الجمعة, 19 أبريل 2024

البرنامج احتفي بتخريج كفاءات لدفع حركة التنمية المستقبلية للمحافظة وبخطط لاطلاق مراحل آخرى للابتعاث .. قريبا

برنامج الهيئة الملكية للعلا للابتعاث الخارجي يطور خطة لتنمية القدرات البشرية بعد تحديده للقطاعات الأساسية في سوق العمل بالمحافظة

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

حرصت الهيئة الملكية لمحافظة العلا على تصميم برنامج الابتعاث الخارجي كمنصة متخصصة لتطوير الكفاءات المطلوبة والقادرة على الابتكار وريادة الأعمال، وذلك لمواكبة مشاريع وخطط التنمية المستقبلية للعلا التي ستسهم بتطوير المحافظة بما يتناسب ومكانتها المتميزة ودورها في تحقيق أهداف «رؤية المملكة 2030»، وذلك لما تمتلكه المحافظة من مقومات تراثية وثقافية وحضارية وطبيعية، يضعها على خارطة السياحة العالمية ليقوم البرنامج بوضع حجر أساس للتنمية الشاملة المسؤولة التي محورها الإنسان.

وعمد البرنامج منذ إطلاقه إلى توفير بعثات دراسية شاملة  للطلبة في عدد من التخصصات شملت السياحة، والتقنيات الزراعية، وعلم الآثار والتاريخ، في إطار عمل خطط الهيئة الملكية الرامية لتطوير محافظة العلا التاريخية بالسعودية لإعداد جيل يمتلك المعرفة العلمية المتخصصة ومقومات القيادة وريادة الأعمال والابتكار، حيث قامت الهيئة بتطوير خطة لتنمية القدرات البشرية بعد إجراء دراسة مستفيضة لتحديد القطاعات الأساسية في سوق العمل في العلا.

وأكد مدير برنامج الهيئة الملكية لمحافظة العلا للابتعاث، م. محمد الشكره، أن ” جهود الهيئة تنصب في تنمية وتطوير المحافظة كواحدة من أهم المناطق الأثرية والثقافية في السعودية، لافتا إلى أن هذا البرنامج التنموي يهدف إلى تطوير الكفاءات والكوادر الوطنية لأبناء وبنات محافظة العلا، ومنحهم الفرصة لتطوير مهاراتهم الفنية والقيادية للمشاركة في حركة التنمية المستقبلية للمحافظة، وذلك من خلال برنامج ابتعاث لدراسة التخصصات العلمية والتقنية في المؤسسات التعليمية العالمية و المراكز التدريبية المتخصصة، واكتساب مهارات الابتكار والإبداع وريادة الأعمال، دعما للتوجه الاستراتيجي للمحافظة، فرؤيتنا للتنمية المستدامة تأهيل الكوادر الوطنية وتدريب القيادات الشابة، فتنمية الإنسان قبل المكان، وهو ما يجسد الركيزة الرئيسية لنمو وتطوير المجتمعات الحديثة. “

اقرأ المزيد

رحلة التقدير..
“عندما قرأت أول مرة عن برنامج ابتعاث الهيئة الملكية في العلا لم أعتقد بأن البرنامج سيقبلني لكن البرنامج غير نظرتي إلى نفسي . فعندما  دخلت المقابلة الشخصية أيقنت أن هذا البرنامج ليس كغيره بل هو حقاً كما قيل عنه “بناء الإنسان قبل المكان” وهذا بالفعل ما يقدمه البرنامج لجميع طلابه؛ معرفة وتحقيق الذات. وبدأت رحلة إيجادي لذاتي عندما وصلت إلى بلد الابتعاث وبدأت بالتركيز على طريقة تفكيري ووضعت خطة محددة ودقيقة  لتحقيق النجاح. وها أنا أعود لوطني بعد ستة أشهر من الاكتشاف والجد والعمل وبإحدى يدي  وثيقة نجاحي و اجتيازي لمرحلة اللغة وبيدي الأخرى قبول الجامعة، فبتوفيق الله عز وجل انتهيت من دراستي بنصف الوقت المحدد. فأنا لم أكن لأجد ذاتي لولا تلك المقابلة الشخصية التي أجريتها مع البرنامج وأهلتني للبعثة. اليوم أنا طالبة تميّز في بعثة الهيئة الملكية للعلا التي تستحق كل كلمات الفخر والثناء و الاعتزاز .. شكراً لكم…”

الطالبة شوق لافي مرزوق البلوي، مبتعثة ضمن المرحلة الثانية لدراسة السياحة والضيافة 

تنمية للذات وتطوير للقدرات الفردية
“مهما قرأت وكنت مطلع فتجربة الغربة والابتعاد عن الوطن لمن لم يجربها مسبقاً هي تجربة إنسانية مختلفة ولن يستطع الشخص تصورها حتى يعيشها فعلياً. لقد غيرتني الدراسة في الخارج كثيراً، فقد نمّت لدي مهارات التعامل والاعتماد على الذات لأتمكن من بناء شخصية عصامية وواثقة ومرنة ومتفهمة في الوقت ذاته. فالتواصل المباشر بين الأفراد أفضل وسيلة لتصحيح المفاهيم الخاطئة ونقل صورة إيجابية. ففي تجربة الابتعاث عدة فوائد من علم ولغة وفهم وخبرة واطلاع والتقبل للعديد من الثقافات وتنمية للذات وتطوير للقدرات الفردية. كما زرعت لدي قيم التسامح وعدم إصدار الأحكام أو التدخل في شؤون الآخرين. ومن حيث اختياري للتخصص ، فالسياحة  تعتبر من أهم العوامل المؤثرة على اقتصاد المملكة بشكل عام والمحافظة بالأخص حيث يزدهر اقتصاد البلاد بازدهار سياحتها، فالعديد من الدول تعتمد على قطاع السياحة والآثار  بشكل أساسي . وتعتبر المملكة العربية السعودية من أغنى المناطق بالمواقع الأثرية العريقة والتاريخية، والتي تدل على الأصالة والقدم لهذه المنطقة.”

الطالب عمر ناحي العنزي طالب ماجستير في مجال السياحة والضيافة في بريطانيا 

التحدي الحقيقي
“رغم صعوبة تعلم لغة جديدة مثل اللغة الفرنسية حيث لم تكن لدي أي أساسيات في هذه اللغة  أو ثقاقة البلد، إلا أنني تمكنت من تعلمها وحصلت على دبلوم اللغة الفرنسية بفترة وجيزة  ولله الحمد. وما إن اجتزت تحدي اللغة بدأت في خوض  غمار تحدي أكبر و هو التحدي الحقيقي؛ بدء الدراسة الجامعية. فقد كانت تجربة أخرى زادها صعوبة اعتقادي بأنني قد انتهيت من أصعب جزء و لكن سرعان ما اكتشفت ان التحدي لم ينتهي وهذه مجرد البداية . ولأنني ابنة السعودية، والسعوديين يتحلون بهمم عالية كقمم جبل طويق فقد خضت غمار هذه التجربة بعزم وإصرار وبدعم فريق برنامج ابتعاث الهيئة الملكية بالعلا تمكنت من الاستمرار والتغلب على التحديات. هذه التجربة نحتت شخصيتي و تعلمت منها الكثير و لا زلت أتعلم.  ولأن المبتعثين من الشباب هم رصيد الوطن ووطننا له رؤية تعانق طموحاتها عنان السماء، فأنا أطمح وأعمل لأكون جزء من مستقبل العلا ورؤية أمير الشباب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمانحفظه الله.”

الطالبة فايزه عايد البلوي طالبة بكالوريوس سياحة و ضيافة في جامعة تولوز لإدارة الأعمال في فرنسا.

الطموح لن يوقفه صعوبات
“من واقع تجربة، وأهداف تحققت  وأهداف لا تزال قيد العمل، من فضل الله علي تم اختياري ضمن المبتعثين من برنامج ابتعاث العلا، على متن سفينة الهيئة الملكية، المتجهة للوصول نحو العلا، ولتجعل لطلاب العلا من اسم (العلا) نصيب، كانت إحدى أمنياتي إتمام اكتساب اللغة  والتي تحققت بحمدلله، و من أهم مراحل حياتي دراسة اللغة خارج المملكة، لقد كنت ملم باللغة ولكن الاكتساب ممارسة. وقد تسنى لي ممارسة اللغة ودراستها وحزت على مستوى عالي باللغة، وشغفي لما هو قادم أكبر، هنالك العديد من التخصصات المفيدة لمستقبل العلا وحضارة العلا سنعمل على إتمامها والحصول عليها، الشغف لا حدود له والطموح لن يوقفه صعوبات”
الطالب ماجد العازمي طالب شهادة فنية  بتخصص السياحة والضيافة  في بريطانيا

يشار إلى أن البرنامج قد ابتعث منذ إطلاقه 443  طالبا وطالبة من العلا إلى جامعات عالمية لإتمام دراستهم، حيث تم ابتعاث 96 طالبا وطالبة إلى فرنسا و158 إلى الولايات المتحدة الأمريكية و 132 إلى المملكة المتحدة و57 إلى أستراليا للحصول على درجة الشهادة الفنية أو الدبلوم أو البكالوريوس أو الماجستير في مجالات السياحة والضيافة، والتقنيات الزراعية، وعلم الآثار و التراث ، وغيرها من التخصصات الأخرى التي تخدم جهود تنمية وتطوير المحافظة، حيث تم توزيع عدد مقاعد المنح الدراسية المعتمدة لكل مرحلة بالتساوي بين المتقدمين من الإناث والذكور وبما يلبي احتياجات سوق العمل في المحافظة.

كما يقدم البرنامج عددًا من الخدمات الهامة للمبتعثين تشمل التوجيه قبل المغادرة حيث يقضي الطلاب من 6 إلى 8 أسابيع قبل سفرهم إلى الدول المضيفة في لإعدادهم لتحقيق النجاح في دراستهم المستقبلية، ليشمل البرنامج عدداً من  المسارات التي تشمل تعلّم اللغة الإنجليزية والفرنسية، إلى جانب ورش العمل المختلفة التي تستهدف مهارات الإدارة الثقافية والأكاديمية والقانونية والمالية. ويتلقى الطلاب التدريب والإرشاد من قبل عدد من المختصين والأكاديميين الذين يحرصون على التواصل معهم لدعمهم ومساعدتهم لحين تخرجهم.

ولا يقتصر البرنامج على تأهيل الطالب علمياً، بل يمتد ليشمل تطوير القدرات الشخصية وتعزيز مهارات اكتساب المعرفة، وذلك من خلال ما يتضمنه من مبادرات وأنشطة تسهم في توسيع مدارك المبتعثين وإطلاعهم على أفضل الممارسات الدولية، بالإضافة إلى برامج التدريب العملي وحلقات النقاش وورش العمل المتخصصة.

ومن المخطط انطلاق مراحل آخرى من برنامج الهيئة الملكية للعلا للابتعاث في وقت سيتم الإعلان عنه لاحقاً.

ذات صلة

المزيد