الثلاثاء, 15 أبريل 2025

تقرير: بأرباح سنوية في عام الجائحة .. «جرير» تدخل نادي المليارات .. 5 عوامل تدعم مواصلة النمو

أعلنت شركة جرير للتسويق عن نتائج أعمالها في العام 2020 والتي استطاعت بها أن تدخل نادي الشركات ذات الأرباح المليارية ولأول مرة في تاريخ الشركة، وربما كان ذلك يمر مرور الكرام حال كان في عام اعتيادي، فشركة جرير ومنذ العام 2005 (وفقاً للبيانات المتاحة) وحتى العام المنصرم عوَّدتنا على تحقيقها نمواً متتالياً باستثناء 2016 بسبب النمو الكبير في 2015 إلا أن تحقيق هذه النتائج الاستثنائية في عام استثنائي هو ما يدعو للتوقف أمامها.

أرباح مليارية في عام استثنائي
وصلت أرباح جرير في 2020 بعد الزكاة والضريبة إلى 1003 مليون ريال مقابل 984.7 مليون ريال وبنسبة نمو 1.85%، وجاءت تلك الأرباح بعد نجاح الشركة في تحقيق نمو في كل من المبيعات والأرباح التشغيلية وبنسب أكبر منها في الأرباح الصافية، حيث بلغت في الأولى 10.5% والثانية 2.8%، وهو ما يشير إلى أن النمو بالأرباح الصافية جاء من ناحية التشغيل، وليس من جانب الإيرادات الأخرى غير التشغيلية والتي من الأرقام يتضح لنا أنها تراجعت.

وحققت جرير نمواً سنويا مركباً في آخر عشر سنوات بنسبة 8.42% في المبيعات، والتي نجحت الشركة في مضاعفتها بأكثر من خمس مرات (518%) في آخر خمسة عشر عاماً، بينما حققت الشركة نمواً سنوياً مركباً في صافي الأرباح آخر عشر سنوات بنسبة 6.93%، ونجحت الشركة في مضاعفته بأكثر من ثلاث مرات (313%) آخر خمسة عشر عاماً.

اقرأ المزيد


ويأتي هذا متماشياً ومبرراً لمضاعفة الشركة لرأس مالها بين عامي 2004 – 2018 بمقدار أربع مرات، حيث ارتفع من 240 مليون ريال في 2004 إلى 1200 مليون ريال في 2018 وبنسبة زيادة 400%، وهو ما يشير إلى ثقة المساهمين بالإدارة وقدرة الأخيرة على توليد الأرباح من تلك الزيادات المتتالية.

مانح توزيعات سخي
تُعد جرير من الشركات المميزة جداً في جانب التوزيعات النقدية، من حيث الاستمرارية من ناحية ومن حيث قيمة التوزيع من ناحية أخرى، وإذا أضفنا لهذا وذاك ما تحققه الشركة من نجاح في رفع الأصول وتعظيم قيمة حقوق المساهمين فهذا لا شك يرفع من نسبة تميزها.

وتُعد ربحية سهم جرير من الأكبر بالسوق حيث ويناء على أرباح آخر أربعة فصول بنهاية الربع الثالث 2020 تبلغ ربحية سهم جرير 8.27 ريال، لتأتي بالمرتبة الثالث بعد كل من (سدافكو واللجين) بين جميع شركات السوق.

وفي حالة قيام الشركة بتوزيع أرباح مماثلة فقط لتلك التي قامت بتوزيعها في الربع الرابع من العام 2019، فستبلغ بذلك الأرباح الموزعة في 2020 حوالي 924 مليون ريال وبحصة للسهم تبلغ 7.7 ريال للسهم، وبنسبة 92.12% من صافي الأرباح وهو أعلى من متوسط آخر خمس سنوات عند 91.85%.

أسباب النمو
ذكرت جرير أن من أسباب نمو الأرباح في العام 2020 ارتفاع مبيعات التجزئة لأقسام الإلكترونيات والكمبيوتر ومستلزماته والمستلزمات الفنية وألعاب الفيديو مما ساهم في ارتفاع إجمالي المبيعات، هذا بالإضافة إلى زيادة عدد المعارض من 59 إلى 63 معرضاً مما ساهم في زيادة مبيعات التجزئة، أي أن الشركة قامت بافتتاح 4 فروع جديدة خلال العام 2020، وهي عوامل لها ما يدعم استمراريتها خلال الأعوام المقبلة.
عوامل استمرارية النمو
هناك عدد من العوامل التي تدعم وبشكل واضح استمرارية جرير في النمو، خلال العام الحالي والأعوام المقبلة، حيث تصب جميعها في صالح نشاط التجزئة لدى جرير والذي يمثل حوالي 95% من صافي أرباح الشركة، و96% من مبيعاتها وفقا لنتائج 2019، ومن تلك العوامل:
العامل الأول وهو إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن من الخطة الاستراتيجية لتطوير مدينة الرياض، زيادة عدد سكانها من 7.5 مليون نسمة حالياً إلى ما بين 15 – 20 مليون نسمة في 2030 أي مضاعفة عدد السكان، وهو ما يشير إلى ازدهار نشاط التجزئة في هذه المنطقة، خلال السنوات العشر المقبلة، حيث سيصبح عدد سكان الرياض فقط يقارب ثلثي السكان الحاليين بالمملكة، وبما أن الجزء الأكبر من إيرادات جرير هو من داخل المملكة (94% من المبيعات و 96% من صافي الأرباح كما في 2019) فمن المتوقع استفادتها من ذلك، هذا بالإضافة إلى مدينة نيوم والتي نوه سمو ولي العهد إلى أنها من المدن التي ستشهد نمواً كبيراً في عدد السكان.

العامل الثاني المصالحة الخليجية مع دولة قطر، حيث شركة جرير المتحدة للمواد المكتبية والقرطاسية والمملوكة لجرير للتسويق بنسبة 100% (ثاني أكبر الشركات التابعة من حيث رأس المال)، حيث إن المصالحة من شأنها دعم الاقتصاد القطري، وخاصة في فترة استضافة كأس العالم لكرة القدم في العام 2022، وهو ما يصاحبه نشاط في مجال التجزئة.

العامل الثالث الأنباء المتواترة عن الوصول إلى لقاح لفيروس كورونا، حيث كانت جرير قد اضطرت إلى إغلاق ما يقرب من 85% من فروعها خلال الجائحة (100% داخل المملكة)، وكانت تُعد من أكثر الشركات تضرراً، إلا أنه وإن كان قد أثر بشكل أو بآخر على أرباح العام الماضي، فمن المتوقع أن ينعكس ذلك وبشكل جيد على العام أو الأعوام المقبلة، حيث إن جزءاً من الطلب على منتجات الشركة تم تأجيله فقط وليس إلغاؤه بشكل تام، وعليه في حال تم فتح باب الأنشطة الاقتصادية وهو المتوقع حال تراجع أعداد الإصابات والوصول إلى لقاح فإن ذلك يدعم زيادة الطلب وبشكل كبير على منتجات الشركة. 

العامل الرابع، وهو النمو المتوقع في اقتصاد المملكة بشكل عام، حيث تشير التقديرات الأولية للعام 2021 أن تحقق المملكة نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.2% مقابل انكماشه بنسبة 3.7% في 2020، ومما يدعم ذلك وحسب المحللين بالسوق الالتزام برؤية 2030 واستثمارات صندوق الاستثمارات العامة والبالغة 150 مليار ريال بشكل سنوي والتي من المفترض أن تكون بمثابة محرك رئيسي للاقتصاد، ويعزز ذلك الاستقرار في أسعار النفط بعد اتفاقيات “أوبك+”.

العامل الخامس ما أعلنته الشركة، وفقاً لتصريحات لرئيس مجلس الإدارة السيد محمد العقيل، من اعتزامها افتتاح 6 معارض في 2021، وذلك ضمن ااستراتيجية الشركة التوسعية خلال السنوات الخمس المقبلة.

قصة نجاح تُحتذى
بدأت جرير عملياتها بالمملكة في العام 1974 بافتتاح معرض واحد يعمل في مجال التجزئة، ثم وفي االعام 1979 قامت بافتتاح فرع آخر في مجال الجملة، وبعدها بدأت رحلتها للانتشار في جميع أنحاء المملكة أولاً، ثم إلى خارجها بعد ذلك سواءً في دول الخليج أو مصر أو غيرهما، حتى وصل عدد فروعها كما أعلنت إلى 63 فرعاً بنهاية العام 2020 وقد تصل إلى 70 فرعاً بنهاية العام الحالي.
 

ذات صلة



المقالات