الثلاثاء, 16 يوليو 2024

بيل جيتس يستوعب لماذا يرتاب الناس من الأثرياء ولديه دفاع (حتى عن مارك زوكربيرج)

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

سيطبق بيل غيتس، والذي كان سابقاً، وسيكون مستقبلاً، أغنى شخص في العالم (بمجرد انتهاء طلاق بيزوس)، بكل ترحيب المنطق النزيه والمباشر الذي جعل منه أحد أكثر عقول الأعمال هيبة في القرن الماضي، حتى عندما يكون هو، إضافة إلى آخرين من أعضاء “نادي التسع أصفار” الذين أصبحوا فجأة غير محبوبين، موضوع الحديث نظرياً.

ووفقا لـ “فوربس” يقول “أعتقد أنه من المثير للاهتمام أنه، وللمرة الأولى في حياتي، يقول الناس ‘حسناً، هل يجب أن يكون لدينا مليارديرات؟‘ و‘هل يجب أن يكون لدينا ضريبة على الثروة؟‘ أعتقد أنها مناقشة جيدة”.

إنه النقاش الذي حدث بالأمس، على بعد ناصية واحدة فقط من برج ترامب، منزل أول رئيس ثري لأميركا على الإطلاق، ويقول غيتس “إن رأيي هو، أنه يجب أن تكون هناك ضريبة عقارية، وربما أعلى مما لدينا اليوم، إلا أنني لا أعتقد أننا سنحصل على أغلبية من بين أعضاء قائمة فوربس لأعلى 400 ثري في العالم، وارن [بوفيت]، وأنا، ضد هذا الأمر نوعاً ما، لهذا أعتقد أن هناك الكثير من الجدل حول الكيفية التي يجب عن طريقها فرض الضرائب على رأس المال، وكيف يجب فرض الضرائب على العقارات”.

اقرأ المزيد

لكن غيتس يظل واضحاً، فبالنسبة لنوع الاقتصاديات المثبطة للعزم، والتي بكاها فريق (Beatles) في أغنية “Taxman”، والتي يناصرها اليسار المتطرف الأمريكي بشكل متزايد، يقول “بالنسبة لفكرة أنه لا ينبغي أن يكون هناك أثرياء، فإنني أخشى أنه إذا قمت حقاً بتنفيذ شيء مماثل لهذا، فإن المبلغ الذي ستربحه سيكون أقل بكثير من المبلغ الذي ستفقده”.

من خلال النظر في كيفية قيام جيتس الآن بنشر عشرات المليارات من الأموال الخيرية –الأموال التي وضعها هو وزوجته ميليندا في المؤسسة التي تحمل أسمهما، وهي الأكبر على مستوى العالم، والمال الذي أعطاه بافيت وتعهد به – فمن المهم أن نفهم ذلك المنظور، وكما يرى غيتس، بشكل صحيح، أن النظام الضريبي الذي ينتقل من التدريجي إلى المصادرة يخلق قدراً أقل من الثروة والابتكار بشكل عام، ويقوم هو وميليندا بدراسة القضايا بشكل منتظم.

يقول “ما يحفز الذاكرة أكثر أن تقول إنك تنقذ حياة واحدة بدلاً من أن تقول إنك توفر مليوناً، إنه أمر غريب”.

ظهرت هذه الرؤية العالمية في نسخة عام 2019 من خطاب عائلة جيتس السنوي، الذي صدر هذا الصباح، وتقوم رسالة هذا العام، والتي تحدد توصياتهم وأولوياتهم الخيرية، بالتركيز في ظاهرها على تسع مفاجآت ألهمت عائلة جيتس على الفعل، في الواقع، إنه عيد الحب لقوة الاستثمار الخيري، فكرة الإعطاء ليس لتسكين المشاكل، بل لحلها.

