الخميس, 17 أبريل 2025

أزمات الشركات الخليجية جراء «كورونا» تولّد الفرص لشركات المحاسبة والإستشارات

ذكرت وكالة بلومبيرغ الاخبارية ان وباء كورونا وأسعار النفط المتدنية يساهمان في تكثيف الضغوط الاقتصادية التي تمر بها منطقة الخليج، الامر الذي حفز اكبر شركتين في العالم من المتخصصة بإعادة جدولة الديون لتعزيز وجودها في دول الخليج، حيث تتوقعان الحاجة لاجراء سلسلة من الاجراءات في حين تستسلم الشركات لوباء فيروس كورونا وبعد سنوات من المعاناة الاقتصادية.

ووفقا لـ “الأنباء” اضافت الوكالة ان شركة Alvarez & Marsal Inc ومقرها نيويورك، والتي تولت الاشراف والتنظيم في عملية إفلاس بنك ليمان بروذرز الشهيرة عززت وجودها في الشرق الاوسط بإضافة ثلاثة من كبار المحترفين المتمرسين إلى فريقها العامل في المنطقة هذا العام.

زيادة الموظفين

اقرأ المزيد

وتعتبر التعيينات جزءا من محاولة لزيادة موظفيها إلى حوالي 150 شخصا في المنطقة على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، مقارنة مع 10 موظفين فقط في 2015 طبقا لما ذكرته رئيسة قسم الاستحواذ والاندماج في الشركة في الشرق الأوسط، سعيدة جعفر، كما عززت الشركات المتخصصة الأخرى وجودها في المنطقة، ومنها شركة «AlixPartners LLP» التي رفعت عدد موظفيها أواخر العام الماضي.

كما أضافت شركة «Duff & Phelps LLC»، التي وظفت العام الماضي ريتشارد كلارك الشريك السابق لشركة «Deloitte LLP» لرئاسة عمليات إعادة الهيكلة في الشرق الأوسط وأفريقيا، اثنين آخرين من المتخصصين إلى فريقها في يناير وسينضم إليها ستة أشخاص آخرين في الأشهر الثلاثة المقبلة.

وعينت شركة «FTI Consulting» للخدمات الاستشارية رئيسا جديدا لتمويل الشركات وإعادة الهيكلة في الشرق الأوسط من شركة «KPMG LLP»، والتي قدمت المشورة للبنوك الدائنة بشأن اعادة هيكلة ديون دبي العالمية بقيمة 25 مليار دولار.

ضغوط اقتصادية

وابلغ كلارك من شركة «Duff & Phelps» وكالة بلومبيرغ بقوله «تحتاج كل شركة في المنطقة إلى النظر إلى كل من نموذج التشغيل ونموذج التمويل الخاص بها حيث تغير العالم بالنسبة لنا جميعا خلال الاثني عشر شهرا الماضية، لذا فإن فرص العمل للمتخصصين في إعادة الهيكلة والتحول قوية للغاية»، وحتى قبل أن ينتشر الوباء في المنطقة، أصبحت الصناعة نقطة جذب للمواهب في أعقاب عدد من فضائح الشركات البارزة.

وأضافت الاضطرابات الناجمة عن الوباء مزيدا من الضغوط على الاقتصادات التي تعاني بالفعل من التراجع في اسعار النفط، مما أدى إلى خسائر جماعية في الوظائف وتعاظم الديون المعدومة.

وعلى الرغم من أن إجراءات الطوارئ ساعدت في احتواء الضرر، إلا أن الشركات في حالة تأهب الآن حيث تتطلع السلطات المحلية إلى إنهاء الدعم هذا العام.

صعوبات كبيرة

وقالت الوكالة ان إعادة الهيكلة كممارسة تجارية واجهت صعوبة في ترسيخ جذورها في المنطقة، حيث يفضل المسؤولون في القطاعين العام والخاص تسوية قضايا الديون المعقدة بعيدا عن نظر الجمهور وبسبب الوصمة الثقافية المرتبطة بالفشل.

وتفتقر العديد من البلدان أيضا إلى إطار عمل مناسب لإفلاس لشركات لحل الصعوبات التي تواجهها مع الدائنين.

واستعرضت الوكالة عددا من حالات الافلاس الكبرى وإخفاقات الشركات البارزة- في السعودية والإمارات مثل مجموعة الجابر في أبوظبي للإنشاءات، أو الخلاف بين شركة أحمد حمد القصيبي وإخوانه في المملكة العربية السعودية ومجموعة سعد – لم يتم حلها بعد أكثر من عقد.

وهناك على المحك ديون بمليارات الدولارات قدمتها بنوك دولية ومحلية نتج جزء كبير منها من انهيار العقارات في دبي والأزمة المالية في عام 2009. ولا يغيب عن البال ما واجهته كل من شركتي NMC Health، واربتيك القابضة.

توظيف المتخصصين

وكان وباء كورونا مبررا آخر للشركات في المنطقة لتوظيف متخصصين في إعادة الهيكلة في مرحلة مبكرة للمساعدة في وضع الإستراتيجيات أو خفض التكاليف قبل دخول الشركات في حالة تعثر الديون، منها على سبيل المثال انتقال بنك الاستثمار هوليهان لوكي للتو إلى مكاتب أكبر في دبي وهو في مراحل متقدمة من افتتاح فرع في المملكة العربية السعودية، حيث يعمل على إعادة هيكلة 15 مليار دولار لشركة ابن لادن عملاق الانشاءات في السعودية، وكذلك شركة برايس ووترهاوس كوبرز – التي أضافت مؤخرا شريكا إلى فريق إعادة الهيكلة المكون من 30 متخصصا في المنطقة.

كما ان شركة ديلويت – وهي احدى أكبر أربع شركات محاسبة في العالم – تسير على المنوال ذاته.

وختمت الوكالة بقول سعيدة جعفر «لقد نضجت الاقتصادات كثيرا مقارنة بما كانت عليه قبل 10 أو 20 عاما، كما ان أحد الدروس المستفادة من ازمة عام 2009 أن التنظيم المحدود لم يوفر للمستثمرين الدوليين الارتياح والاطمئنان الكافيين، وبالتالي فقد حد من تدفقات رأس المال، ولكن هذا الامر لن يتكرر بعد الآن».

ذات صلة



المقالات