمام أكثر من 4 مليار عملية نقل للركاب وبلغ حالياً عدد المستفيدين من خدمات الشركة 75 مليون راكب و3 مليون سائق من خلال العمل في 600 مدينة موزعة علي 65 دولة في مختلف أنحاء العالم. وتعد الشركة هي الاكبر في السوق الأمريكي بنسبة 73% من السوق وتقوم بتوظيف 16 ألف موظفا.

أما بالنسبة لشركة كربم فقد بدأت أعمالها في دبي في مارس 2012 علي يد مدثر شيخة ، ماغنس أولسن وعبد الله الياس ، وتعمل حاليا في أكثر من 90 مدينة موزعة علي 14 دولة تضم المملكة العربية السعودية ، الإمارات العربية المتحدة ، البحرين ، قطر ،عمان ، لبنان ، باكستان ، الكويت ، مصر ، المغرب ، الأردن ، تركيا ، فلسطين والعراق ويبلغ عدد مستخدمي تطبيق كريم 20 مليون مستخدم ونصف مليون سائق.

وعلى مدي عقد من الزمان تمكنت “أوبر” من جمع 22 مليار دولار من المؤسسات المالية وشركات رأس المال المخاطر venture capital  ، وكان أكبر التمويلات التي حصلت عليها في مرة واحدة بقيمة 3.5 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي في يونية 2016 والذي يراهن على نمو وتوسع الشركة حيث يعد دخول صندوق الاستثمارات هذا المجال من القرارات الذكية في ضوء توقعات النمو التحسن المتوقع في أداء الشركة.

وأعلنت “اوبر” عزمها علي القيام بإجراء طرح عام وقيد في البورصة الأمريكية مطلع العام المقبل  2019  وحصلت علي مقترحات مبدئية من بنكي الاستثمار جولدن مان ساكس ومورجان ستانلي بأن القيمة السوقية للشركة عند الطرح سوف تبلغ 120 مليار دولار ومن شأن ذلك ان يحقق عوائد استثمار مرتفعة جداً لمساهمي الشركة والتي يعد المساهم الرئيسي بها صندوق الاستثمارات العامة السعودي بنسبة 12 % من خلال حصة مباشرة وأخري غير مباشرة في صندوق رؤية سوفت بنك  أكبر المساهمين المقيدين في سجلات الشركة بنسبة 15% هذا الي جانب مساهمين أخرين علي رأسهم Benchmark  بنسبة 11%، ثم المؤسس Travis Kalanich  بنسبة 7% ويمتلك الأمير الوليد بن طلال أيضا حصة بالشركة.

 كما قامت شركة كريم هي الأخرى بالحصول علي تمويلات بقيمة بلغت 622 مليون دولار وكان أكبر التمويلات التي حصلت عليها في ديسمبر 2016 بقيمة 350 مليون دولار من شركة الاتصالات السعودية ، وتبلغ القيمة السوقية للشركة حالياً وفقا لـرويترز بناءاً على التقييم الخاص زيادة رأس المال الأخيرة قرابة الـ  2 مليار دولار ويعد أكبر المساهمين بها مجموعة الطيار للسفر القابضة بنسبة 14.7% ( قبل زيادة رأس المال الاخيرة منتصف الشهر الماضي والتي لم يتم الكشف عن تفاصيلها ) ثم شركة الاتصالات السعودية بنسبة تبلغ 10% ويليهم أبراج جروب، بيكو كابيتال ، ومضة كابيتال والسويدي للاستثمارات .

أخيراً نود الاشارة الي ان صفقة الاستحواذ أو الدمج المرتقبة قد تواجه عدد من الصعوبات والتحديات لعل أهمها تلك المتعلقة بالجوانب التشريعية والتنظيمية في الأسواق التي تعمل بها الشركتين خاصة فيما يخص قضايا الممارسات الاحتكارية حيث أن دمج أعمال الشركتين يقض على المنافسة بالأسواق ويدعم قدرة الشركة في تحديد السياسات التسعرية بحرية تامة ولذا فقد واجهت عملية الدمج لاعمال أوبر وGrab  بجنوب شرق أسيا امتعاض السلطات المنظمة الأمر الذي دفع جهاز حماية المنافسة في سينغافوره إلي فرض غرامة علي الشركتين بقمية 9.5 مليون دولار وذلك لقيامهما برفع تعريفة الرسوم بنسبة 10% -15% بعد دمج العمليات ، نجد أيضا أن جهاز حماية المستهلك في مصر أرسل خطابا تحذيريا لكلا الشركتين فور الاعلان عن نية أوبر الاستحواذ أو الدمج مع كريم مشددا ضرورة الحصول علي موافقة الجهاز علي أي عمليات استحواذ او تبادل اسهم محتملة ، ولذا فإن كلا الشركتين بجانب قيامها بدراسة عملية الدمج أو الاستحواذ من الناحية الاقتصادية والمالية فإنه يجب عليهما أيضا الاهتمام بالحصول على الموافقات اللازمة من السلطات المنظمة في الاسواق التي يعملان بها.

ذات صلة



المقالات