كتبت عائلة جيتس عن “أن تصبح رجلاً” ((BAM، وهو برنامج استشارات جماعي يساعد الأولاد المراهقين على البقاء في المدرسة عن طريق توجيه غضبهم، (يقول بيل غيتس إنه حظي بـ “تجربة مؤثرة” من خلال الجلوس مع مجموعة، بل إنه حتى أخذ دوره للتنفيس حول معرفته إن حالات شلل الأطفال العالمية ترتفع)، وعن “معرض المرحاض” الخاص بهم في بكين، المصمم كي يلهم الجيل التالي من المراحيض والتي يمكن أن تخفف من مشاكل الصرف الصحي، وعن اهتمامهم بأفريقيا، والتي يعد سكانها الشباب بتحويل قوة العمل العالمية.

تقوم كل هذه المبادرات برواية قصص متشابهة، حيث يقول غيتس إنها تتعلق بـ”اختيار أفكار رواية” أو “نظريات للخروج من الجدار”، ومن ثم إثبات أن المفاهيم تعمل، “بمجرد أن تجد حلاً وترغب في توسيع نطاق ذلك، فعادة ما تكون أموال الحكومة”.

وتعد هذه نقطة شائكة عندما لا تستطيع واشنطن المختلة وظيفياً سن قوانين حتى لأكثر السياسات التفكير المتقدم وضوحاً، خذ المعونة الأجنبية، الأقل من 1% من ميزانية الولايات المتحدة، وأنفقها، فمنذ خطة مارشال، قامت بشكل مستمر بتوليد عوائد استثمار إيجابية، من حيث خلق الاستقرار وأسواق التداول الحيوية ووقف الأمراض الفتاكة، وبينما يرفض الكونجرس التخفيضات الخارجية المقترحة من الرئيس ترامب، يظل غيتس قلقًا، “إنها لا يمكن تجاهلها فقط، مع النظر إلى شدة الجدل السياسي حول القضايا الداخلية، وإذا كان لديك حزباً يقول” مهلاً، مساعدة البلدان الأجنبية، إن هذا نوع من الامتصاص، هل نستفيد منه حتى؟”.

وتعد هذه النزعة القومية القصيرة النظر قضية عالمية، ويقول “إننا قلقون جداً من أن خروج بريطانيا سيكون سيئاً، على الأقل لبعض الوقت، قد لا ترى [المملكة المتحدة] [المساعدات الخارجية] باعتبارها أولوية من الأساس، إذا كانت الأشياء المحلية الفرنسية مؤلمة جدًا، فهل سيظلون كرماء؟”

وقد واجه غيتس رياحاً معاكسة مماثلة في مجال التعليم “أنت تقوم بإدخال أشياء في خطة السياسات تتعلق بما تحاول تحقيقه، إنه شيء شائك”، المثال الأكثر وضوحًا هنا: معركته السابقة من أجل معايير التعليم الأساسية المشتركة، والتي قام النقاد مثل، دياني رافيتش، بتقويضها من خلال وصف هذه الجهود على اعتبارها “نادي الأولاد الأثرياء”.

يقر غيتس “لدى الهجوم بأنه ‘لماذا يجب أن يكون لك رأي من الأساس في وضع جدول الأعمال؟‘، صدى معين”.

إذاً، لماذا يجب أن يمنح الأثرياء حق اختيار المشاكل التي نقوم بحلها؟

يقول غيتس “يوجد العمل الخيري لأن الحكومة ليست شديدة الابتكار، ولا تجرب الأشياء المحفوفة بالمخاطر، تحديداً الأشخاص الذين يملكون خلفية في القطاع الخاص، ومن منظور المقاييس، واختيار فرق رائعة من الأشخاص لتجربة أساليب جديدة، فإن العمل الخيري يفعل ذلك”.

