الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تترقب الأوساط السعودية الإعلان عن نتائج المراجعة الربع سنوية لأسعار الوقود في المملكة والمتوقع الأعلان عنها في نهاية يونيو الجاري او بداية يوليو المقبل على أن يتم تطبيقها خلال الاشهر الثلاث المقبلة (يوليو – اغسطس – سبتمبر 2019)، ويأتي ذلك في الوقت الذي قامت فيه 3 دول الخليجية: (الامارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان، وقطر) بتحرير أسعار الوقود ومراجعته شهريا، حيث ادت مراجعة الاسعار خلال شهر مايو الماضي الى تثبيت اثنتين منها الاسعار في يونيو الجاري فيما رفعته الثالثة.
وكانت المراجعة الربعية الأخيرة لأسعار الوقود في المملكة والتي تمت في الربع الثاني من العام الجاري وتم اعلانها في 13 أبريل 2019 خلصت إلى زيادة أسعار البنزين العادي (91 أوكتين) بنحو 5% إلى 1.44 ريال للتر بزيادة 7 هلله مقارنة بسعره في الربع الأول من العام الجاري، وتم رفع أسعار البنزين الممتاز (95 أوكتين) إلى 2.10 ريال للتر بزيادة 8 هلله بنسبة ارتفاع تقدر بنحو 4%.
وتستهدف المراجعة الدورية أن تصبح الأسعار المحلية قابلة للارتفاع والانخفاض او للثبات بحسب التغير في الأسعار ومستويات العرض والطلب، وهذه هي الالية المتبعة في أغلب دول العالم، إلا أن فترة التحديث تختلف من دولة لأخرى، علماً بأن سعر برميل البنزين يختلف عن سعر برميل النفط، فعلى الرغم من تأثر أسعار البنزين بالتغيرات في أسعار النفط العالمية الا أن الفرق بينهما يزيد وينخفض بناءً على مستوى العرض والطلب عالميا.
وعلى الرغم من أن المراجعة الدورية لأسعار الوقود في المملكة لا ترتبط بالدول المجاورة، إلا أن مقارنة أسعار البنزين بنوعيه الممتاز والعادي بدول مجلس التعاون الخليجي تشير إلى أن السعودية ثالث أقل أسعار فيما يتعلق بالبنزين العادي (91 أوكتين) بعد كل من الكويت والبحرين بسعر 1.44 ريال للتر (0.38 دولار للتر)، فيما يبلغ سعره في الكويت 0.085 دينار كويتي للتر (0.28 دولار للتر) والبحرين 0.140 دينار بحريني للتر (0.37 دولار للتر).
وتتقدم الامارات أسعار بيع البنزين العادي في منطقة الخليج بسعر 2.34 درهم للتر (0.64 دولار للتر)، وتليها قطر بسعر 1.99 ريال قطري للتر (0.55 دولار للتر) ومعها سلطنة عُمان بسعر 0.210 ريال عُماني للتر (0.55 دولار للتر).
أما فيما يتعلق بأسعار البنزين الممتاز (95 أوكتين) فإن السعودية تأتي كثالث أعلى أسعار بين الدول الخليجية بسعر 2.10 ريال للتر (0.56 دولار للتر) وذلك بعد كل من الامارات وسلطنة عُمان بسعر (0.66 دولار للتر) و (0.57 دولار للتر) على الترتيب، فيما تاتي الكويت كأقل سعر (0.35 دولار للتر) وتليها البحرين (0.53 دولار للتر) ثم قطر بسعر (0.55 دولار للتر).
وتظهر المتابعة لتطورات الأسعار في كل من الامارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان والسعودية إلى أن المملكة قامت برفع أسعار كل من البنزين العادي والممتاز بنسبة تراوحت ما بين 4 إلى 5% للربع الثاني من العام الجاري (أبريل – مايو – يونيو)، فيما قامت الامارات برفع اسعارهما بنسبة تراوحت ما بين 9 إلى 11.5% في شهر ابريل فقط وتبعته بارتفاع أخر في شهر مايو الماضي بنسبة تراوحت ما بين 10 إلى 11%، أما في شهر يونيو الجاري فقامت برفع أسعار البنزين العادي بنحو 4%، فيما قامت بخفض سعر البنزين الممتاز بنسبة 2.5%.
وبالتالي يتضح اتساع الفارق ما بين أسعار البنزين العادي في السوق السعودية ومثيله في الامارات العربية المتحدة في ضوء الرفع المتتالي لأسعاره خلال شهري مايو ويونيو 2019 والذي وصل في مجموعه إلى 14% وهو ما قد يرجح رفع أسعاره في السوق المحلي اثناء المراجعة المرتقبة.
أما سلطنة عُمان فبعد أن رفعت أسعار البنزين العادي والممتاز بنسبة 2.5% خلال شهر ابريل 2019 زادت خلال شهر مايو أسعارهما بنسبة 3.4% وثبتت أسعارهما خلال شهر يونيو الجاري. بينما قطر وبعد أن قامت برفع أسعار البنزين العادي والممتاز بنسبة 16% خلال أبريل 2019، زادت أسعارهما 8.3% في مايو الماضي وتبعته بارتفاع أخر في يونيو الجاري بنسبة 2%.
ونتيجة لارتباط أسعار البنزين بتطورات أسعار البترول وبعوامل أخرى خاصة بالتكرير والطلب عليه وعلى المشتقات الأخرى، فإن ارتفاع أسعار النفط العالمية خلال شهري ابريل ومايو الماضيين إلى مستوى 70 دولارا كان عامل أساسي في رفع كل من الامارات وسلطنة عُمان وقطر لأسعار البنزين بنوعيه للبيع المحلي خلال شهري مايو ويونيو 2019 في ضوء تحرير أسعارهما وربطه بالسعر العالمي، فيما سيشكل انخفاض أسعار النفط العالمية في شهر يونيو الجاري إلى مستوى قريب من 61 دولارا ارتفاعا او انخفاضا عامل ضغط لخفض الأسعار أو تثبيتها خلال شهر يوليو 2019 للدول الثلاثة وعامل هام في المراجعة الربعية المرتقبة لأسعار الوقود في المملكة.
وعلى صعيد أخر تظهر بيانات رسمية انخفاض الاستهلاك المحلي في السوق السعودية من الطاقة بجميع أنواعها (النفط الخام والغاز الطبيعي والمنتجات البتروكيماوية) باستثناء ما استهلك لصناعة النفط، في 2018، وذلك للمرة الأولى منذ 13 عاما، وبالتحديد منذ عام 2006، حيث تراجع الاستهلاك العام الماضي، بنحو 3.8%، ما يعادل 55 مليون برميل مكافئ، ليبلغ نحو 1374.7 مليون برميل مكافئ، مقارنة بـ1429.7 مليون برميل مكافئ في 2017، مسجلا أدنى استهلاك محلي منذ عام 2014.
ويشكل تراجع الطلب المحلي على البنزين والديزل أحد العوامل التي تؤثر في المراجعة الربعية لأسعار الوقود في المملكة، ففي ضوء خروج عدد كبير من العاملين الأجانب واسرهم في العامين الأخيرين يتوقع أن استهلاك البنزين بنوعيه أن يشهد انخفاض وهو ما يؤثر على خفض حجم الدعم الموجه له من قبل الدولة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال