السبت, 20 أبريل 2024

كيف ساندت دول الخليج تركيا على مدى 15 عام؟ .. وما أسباب عزوف السياح السعوديين عنها؟ 

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

لم تكن النجاحات الاقتصادية لتركيا علي مدي الخمسة عشر عاماً الماضية بمعزل عن منطقة الخليج، فقد ساهم تدفق الاستثمارات الموجهة لتركيا من الدول الخليجية في إحداث النهضة الاقتصادية التي وصلت إليها تركيا في الوقت الراهن. ووفقا لشبكة سي إن إن الإخبارية فإن حجم التدفقات الرأسمالية من منطقة الخليج التي تم توجيهها نحو تركيا قد بلغ 19 مليار دولار منذ عام 2003 وحتى نهاية العام 2018 بما يمثل 9.4% من حجم الاستثمارات الأجنبية كاملة في تركيا، وتأتي الاستثمارات الخليجية في المرتبة الثالثة بعد بريطانيا وهولندا صاحبتا أكبر استثمارات خارجية في تركيا.

ووفقا لوزارة الاقتصاد التركية فقد بلغ عدد الشركات الخليجية التي تقوم بالاستثمار في تركيا 1973 شركة تضم 1040 شركة لمستثمرين سعوديين يعمل منها 250 شركة في مجال الاستثمار العقاري فيما تعمل باقي الشركات في قطاعات أخري أهمها صناعة الغزل والنسيج والملابس ، السيارات ، الصناعات المعدنية والصناعات الغذائية والاستهلاكية.

وقد ساهم مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي أيضاً في دعم نشاط الاستثمار العقاري التركي خلال السنوات السابقة حيث قاموا بشراء أكثر من ربع العقارات التي بيعت للأجانب في عام 2017 واحتل المستثمرون السعوديون والكويتيون المرتبة الثانية والثالثة على التوالي في شراء المنازل التي تم بيعها للأجانب في تركيا خلال عامي 2016 و2017.

اقرأ المزيد

أما على مستوي التبادل التجاري ووفقاً لبيانات هيئة الاحصاء التركية ، فقد بلغ حجم عمليات الاستيراد والتصدير ما بين دول الخليج وتركيا 16 مليار دولار في عام 2016، وجاءت الإمارات على رأس دول الخليج في حجم التبادل التجاري بنحو 9.107 مليار دولار، تلتها السعودية 5.010 مليار دولار، قطر 710 ملايين دولار، فالكويت 542 مليون دولار، ثم البحرين 321 مليون دولار، واخيرا سلطنة عمان 293 مليون دولار. كما جاءت السعودية في قائمة أكبر 20 دولة استقبلت صادرات تركية في 2017 واحتلت المرتبة رقم 18 في قائمة المستوردين من تركيا بقيمة إجمالية 2.73 مليار دولار ، بينما صٌنفت الإمارات أكبر دولة عربية تصدر لتركيا بقيمة بلغت 5.5 مليار دولار خلال 2017.

وعلي جانب أخر فقد فتحت دول مجلس التعاون الخليجي ذراعيها أما الشركات التركية للقيام بالعديد من المشروعات في مجال البنية التحتية واقامة المنشآت الصناعية والخدمية والتي تقدر وفق احصائيات غير رسمية بأكثر من 40 مليار دولار.

أما بالنسبة للسياحة الوافدة الي تركيا ووفقاً للاحصائات الرسمية فقد بلغ إجمالي عدد السياح الأجانب القادمين إلى تركيا خلال التسعة أشهر الأولي من عام 2018 نحو 31.8 مليون سائح، وبلغ عدد السائحين العرب 1.75 مليون سائح بنسبة 5.5% من اجمالي عدد السائحين ومثل السائحين من السعودية نسبة 2% من حجم السياحة التركية حيث بلغ عددهم 639 الف سائح.

ووفقاً لما سبق تتجلي مدي أهمية التعاون مع دول منطقة الخليج بالنسبة لتركيا والتي ما كانت لتصل إلي ما هي عليه الأن لولا الاستثمارات الخليجية التي تم ضخها في الاقتصاد التركي فضلاً عن اتاحة الفرصة للشركات التركية لأن تعمل في منطقة الخليج وتجني من وراء ذلك مكاسب كبيرة.

ورغم الزخم السياحي السابق من دول الخليج وتحديدا السعودية لتركيا الا ان السياح السعوديون عانوا كثيرًا من تجارب سيئة داخل تركيا، سواء عبر الاعتداء عليهم بقصد السلب او الابتزاز او الاعتداء بالضرب من قبل مشغلي القطاع السياحي هناك من سيارات أجرة وأصحاب فنادق وملاك المطاعم وغيرهم. وتحول السائح السعودي في تركيا إلى غنيمة يتصارع عليها مشغلي القطاع السياحي مما زاد من مستويات الغش والجشع حيث يتم التعامل معهم بأقصى درجات الاستنزاف لجيوبهم فقط لمجرد أنهم سعوديون.

وبدأ في الفترة الاخيرة النشر في وسائل الاعلام قصص لسياح سعوديين قضوا اجازاتهم في تركيا وتعرضوا لمشاكل بعد تحولها الى بلد غير آمن للسياح السعوديين، وخصوصًا مع ارتفاع مستويات الجريمة هناك، وتصنيف تركيا بأنها من ضمن أخطر 10 دول على السياح في العالم، فضلًا عن تحذيرات دول غربية كبرى مثل أمريكا وألمانيا لمواطنيها من خطر زيارة تركيا. اذ تفيد تصنيفات دولية أن تركيا تضم 21 موقعًا خطرًا على السياح الأجانب، مما يجعل من فكرة ذهاب السعوديين إلى السياحة هناك مغامرة محفوفة بمخاطر قد يدفعون ثمنها حياتهم وليس مالهم فقط.

والملاحظ ان أعداد السياح السعوديين الذاهبين إلى تركيا تأثرت بشكل كبير بسبب السياسة العدائية المتصاعدة التي يقودها أردوغان وحزبه الحاكم ضد المملكة وقيادتها، فأكثر الأسباب التي عززت من حالة عزوف السعوديين عن السياحة في تركيا، أن التهديد هناك يأتي من أعلى سلطة في البلد التي يفترض أن يكون دورها حماية السياح بدلاً من تهديدهم. كما كان للحوادث والجرائم المنظمة التي تعرض لها السياح السعوديين دور في تراجع أعدادهم مطلع هذه السنة، بعد أن كشفت وزارة الثقافة والسياحة التركية انخفاض وتراجع أعدادهم إلى المرتبة 11 بعد أن كانوا في المرتبة الرابعة في العام الماضي، ووصلت نسبة التراجع إلى ما يقارب 40%.

ذات صلة

المزيد