الأحد, 25 مايو 2025

«مال» تقرأ .. لماذا الهجمات الارهابية على مرافق النفط السعودية تحدث في «توقيت معين»؟

المتتبع للهجمات الارهابية التي حدثت على مرافق النفط السعودية خلال الأشهر الخمسة الاخيرة (مايو – سبتمبر 2019) يجد ان هناك توقيت زمني كثير ما تكرر ألا وهو حدوث هذه العمليات الارهابية في إجازة نهاية الاسبوع، حيث تكون الاسواق العالمية مغلقة وهذا دليل على ان هذه الهجمات هي “عمليات ممنهجة” تقف خلفها دولة وليس فقط مليشيات خارجة عن القانون.

الخبير النفطي في صحيفة مال الدكتور فيصل الفايق المتخصص في شؤون الطاقة وتسويق النفط يعلق على ذلك، حيث يشير الى ان هذه الهجمات الارهابية التي تقوم بها منظمات خارجة عن القانون ومدعومة من ملالي طهران لمرافق النفط والغاز في شركة ارامكو السعودية بدأ مع تضييق الخناق على صادرات ايران النفطية منذ شهر مايو، ومن الواضح أن ملالي طهران تستميت لتعطيل إمدادات النفط وتهديد امن الطاقة العالمي، ولكن لنلقي نظرة توقيت أيام الهجمات.

اقرأ المزيد

وباستعراض توقيت الهجمات التي وقعت على المرافق النفطية نجد الآتي:
1- الهجوم على ناقلات النفط قُبالة السواحل الاماراتية ومن بينها ناقلة نفط سعودية حدث يوم (الأحد) الموافق 12 مايو.
2- الهجوم على خط الانابيب في محافظتي الدوادمي وعفيف (وسط البلاد) حدث يوم الثلاثاء الموافق 14 مايو.
3- الهجوم على حقل الشيبة (جنوب البلاد)، وقع يوم السبت الموافق 17 اغسطس.
4- واخيرا الهجوم فجر اليوم (السبت) على بقيق 14 سبتمبر.

هنا يعلق الفايق على توقيت هذه الهجمات قائلا: “بالنظر إلى الايام نجد أن ثلاثة من الهجمات التي وقعت كانت توقيتها يتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع عند اغلاق اسواق النفط”. ويرجع ذلك لان هدف هذه الهجمات الارهابية على المنشآت المدنية هو زعزعة الأمن والتأثير على الاقتصاد السعودي، مع ضمان عدم استفادة المملكة من ذلك عبر تأثر أسعار النفط اذ من المفترض ان ترتفع الاسعار لارقام كبيرة جراء اي هجوم على المنشآت النفطية وتهديد الامدادات وبالتالي تستفيد السعودية من هذا الهجوم.

وعلل ذلك، بأن حدوث هذه العمليات والواضح انها “ممنهجة” في الاجازة الاسبوعية على المنشآت النفطية، دليل على الرغبة بامتصاص هذا الهجوم في عطلة الاسواق العالمية وبالتالي عدم تأثر الأسعار ارتفاعا بعد الهجوم لا سيما ان السعودية تعد اكبر مُصدر للنفط في العالم والمنتج المرجح الوحيد القادر على توازن واستقرار السوق وأي خلل في التصدير سيؤثر بما لايدع مجالا للشك على الأسعار والاسواق العالمية وبالتالي الاقتصاد الدولي وهذا قد يؤدي الى ضغط سياسي على إيران وملاليها وانسحاب دول تحاول حاليا الامساك بشعرة معاوية مع الدولة الفارسية.

واضاف “كما نعلم أن قراءة أسواق النفط للأحداث المؤثرة في تحرك مستويات أسعار النفط كمستويات المخزونات دائما تأتي نهاية الأسبوع، والهجمات الإرهابية لم تقع قط في نهاية الأسبوع بل في عطلة نهاية الأسبوع او بدايته لكي يستطيع السوق امتصاص تأثيرها مع بداية الأسبوع بعد استئناف الإنتاج”.

وربط بين هجوم المليشيات الارهابية المدعومة من ايران، واستهداف الدولة الفارسية للاقتصاد السعودي، مفيدا لأن ايران لاتريد أن تساهم هجمات المليشيات الارهابية في ارتفاع الأسعار خاصة مع وصول صادرات ايران لأقل مستوياتها في 30 عام مما يعني أن مستويات أسعار النفط لم تعد تعني شيئاً لإيران.

ويسترسل الفايق قائلا “يتضح جلياً منهجية الهجمات التخريبية على مرافق وناقلات السعودية على مدى الأشهر الخمسة الاخيرة، فالهجوم الأخير الذي وقع فجر اليوم على اكبر مرفق لمعالجة النفط وأكبر معمل لتركيز النفط الخام في العالم في بقيق جاء لتعطيل إمدادات نحو 7 مليون برميل يومياً مجموع انتاج خامي: حقل الغوار اكبر حقل نفط في العالم من الخام العربي الخفيف “AL”، وحقل الشيبة من الخام العربي الخفيف جدا “AXL” لايستهدف التأثير على الاسعار ولكن التأثير على زعزعة الامن.

ويضيف “نعلم جميعا ان أسعار النفط أغلقت البارحة (الجمعة) متدنية عن اغلاق الأسبوع الماضي بعد بث مشاعر هبوطية بإنخفاض نمو الطلب على النفط والذي جاء بعد نجاح اجتماع اللجنة الوزارية لاوبك والذي انتهى بالتوافق”. ويتسائل الفايق في قراءة احداث الهجمات الارهابية على المرافق النفطية، لماذا لم تحدث الهجمات يومي الخميس او الجمعة مثلا قبل اغلاق السوق؟، ويجيب قائلا “هذا دليل على ان الهجمات ممنهجة وتقف خلفها رأس الشر في المنطقة إيران”.

ذات صلة



المقالات