الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كشف مؤشر إرنست ويونغ (EY) لمستقبل الاستهلاك أن 33% من المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يخططون لمواصلة الاقتصاد والحدّ من الإنفاق وخفض ميزانياتهم وتغيير أسلوب تسوقهم، نتيجة لجائحة “كوفيد-19”. وأبدى هؤلاء المستهلكون تشاؤماً وقلقاً حيال المستقبل.
وبالمقابل، يتوقع 23% من المستهلكين عودة الحياة إلى طبيعتها، وهي فئة تضم المستهلكين الشباب الذين يعملون ويتوقعون تحسن أوضاعهم المالية خلال العام المقبل. وتتفاءل هذه الفئة بأنها ستكون قادرة على التسوق أكثر عبر الإنترنت خلال العام أو العامين المقبلين، وهم يقبلون بدفع مبالغ أكبر للحصول على منتجات عالية الجودة.
وبالإضافة إلى ذلك، يتوقع 21% من المستهلكين مواصلة خفض ميزانياتهم والتركيز على الاستفادة من أفضل الأسعار، في حين قال 14% بأنهم سينفقون مبالغ أكبر إنما بحذر وعلى منتجات محددة. وذكر 8% فقط من المستهلكين المشاركين في الاستطلاع بأن حجم إنفاقهم على المستلزمات اليومية لم يتأثر فعلياً بتداعيات الجائحة.
وفي هذا السياق، قال أحمد رضا، رئيس قطاع المستهلكين لدى EY في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “كما هو متوقع في مثل هذا الوضع الاستثنائي، فإن العديد من المستهلكين يبدون قلقاً واضحاً بشأن عائلاتهم وأموالهم وحريتهم ووظائفهم وطريقة تسوقهم وطبيعة المنتجات التي يشترونها، بالإضافة إلى قلقهم حول توفر المواد الأساسية في ظل جائحة كوفيد-19. وفي واقع الحال، تسببت الجائحة بحالة لم يكن بمقدور إعلانات العلامات التجارية تحقيقها، فقد أدت إلى تغير كبير في تفضيلات المستهلكين. وفي حين توقع الكثيرون أن تتغير سلوكيات الاستهلاك بصورة تدريجية، بما في ذلك التحول من التسوق في المتاجر إلى الشراء عبر الإنترنت، إلا أن هذه المتغيرات حدثت بسرعة كبيرة. ولا شك بأن تداعيات الجائحة على قطاع تجارة التجزئة سيستمر في التأثير على أنماط الاستهلاك في المستقبل”.
تغير سلوك المستهلكين منذ بدء انتشار الجائحة
استطلع مؤشر EY لمستقبل الاستهلاك، الذي يتتبع مشاعر المستهلكين وسلوكهم حول العالم، آراء 2,263 شخصاً من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وكشف الاستطلاع أنه خلال أزمة جائحة كوفيد-19، برزت أربع فئات من توجهات المستهلكين: “التوفير والتخزين”، و”الثبات والإنفاق”، و”الخفض الكبير في الميزانيات” و”الحفاظ على الهدوء ومواصلة الحياة”.
ومع بداية الجائحة، اعتمد 34% من المستهلكين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على نموذج “التوفير والتحزين”، حيث لم يكن قلقهم الرئيسي ناجماً عن الجائحة، بل موجهاً نحو شؤون عائلاتهم، مع نظرة متشائمة حول تداعيات الوضع على المدى الطويل. وكانت هذه الفئة أكثر عرضة للإنفاق على المستلزمات المنزلية والتعقيم المنزلي منه على الملابس والأحذية ومستحضرات التجميل.
وهنالك فئة ” الثبات والإنفاق” التي شكلت مجموعة منفصلة تمثل 31% من المستهلكين، والتي كانت في غاية القلق من أثر الجائحة، لكنها كانت تنفق أكثر على الأطعمة الطازجة، دون أن يتراجع حجم إنفاقها على منتجات العناية الشخصية والإلكترونيات.
واضطر 31% من المستهلكين إلى خفض ميزانياتهم بشكل كبير نظراً لتأثرهم المباشر بتداعيات الجائحة، فكانوا ينفقون بشكل أقل على جميع فئات المنتجات، باستثناء المستلزمات المنزلية وتعقيم المنازل.
وأخيراً، شعر 4% من المستهلكين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأنهم لم يتأثروا بالجائحة، وبأن الوضع الجديد لم يغير بشكل كبير في عادات إنفاقهم، إلا أنهم أبدوا قلقاً من توجه الآخرين نحو تخزين المنتجات بكميات كبيرة. كما أنفقت هذه الفئة أكثر على منتجات البقالة اليومية ومنتجات الجمال والملابس والأحذية.
العودة إلى سلوك التسوق ” الطبيعي” بين المستهلكين
عند سؤالهم عن رأيهم حول مدى سرعة العودة إلى أسلوب التسوق ” الطبيعي” بعد انتهاء الجائحة، قال 55% من المستهلكين بأن ذلك لن يستغرق سوى أياماً أو أسابيع، في حين توقع 37% أن يستغرق ذلك عدة أشهر، مقابل 6% ممن يتوقعون مرور سنوات قبل العودة إلى الأساليب الاعتيادية، وذكر 3% أن الجائحة غيرت أساليب التسوق إلى غير رجعة.
ويتوقع المستهلكون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن ينفقوا أكثر على فئات معينة من المنتجات بعد انتهاء الجائحة، حيث يتوقع 43% من المشاركين بالاستطلاع أنهم سينفقون أكثر على الأطعمة الطازجة، في الوقت الذي يتطلع فيه 34% إلى إنفاق المزيد على المستلزمات المنزلية، و32% على منتجات العناية الشخصية.
وبالمجمل، يتفق 58% من المستهلكين بأن عادات التسوق ستختلف خلال العام إلى العامين المقبلين، ويتوقعون تغييرات في أسلوب حياتهم الاجتماعية (55%) والمنتجات التي يشترونها (52%) وطريقة تمضية وقتهم مع عائلاتهم (49%) وأسلوب الحفاظ على صحتهم الجسدية والذهنية (49%) خلال نفس الفترة.
يجب على قطاع التجزئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التطور لمواكبة متطلبات المستهلكين
اضطرت الشركات التي تتعامل بشكل مباشر مع المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى تعديل نماذجها التشغيلية لتنسجم مع التغيرات المستمرة في سلوك المستهلكين. وتركز الشركات على ستة مجالات رئيسية للفوز بحصتها في السوق، وهي التجارة الإلكترونية، وتحسين تكاليف سلسلة التوريد، وتعزيز ذكاء الإنفاق التجاري، واكتساب فهم أعمق لتوجهات المستهلكين، وتطوير منصات مبتكرة للتفاعل معهم، وتطوير إمكانات تقييم المخاطر، بالتزامن مع وضع إطار عمل جديد لممارسات إدارة الموظفين.
بدوره، قال رافي كابور، رئيس خدمات استشارات المستهلكين لدى EY في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “فوجئ العديد من شركات التجزئة بجائحة ’كوفيد-19‘ وآثارها على القطاع، لكن تجدر الإشارة إلى أن سلوكيات المستهلكين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كانت تتغير بسرعة كبيرة أصلاً. وفي ضوء ما فرضته الجائحة من تغييرات، بدأ المستهلكون بإعادة تقييم ما هو مهم، وما هم أهم، وما الذي يجب أن يعطوه القيمة الأكبر”.
وأضاف كابور: “يجب أن يكون تركيز قطاع تجارة التجزئة في هذه المرحلة موجهاً نحو إحداث تحولات نوعية تتيح له النجاح في بيئة الأعمال الجديدة. ويمكن للشركات اتخاذ تدابير معينة لاستشراف المستقبل، وفهم المتغيرات الحالية، ودراسة وضع السوق، والاستجابة للفرص المتاحة بكفاءة وفعالية. ومع تغير أنماط الحياة، من الطبيعي أن يشهد سلوك المستهلكين بدوره تحولاً جذرياً”.
Future-Consumer-Index-MENA-Bulletin.pdf
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال