الثلاثاء, 16 يوليو 2024

من عظيم بريجمي إلى كارلوس سليم ..  تعرف على الأثرياء الأكثر سخاءً خارج أمريكا

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

في أكتوبرالماضي، تابعت فوربس أكثر الأثرياء مشاركة في الأعمال الخيرية في الولايات المتحدة، وصنفت جهودهم بدرجة جديدة لقياس أعمالهم الخيرية. 
وتصدّر كل من بيل جيتس ووارين بافيت، الشريكان المؤسسان لمؤسسة (The Giving Pledge)، القائمة بتبرعهما بما يقدر بـ35.8 مليار دولار و35.1 مليار دولار، على التوالي. وحظي جورج سرور على المركز الثالث في القائمة بتبرعه حتى اليوم بمبلغ 32 مليار دولار.

ووفقا لـ “فوربس” يقول فيل بوشانان، رئيس مركز (Center for Effective Philanthropy) مؤلف كتاب (Giving Done Right: Effective Philanthropy and Making Every Dollar Count) إنه “لا يوجد دولة في العالم يضاهي تاريخها الواسع وتقاليدها للأعمال الخيرية مثل الولايات المتحدة، والتي قدمت الدعم لقطاع المجتمع المدني القوي والحيوي على مرور الأعوام”، مضيفاً “إن المستويات العليا من الأعمال الخيرية الموجودة هنا لها علاقة بدور الحكومة المحدود في الدولة، على عكس الحكومات الأخرى مثل حكومة كندا أو حكومات الدول الأوروبية الأخرى، وبالطبع إن تجمع الثروات هنا يعني أن هناك الكثير من أصحاب الأعمال الخيرية الأسخياء مقارنة بأية دولة أخرى”.

ولكن يبدو أن هناك تغييراً في ساحة الأعمال الخيرية، حيث بدأ الكثير من الأثرياء من خارج الولايات المتحدة أيضاً تقديم الهبات الكبيرة، متبعين خطوات نظرائهم في أمريكا. ومنذ عام 2012، وقّع 28 عضواً من قائمة فوربس للأثرياء من غير الأمريكان على تعهد (The Giving Pledge) متعهدين بالتبرع بما لا يقل عن نصف ثرواتهم، خلال حياتهم أو بعد وفاتهم. كما أن هناك أيضاً بعضاً من الأثرياء، ومن ضمنهم الذين لم يوقعوا على هذا التعهد، قد بدأوا بالفعل في تحقيق هدفهم بالتبرع بمبالغ من فئة المليارات، حيث تؤكد فوربس أن ستة من الأثرياء أصحاب الأعمال الخيرية من غير الأمريكان قد قدموا أكثر من مليار دولار للمؤسسات والهيئات الخيرية.

اقرأ المزيد

ومن الأمثلة على مدى سخاء هؤلاء الأثرياء، ذلك الثري الهندي الذي لم يتبرع فقط بالأموال، ولكنه تبرع أيضاً بكليته. كوتشاوسيف جيتلابيلي، بنى ثروته من العمل في قطاع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية. وفي عام 2011، بعد شهرين من بلوغه عامه الستين تبرع بواحدة من كليتيه لشخص لا يعرفه، وبعد ذلك بعام أطلق مؤسسته الخيرية التي تركز على الرعاية الصحية والتعليم. وحتى اليوم، تبرع ذلك الهندي الكريم بمبلغ 95 مليون دولار، بما في ذلك الهبة التي قدمها لمؤسسته المقدر بـ 79 مليون دولار.

وتبرع عدد قليل من الأثرياء خارج الولايات المتحدة مثل عظيم بريجمي، الذي قال لفوربس مؤخراً “نتوقع الكثير من الحاصلين على المنح بقدر المنح المقدمة”، بمليارات الدولارات في المؤسسات الخيرية والحملات الخيرية في أوطانهم وفي جميع أنحاء العالم. وفي منتصف مارس/آذار، أعلن بريمجي رجل الأعمال الناجح في قطاع التكنولوجيا أنه نقل حصة مقدرة بما يصل إلى 7.5 مليار دولار من شركته لحلول المصادر الخارجية لتكنولوجيا المعلومات (Wipro) إلى مؤسسته الخيرية، وبذلك وصل إجمالي المبلغ الذي تبرع به طوال حياته إلى 21 مليار دولار، وفقاً لمؤسسته.

إن هذه الحركة لم تجعل بريمجي رابع أصحاب الأعمال الخيرية الأكثر سخاءً في العالم فقط، ولكنها جعلته أيضاً أكبر رجل خيري خارج الولايات المتحدة. وخصص بريمجي ما يقدر بنسبة 81% من ثروته لأعمال التبرع الخيري في حياته، وتعتبر هذه النسبة أكثر نسبة في العالم لتبرعات الأثرياء الحاليين. ويأتي بعده مباشرة الثري صاحب الصندوق التحوطي جورج سوروس الذي تبرع تبرع بأكثر من 76% من ثروته لمؤسسته (Open Society Foundations). كما تبرع أيضاً تشاك فيني الثري السابق ورمز الأعمال الخيرية بمعظم ثروته المقدرة بـ 7.5 مليار دولار تقريباً، وفقاً لتقارير فوربس في عام 2012، كما أنه هو الذي ألهم كلاً من بيل وميليندا غيتس ووارين بافيت لإنشاء مؤسسة (the Giving Pledge).

كما يعمل اثنان من الأثرياء من غير الأمريكان، من الذين وقّعوا تعهد مؤسسة (the Giving Pledge)، ولكن لم تصل حجم تبرعاتهما إلى مبلغ المليار بعد، على زيادة جهودهم الخيرية. وفي أستراليا، تبرع أندرو فوريست، مؤسس شركة (Fortescue Metals) وزوجته نيكولا بقرابة 600 مليون دولار إلى مؤسستهم (Minderoo Foundation)، والتي أطلقت مبادرتها للبحوث البحرية في عام 2018.

وتبرع الثري الأفريقي باتريك موتسيب بما يزيد عن 500 مليون دولار للمشاريع القائمة في أفريقيا، المعنية بالصحة والزراعة والمشاريع التجارية الزراعية والبنية التحتية والموسيقى. وفي العام الماضي، تعهد مؤسس منظمة (African Rainbow Minerals) بالتبرع بمبلغ 250 مليون دولار لمشاريع الإصلاح الزراعي في جنوب أفريقيا والتبرع بما يصل إلى مليون دولار للمبادرات الخاصة بالتعليم.

ومن بين هؤلاء الأثرياء المحبين للأعمال الخيرية، يوجد هناك ثري شديد السخاء ولكنه غير مدرج بالقائمة المذكورة أدناه لسبب فني، وهو ديتمار هوب، الشريك المؤسس لشركة البرمجيات الألمانية (SAP) الذي خصص أكثر من 60% من حصته في الشركة، التي تقدر اليوم بـ6.9 مليار دولار، للمؤسسة الخيرية التي وزعت أكثر من 800 مليون دولار منذ عام 1995. ولا تزال تعتبر فوربس حصته في المؤسسة الخيرية جزءاً من صافي ثروته لأنه لا يزال يتمتع بالسيطرة الاقتصادية على الأسهم، كما أنها لم تُنقل بصورة نهائية إلى المؤسسة.

إليك قائمة فوربس لأكثر أثرياء العالم سخاءً من خارج الولايات المتحدة، وفقاً لإجمالي المبالغ المتبرعة بالدولار حتى مارس/آذار 2019:

*صافي الثروات مقدرة اعتباراً من 25 مارس/آذار 2019.

عظيم بريمجي

الجنسية: الهند

إجمالي التبرعات: 21 مليار دولار

صافي الثروة: 5 مليار دولار

عبْر مؤسسته، أعطى الثري العامل في قطاع تكنولوجيا المعلومات أولويته لتحسين نظام المدارس العامة في بعض المناطق التي لا تتلقى خدمات كافية في الهند. وأسس جامعة عظيم بريمجي في مدينة بنغالور عام 2010، التي تخطط لزيادة عدد طلابها من 1300 طالب إلى 5000 طالب، وذلك وفقاً لما قالته المؤسسة. إن رجل الأعمال الهندي لم يتخرج من الجامعة، فقد ترك دراسته في جامعة ستانفورد عام 1966 لكي يدير شركة عائلته لزيوت الطعام بعد وفاة والده. واتجه رئيس الشركة بعد ذلك إلى قطاع البرمجيات وعمل على توسيع نطاق شركته الصغيرة لتصبح شركة (Wipro) القائمة اليوم، المحققة لإيرادات بلغت 8.4 مليار دولار عام 2018.

كريستوفر هون

الجنسية: المملكة المتحدة

إجمالي التبرعات: 4.5 مليار دولار

صافي الثروة الحالية: 3.1 مليار دولار

شارك مدير الصندوق التحوطي هون في تأسيس مؤسسته المعنية بشؤون الأطفال (Children’s Investment Fund Foundation) مع زوجته جيمي، قبل انفصالهما، عام 2002. إن هون الذي كان يعمل في شركة الصندوق التحوطي (Perry Capital) منذ عام 1996، اعتمد على نفسه وأنشأ صندوقه التحوطي الخاص القائم في المملكة المتحدة (Children’s Investment Fund) في عام 2003. وتبرع كل من هون وجيمي، الذين حصلا على الطلاق في عام 2014، بما في ذلك التبرع غير المصرح بحجمه من شركة (Perry Capital) في عام 2002، بما لا يقل عن 4.5 مليار دولار إلى مؤسسة (CIFF)، حيث نقل الأصول من الصندوق التحوطي إلى المؤسسة. ويقول هون على موقع المؤسسة “إن مهمتنا الأساسية في إنشاء هذه المؤسسة متمثلة في تحسين حياة الأطفال في الدول النامية الذين يعيشون تحت وطأة الفقر”. مضيفاً “ولم يتغير هذا، فأنا أرغب في حل المشاكل وليس فقط تقديم الهبات”.

كارلوس سليم الحلو

الجنسية: المكسيك

إجمالي التبرعات: 4.2 مليار دولار

صافي الثروة الحالية: 61.4 مليار دولار

إن قطب الاتصالات، سليم الحلو كان من ناقدي حملة (the Giving Pledge)، حيث قال عام 2011 “ستحل الكثير من المشاكل من خلال الأعمال والتطوير”، مضيفاً “إن الأعمال الخيرية لن تحل مشكلة الفقر، فكم من المبالغ منحت للأعمال الخيرية في الماضي؟ تريليونات من الدولارات” ولم تحل المشكلة بعد. ورغم ذلك، فإنه لا يزال مؤمناً ببعض من أشكال الأعمال الخيرية. ومنذ عام 2006، قال المتحدث الرسمي باسم سليم الحلو إنه تبرع بحوالي 4.2 مليار دولار لمؤسسته (Carlos Slim Foundation)، حيث تبرع بمبلغ 2 مليار دولار للمؤسسة في عام 2006، وتبرع بمبلغ مماثل مرة أخرى عام 2010. وجاء معظم هذا المبلغ من العوائد التي جمعها سليم من أسهمه في بعض من أكبر الشركات في المكسيك، وفقاً لتقارير فوربس عام 2011. وعلى مدار الستة أعوام التالية، تبرع سليم بمبلغ 160 مليون دولار أيضاً للمؤسسة الخيرية التي تعمل على تحسين الأحوال الصحية والتعليم، من بين المبادرات الأخرى، حتى يستطيع الأفراد من العمل لدعم عائلاتهم. وتعاونت مؤسسة الحلو مع بعض من المؤسسات غير الربحية مثل مؤسسة (Clinton Foundation) ومؤسسة (the Gates Foundation).

لي كا شينغ

الجنسية: الصين

إجمالي التبرعات: 3.2 مليار دولار

صافي الثروة الحالية: 32.5 مليار دولار

منذ عام 1980، تبرعت مؤسسة لي كا شينغ بالمليارات، في طائفة واسعة من المبادرات المعنية بالتعليم والخدمات الصحية والأبحاث في 27 دولة مختلفة، بما في ذلك دولة الصين، حيث وُلد رجل الأعمال قبل أن يُجبر على الخروج منها في عام 1940 في سن الثانية عشر، بعد أن غزت اليابان جنوب الصين. قال كا شينغ لفوربس عام 2017 “عندما حصلتُ على جائزة فوربس للإنجازات الحياتية (Forbes’ Lifetime Achievement Award) في عام 2006، قلت للجميع إن مؤسستي للأعمال الخيرية التي أسستها عام 1980، هي بمثابة ابني الثالث”، مضيفاً “أتمنى أن أقنع هؤلاء القادرين، في آسيا، بدعم القضايا المهمة في المجتمع كواجب لهم تجاه دعم أطفالنا”.

هانسجورغ ويس

الجنسية: سويسرا

إجمالي التبرعات: 1.9 مليار دولار

صافي الثروة الحالية: 5.9 مليار دولار

أسس ويس الشركة المصنعة للأجهزة الطبية (Synthes) وباعها لشركة (Johnson & Johnson)، عام 2012، مقابل 20.2 مليار دولار نقدية وأسهم. كرّس ويس جهوده كلها لحماية البيئة، ليس فقط في قارة بلده الأم أوروبا ولكن أيضاً في أفريقيا وآسيا والأمريكيتين.  وفي مقالة افتتاحية صحيفة (New York Times) في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعهد ويس بالتبرع بمليار دولار لأعمال المحافظة على الأراضي والمحيطات، لحماية 30% من سطح الأرض بحلول عام 2030. وكتب قائلاً “إن كل واحد منا، سواء مواطن أو رجل خيري أو رجل أعمال أو من قادة الدولة، عليه أن يهتم بشأن الفجوة الواسعة بين مدى صغر حجم المناطق الطبيعية المحمية في عالمنا ومدى حجم المناطق الأخرى التي ينبغي حمايتها”. وقد ضخ ويس بالفعل حوالي 1.9 مليار دولار في مؤسسته منذ عام 2001. وقد منحت هذه المؤسسة 450 مليون دولار لحماية الأراضي في جميع أنحاء العالم، كما تبرع ويس أيضاً بما يصل إلى 40 مليون دولار للقضية نفسها. وفي عام 2018، تبرع ويس بمبلغ لم يصرح به لمؤسسة (Trust for Public Land) حتى يستطيع شراء عقود إيجارات النفط والغاز وإنهائها في أكثر من 24,000 هكتار في ولاية وايومنغ حيث يعيش.

ستيفان شميدهيني

الجنسية: سويسرا

إجمالي التبرعات: 1.5 مليار دولار

صافي الثروة الحالية: 2.3 مليار دولار

أصبح شميدهيني رئيس مجموعة (Swiss Eternit Group) لمواد البناء، التي أنشئها والده عام 1976، عندما كان في سن التاسعة والعشرين. ومنذ عام 2003، تبرع رجل الأعمال بحوالي 1.5 مليار دولار للأعمال الخيرية، معظمها من أسهم أصول أعماله الصناعية في أمريكا اللاتينية، التي وضعها في مؤسسته للأعمال الخيرية (VIVA Trust). إن شميدهيني، الذي ساعد على تنظيم أول مؤتمر للولايات المتحدة معني بالبيئة والتنمية عام 1992، قد وزع أكثر من 600 مليون دولار في المشاريع المختلفة في جميع أنحاء العالم التي تركز على التنمية المستدامة. وفي عام 2012، أدانت أحد المحاكم الإيطالية شميدهيني بالإهمال في قضية شركة (Eternit) الإيطالية التابعة للمجموعة التي أودت بحياة 2000 فرد بسبب استنشاق مادة الإسبستوس. ونقضت المحكمة الإيطالية العليا هذا القرار في عام 2014، وبرأت شميدهيني من هذا الاتهام.

 

ذات صلة

المزيد