الجمعة, 28 مارس 2025

سياسات البنوك المركزية .. هل انتهى عصر الصدمة والرعب لكبح الركود؟

عقب مضي أكثر من من عشر سنوات من مكافحة الأزمة المالية – بما في ذلك الجهود التي بذلت خلال العام الحالي لدعم النمو العالمي – لم يبق لدى صانعي السياسات في الاقتصادات الرئيسية سوى قليل من الخيارات الجيدة خلال العقد المقبل لمكافحة انكماش اقتصادي جديد.

فقدان الثقة:

حيث أشار تقرير حديث بوكالة (بلومبيرج) الاخبارية الى أن المستثمرين لا يتوقعون حاليا زيادة كبيرة في عائدات السندات، وأن الثقة بشكل عام في مقدرة البنوك المركزية على كبح جماح الركود قد تراجعت.

اقرأ المزيد

واعتبر التقرير أن أسعار الفائدة حاليا تقترب من أدنى مستوياتها التاريخية أو أنها سلبية بعد أكثر من 750 تخفيضًا منذ العام 2008 ، مما أثار مخاوف من أنها تسبب ضررًا أكبر من نفعها.

سياسات غير تقليدية:

في الوقت نفسه، تقوم البنوك المركزية الرئيسية بشراء السندات مرة أخرى وهو ما يطلق عليه “التيسير الكمي” الا أنه بعد شراء أكثر من 12 تريليون دولار من الأصول المالية لم يكن ذلك كافياً لإنعاش التضخم.

ويعرف عن التيسير الكمي أنه سياسة غير تقليدية تتبعها البنوك المركزية لتنشيط الاقتصاد القومي.

ومع اقتراب موعد الاجتماع الذي يعقده مجلس الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان لمناقشة السياسات النهائية للعام، والذي من المقرر عقده على مدار الأسبوعين المقبلين، فإن المخاوف بشأن العقد المقبل ستكون هي الأكثر اختبارا حتى الآن بحسب التقرير.

تضخم عالمي:

ويحذر المحللون من انتقال عدوى النمو الضعيف والتضخم الذي تعاني منه اليابان منذ اوائل التسعينات من القرن الماضي الى الاقتصاد العالمي، ويعتبر محللو بنك أوف أمريكا من بين هؤلاء الذين يحذرون المستثمرين بأن يكونوا في حالة تأهب “للفشل الكمي أو العجز في السياسة النقدية”.

ويقول كازو موما، المدير التنفيذي السابق للسياسة النقدية في بنك اليابان “بعد أن اكتشفوا أن المعركة الطويلة بين البنوك المركزية كانت بلا جدوى، فإن الناس يعدلون أنفسهم تجاه وجهة نظر أقرب إلى الحقيقة”. منبها الى أنه “ستكون فعالية السياسة النقدية محدودة بشكل واضح وستصبح الشكوك حول الآثار الجانبية المحتملة قضية كبيرة على نحو متزايد.

وبحسب التقرير فقد خلصت دراسة حديثة نشرها معهد بيترسون للاقتصاد الدولي إلى أن بعض المؤسسات المالية لديها قدرة لمكافحة الركود الا أنها محدودة في كثير من الأحيان، مشيرا في ذلك الى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يقاوم ركودًا معتدلًا ولكنه ليس ركود حاد بالنظر إلى أن لديه مجالًا لتحفيز يعادل 5 نقاط مئوية في مؤشره، لكن البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان لديهما نقطة واحدة فقط.

ذات صلة



المقالات