كما تقوم الأعمال الخيرية، بالطريقة التي تمارسها عائلة جيتس، بالمخاطرة في المناطق الوجودية التي يفضل الزعماء السياسيين أن يدفنوا رؤوسهم عندما يتعلق الأمر بها، فلا يزال بيل غيتس قلقًا بشأن الانتشار النووي، وهي المنطقة التي دافع عنها بافيت، شريكه في الجريمة، لقد كان رائداً عالمياً بالنسبة للمخاطر المتعلقة بالأوبئة، وكذلك بدرجة أقل، فيما يتعلق بالتغير المناخي، حيث يقوم صندوقه (Breakthrough Energy Ventures) البالغ مليار دولار بمراهنات كبيرة.

يلوح الذكاء الاصطناعي في الأفق باعتباره التهديد الأحدث الذي احضره الابتكار، ويقول غيتس “على المدى الطويل، يعد الذكاء الاصطناعي مشكلة صعبة”.

ومن الملاحظ، غيتس لا يشعر بهذه الطريقة بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي، ولدى الولد الأعجوبة للقرن الماضي، والذي واجه تدقيقاً فيما اعتبرته الحكومة الفيدرالية تكتيكات احتكارية لشركة (Microsoft)، تعاطف واضح مع الولد الأعجوبة لهذا القرن، مارك زوكربيرج، والذي أصبح الآن أحد الأعمدة المنيرة لدور موقع (Facebook) في تآكل الديمقراطية، كما أوضح مؤخرا من قبل مستثمر (Facebook)، روجر مكنامي.

يقول غيتس “أعتقد أن ما قاله روجر [مكنامي] غير عادل تماماً، ونوع من الفظاعة، إنهم يلومون مارك على كل شيء، أعن، أن ترامب لم ينتخب بسبب (Facebook)، إنهم يقولون ‘فقاعة التصفية‘، وكل هذه الأشياء المستقطبة… حسناً، كن واضحاً، أنا أتمكن من قراءة ما أريد أن أقرأه، وأتمكن من الاستماع إلى إذاعة الجناح اليميني، وأتمكن من الاستماع إلى قناة (Fox News)، يمكنك قتل (Facebook) وسأظل أعيش في فقاعتي المصفاة، لكن فقاعتي المنتقاة، لكن فقاعة التصفية لا تتعلق فقط  بتغذية (Facebook)، لذا التصرف مثل ‘مرحباً مارك، استيقظ يوماً ما وحل مشكلة فقاعة التصفية‘، لا، ليس لدى روجر مكنامي حل عملي للأمر المتعلق بفقاعة التصفية”.

ويضيف غيتس “إن الأمر صعب عندما تكون في هذه الدوامة، لقد كنت في مثل هذه الدوامة ذات مرة، لقد كانت مختلفة قليلاً، لأن فقاعتي كانت متعلقة بدرجة أكبر بالمحكمة من مراجعة مجلس الإدارة إذا ما كان البرنامج جيداً أم لا”.

في النهاية، يقوم غيتس، الذي تبلغ ثروته الصافية 100 مليار دولار، حتى بعد تبرعات كبيرة للمؤسسة، بالنظر إلى الأعمال الخيرية كقوة حيوية للخير، ويعتقد أن المنتقدين المحتملين – حتى رئيس وزراء بريطاني معتوه محتمل – سوف يقتنعون بهذا الرأي.

ويتذكر جيتس “عندما التقيت مع جيريمي كوربين للمرة الأولى، هل ينظر إلي باعتباري الرجل الثري الذي جمع المزيد من المال أكثر مما يعتقد أن أي شخص يفترض أن يجمع؟ أم هل يعتبرني كمحسن يساعد في تحسين أفريقيا ويأمل أن يتعلم عن التعليم؟ لحسن الحظ كان لطيفاً جداً، لقد نظر إلي باعتباري الثاني، لكنني متأكد من أنه اضطر إلى التردد، ‘هذا الشخص هو أحد هؤلاء الأشخاص الذين ربما لا ينبغي أن يكون هناك أي منهم‘”.

ذات صلة

المزيد