الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أكد المتحدثون من الخبراء في قطاع الكيماويات الخليجي على أهمية دور الابتكار بغية التصدي للتحديات التي تواجه الدول في ظل سعيها لتحقيق التنمية المستدامة، وقد أدلى المتحدثون بهذه التصريحات ضمن مشاركتهم في الطبعة السادسة من منتدى “جيبكا” للأبحاث والابتكار، الذي افتتح فعالياته معالي الشيخ محمد بن خليفة بن أحمد آل خليفة، وزير النفط البحريني، في فندق آرت روتانا، بجزر أمواج، مملكة البحرين، المنعقد في الفترة من 13 إلى 14 مارس.
وأكد وزير النفط البحريني في كلمته الافتتاحية للمنتدى على أهمية توجه دول منطقة الخليج ومنطقة الشرق الأوسط نحو الاستثمار في الابحاث والابتكار وتقديم ما هو أفضل لضمان الامداد الثابت بجودة عالية المستوى للطلب العالمي المتزايد على الكيماويات نظراً للزيادة السكانية التي يشهدها العالم. مضيفاً أن العالم اليوم يشهد منافسة شديدة بين مختلف الشركات العالمية والكثير من التحديات في ظل العولمة والرقمنة التي تحتاج الى العمل الدؤوب والجاد للتغلب على هذه الصعوبات والتحديات وذلك من خلال الدخول عبر بوابة الابتكار والابحاث التطويرية في الصناعات الكيميائية التي تنتج من خلالها منتجات جديدة متطابقة مع المواصفات العالمية الحديثة، منوهاً إلى ما تقدمه الحكومات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من دعم ومساندة مستمرة للتغلب على التحديات الكثيرة للحفاظ على القدرة التنافسية في هذا السوق الديناميكي المتغير.
وأبرز المتحدثون المشاركون في كلا الحدثين ضرورة إنشاء حلول مستدامة هادفة للقضاء على مشكلة النفايات البلاستيكية وذلك بغية تحقيق المنافع الاقتصادية والبيئة والاجتماعية، كما شددوا على أهمية دور الشركات المنتجة للبوليمرات في الاستثمار في عمليات “الأبحاث والابتكار” لتطوير مستويات جديدة من التطبيقات التي تدفع قدماً عجلة الاستدامة البيئية لمنتجات التغليف والتعبئة البلاستيكية، وتبتكر طرقاً إبداعية لإعادة تدوير واستخدام النفايات البلاستيكية.
وقال الخبراء أن إيلاء الأبحاث والتكنولوجيا المزيد من التركيز والاهتمام من شأنه إحداث نقلة نوعية في صناعة الكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي كما أنه سيوسع أكثر من آفاق الفرص لتقديم قيمة اقتصادية أعظم ويخلق أسواقاً جديدة، وينشئ نماذج عمل تجارية مبتكرة ويسفر عن منتجات مُربحة وفي ذات الوقت ذات أثر اجتماعي وبيئي مستدام. بهذا الصدد، ينبغي على الشركات العاملة في صناعة الكيماويات أن تستحدث حلولاً مُربحة لجميع الأطراف ولا بد أن تكون هذه الحلول ذات تأثير تجاري سريع المفعول، ولن يتم لها ذلك إلا من خلال تسريع عمليات الابتكار وبناء الشراكات الاستراتيجية مع الجهات المعنية. وأضاف المشاركون الذين أدلوا بمداخلتهم في كلا الحدثين أنه على الشركات أن تسخّر جزءاً كبيراً من مواردها واهتمامها بخصوص التحول الرقميّ على تحقيق “التميز التشغيلي”، وذلك من خلال تحسين العمليات التشغيلية وسلاسل التوريد، وتخفيض النفقات الرأسمالية ودمج التقنيات المتطورة، مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وغيرها، في عمليات الإنتاج ضمن صناعة الكيماويات.
وتناول منتدى “جيبكا” للأبحاث والابتكار العديد من المواضيع ذات الأولوية من التحول الرقمي إلى النفط الخام إلى تقنيات صناعة الكيماويات، التي يرى المشاركون في المنتدى أن من شأن تحفيز عمليات البحث والابتكار والتطوير فيها الارتقاء بشركات الكيمياويات في دول مجلس التعاون الخليجي إلى مصاف الشركات الرائدة في القطاع على الصعيد العالمي. واختتم المتحدثون في المنتدى كلامهم بقولهم، أنه وبغية المضي قدماً نحو خلق قيمة اقتصادية أعظم، وتحقيق أعلى مستويات الربحية، لا بد على الشركات العاملة في القطاع أن تواصل استثماراتها في عمليات البحث والابتكار، وأن تقوم بإنماء مُخرجاتها من الابتكارات والاختراعات واستحداث المنتجات والحلول عالية القيمة.
من جانبه، أدلى الدكتور عبدالوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات “جيبكا” بقوله “في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها القطاع والتنافسية الشديدة التي تميزه، لا بد على الشركات العاملة فيه أن تدرك تماماً أن قواعد اللعبة قد تغيرت. ولهذا أصبحت “عمليات الأبحاث والابتكار” ضرورة لا مناص منها للإبقاء على تنافسية الشركات في المشهد العالمي لصناعة الكيماويات. فإن أردنا اغتنام هذه الفرصة، يتعين على الشركات المحلية المنتجة اتخاذ خطوات جدية نحو تحول جذري لعملياتها التشغيلية، وألا تتوانى في الاستثمار بكثافة لتطوير قدراتها وكفاءاتها ومواردها البشرية، وإنماء معارفها العملية المتقدمة ومشاريعها ووحداتها التقنية، فضلاً عن إبرام الشراكات الاستراتيجية مع مختلف الأطراف لتلبية احتياجات السوق المتغيرة على الدوام.
ومع أن الاستمرار في إنتاج المواد الخام والمنتجات السلعية سيظل مهماً للحفاظ على تنافسية القطاع، إلا أن ساحة صناعة الكيماويات في العالم تشهد الآن نموذجاً تجارياً جديداً لم يعد همه الوحيد التركيز على الكمية والتكلفة فحسب بل أصبح يضع “القيمة المضافة” و” أداء سلاسل الامداد” ضمن اولوياته، بالإضافة الى أهمية الأثر البيئي والاجتماعي. لهذا يجب على الصناعة في دول الخليج العربي أن تعزز التعاون فيما بينها ومع الخارج وذلك لخلق فرص واعدة في القطاع، ولا بد أن تتظافر جهود كل من الجهات الأكاديمية والحكومية في اتجاه تحقيق أجندة اقتصادية وطنية وإقليمية تتيح لها خلق اقتصادات مستدامة قائمة على المعارف المتقدمة”.
كما قد انطلقت أمس، الثاني عشر من مارس، الطبعة العاشرة من برنامج “قادة الغد”، الذي ينظمه الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات “جيبكا”، وترعاه الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، وتستضيفه شركة أرامكو السعودية، في مركز التبادل التقني التابع لشركة أرامكو، في الظهران، المملكة العربية السعودية وبمشاركة اكثر من 60 طالب وطالبة. كما ستقوم “جيبكا” بالإعلان عن قائمة الفائزين في الطبعة الافتتاحية الأولى من مسابقتها الخاصة بالابتكار في مأدبة عشاء تعقد أمسية اليوم الثالث عشر من مارس في فندق آرت روتانا، بجزر الأمواج، مملكة البحرين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال