ميزانية السعودية 2019 تخترق حاجز التريليون .. بأضخم إنفاق مقدّر .. 1.1 تريليون والعجز 131 مليار بانخفاض 3.7%

 أعلنت السعودية قبل قليل عن اضخم ميزانية مقدرة في تاريخها، حيث كشفت عن ميزانية 2019 بانفاق مقدر يعد الأكبر في تاريخها، تضمن صرف 1106 مليار ريال (1.1 تريليون ريال) مقابل ايرادات متوقعة عند 975 مليار ريال، ورغم زيادة الانفاق الا ان العجز المتوقع في ميزانية العام الجديد تراجع الى 131 مليار ريال، بنسبة انخفاض تصل الى 3.7% عن عجز ميزانية العام 2018 الذي بلغ 136 مليار ريال ويعدّ ذلك نجاحا في ظل زيادة الانفاق وخفض العجز. وبالرغم من تراجع العجز الا ان العام 2019 ستكون السنة السادسة على التوالي التي تسجل فيها الميزانية السعودية عجز وهو امرا متوقع حتى 2023.

فوفقا لبرنامج التوازن المالي فان اول فائض ممكن تحقيقه سيكون في العام 2023 اي انه سيكون – وفقا للتقديرات – اول فائض خلال 10 سنوات منذ العام 2014 وحتى ذلك الحين، والذي متوقع ان تسجل فيه الميزانية 4 مليار ريال فائض، بعد تمديد برنامج التوازن المالي من 2020 الى 2023.

وبحسب الميزانية الجديدة فان الايرادات الفعلية للعام 2018 بلغت 895 مليار ريال، فيما بلغت المصروفات الفعلية 1030  مليار ريال، وبعجز اقل من التقديرات، حيث بلغ 136 مليار ريال، وتراجع 94 مليار ريال عن عجز العام 2017 البالغ 230 مليار ريال، فيما انخفض 59 مليار ريال مقارنة بعجز متوقع سابقا عند 195 مليار ريال.

 وبحسب بيان الميزانية ارتفعت المصروفات الفعلية للعام الجاري 2018 بمبلغ وصل الى 52 مليار ريال عن المصروفات المقدرة التي كانت 978 مليار ريال، بينما ارتفعت الايرادات بـ112مليار ريال عن المتوقعة بـ783 مليار ريال .

ووفقا للراجحي المالية فان ميزانية السعودية للعام 2019 بنيت على اساس 70 دولار لبرميل النفط، وتحتاج السعودية الى متوسط سعر يبلغ 84 دولار لبرميل النفط للوصول الى نقطة التعادل والتي ينتفي معها عجز الميزانية الجديدة.

وبحسب الراجحي المالية فانه من المتوقع ان تتراوح صادرات النفط السعودي خلال العام 2019 بين 7.1 مليون برميل و7.3 مليون برميل يوميا، مشيرة الى ان هناك حالة من التفاؤل فيما يخص اسعار النفط في العام المقبل.

وبمراجعة ارقام الميزانية للعام المالي 2018، يظهر ان هناك عدالة في انفاق الميزانية العام الحالي، بحسب الارباع مما حقق نوع من التوازن في الصرف بين ربع واخر، بينما كان هناك تباين في انفاق العام الماضي 2017، فرغم ارتفاع الانفاق خلال العام 2018، مقارنة بمستويات 2017 الا ان الحكومة نجحت في تخفيض عجز الميزانية، مما يؤكد على كفاءة الحكومة في ادارة الانفاق خلال العام الجاري.

وسيق اعلان الميزانية اليوم، صدور امر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز باستمرار صرف غلاء المعيشة لعام مالي واحد لحين استكمال دراسة منظومة الحماية الاجتماعية، وهو الامر الذي لقي ترحيب من المواطنين. ويأتي تزامن اعلانه مع اعلان الميزانية التي احتوت على اضخم انفاق مقدّر في تاريخ ميزانيات المملكة دليل على قوة الاقتصاد السعودي ومتانته التي سمحت بهذا الصرف للعام الثاني على التوالي، وحرص خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على رفاهية المواطنين وتأكيد مباشر على انهم يحظون بأولوية عند القيادة.

ويعدّ صرف بدل (غلاء المعيشة) بجانب (حساب المواطن)، تأكيد واضح للجميع على أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لا توفر أي فرصة لتقدم مساندتها ودعمها للمواطنين سواء الموظفين في القطاع الحكومي او المستفيدين من الضمان الاجتماعي والطلاب وايضا المتقاعدين ومساعدتهم في عدم تأثرهم بالإصلاحات الاقتصادية. ويعكس مواصلة صرف بدل غلاء المعيشة، التزام القيادة بحماية كافة فئات المجتمع من اي تقلبات تؤثر على دخولهم اضافة الى تأمين الحماية الاجتماعية للمواطنين، في وقت تعكف فيه على بناء منظومة متكاملة توفر الأمان اللازم ضد أي ارتفاعات مستقبلية نتيجة الإصلاحات التي بدأت بها منذ عام نحو انعتاق الميزانية من اي تقلبات تشهدها اسعار النفط.

جدول يبين المصروفات والايرادات والفائض التقديري والفعلي للميزانية السعودية من 2002 حتى2019