الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شهدت السنوات التي تلت الأزمة المالية العالمية، انفتاح شهية الشركات الى الاستدانة، الا أنه في الوقت الذي يهدد فيه انتشار وباء فيروس كورونا بدفع العالم نحو الركود، قد يحين موعد استيفاء هذه الديون، مما يؤدي إلى تفاقم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد وتغذية الانهيار في الأسواق المالية.
صدمة اقتصادية:
بالنظر إلى الاستفادة من معدلات الفائدة المنخفضة، سارعت الشركات في السنوات الأخيرة لإصدار سندات يمكن استخدامها في تنمية أعمالها. وأدي ذلك الى انفجار دين الشركات في القطاعات غير المصرفية إلى 75 تريليون دولار بنهاية العام 2019 ، مقارنة بـ 48 تريليون دولار في نهاية العام 2009 ، وفقًا لمعهد التمويل الدولي.
وقد أدى انتشار الفيروس التاجي إلى انخفاض أسعار النفط وانهيار الطلب على السفر، وإغلاق المصانع من إيطاليا إلى الصين الى إثارة قلق متزايد بشأن عدم مقدرة شركات الطاقة والضيافة وقطاعات السيارات على الايفاء بمدفوعات سنداتها. الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من تخفيضات التصنيف والتخلف عن السداد من شأنها أن تزيد من زعزعة استقرار الأسواق المالية وتضاعف الصدمة الاقتصادية.
قلق متزايد:
أصبح المستثمرون قلقين بشكل متزايد بشأن ديون الشركات هذا الأسبوع حيث بيعت الأسهم وانخفضت أسعار النفط الخام. وأصبحت القدرة على شراء أو بيع سندات الضمان في أسواق ديون الشركات أكثر صعوبة. وارتفعت العائدات الإضافية التي يطالب بها المستثمرون للاحتفاظ بديون الشركات بالنسبة للسندات الحكومية الأكثر استقرارًا، مما يشير إلى أن المستثمرين ينظرون الى هذه السندات حاليا على أنها مقتنيات أكثر خطورة.
من جانبه قال Lotfi Karoui كبير محللي الائتمان لدى “غولدمان ساكس”، للعملاء هذا الأسبوع أنه قد زادت مخاطر التخلف عن السداد منذ بداية دورة الأعمال الحالية.
وبحسب وكالة (سي ان ان موني) فإنه تقع الكثير من المخاطر على شركات الطاقة، التي كثفت الاقتراض في السنوات الأخيرة لبناء خطوط الأنابيب وتمويل مشاريع أخرى. وتواجه هذه الشركات حاليا ضغوطًا شديدة بسبب انخفاض أسعار النفط، التي تراجعت بنسبة 50٪ منذ أوائل يناير وسط انخفاض الطلب على الوقود.
تحذيرات صندوق النقد:
في أحدث تقرير عن الاستقرار المالي، دق صندوق النقد الدولي ناقوس الخطر بشأن حجم ديون الشركات الخطرة، والتي قال إنها يمكن أن تضخم المشاكل وتزيد احتمالات ركود تالي.
وحذرت المؤسسة المالية العالمية من اتساع المخاطر على أداء الاقتصاد العالمي جراء ارتفاع أعباء الديون في كثير من البلدان بشكل مفرط.
وجاء في التقرير الذي نشر على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدولي في واشنطن أن النظام المصرفي وقطاعات اقتصادية أخرى تعاني من ضغوط كبيرة جراء خدمة الديون.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال