الثلاثاء, 13 مايو 2025

بلومبيرج: تعهد السعودية بخفض انتاجها مليون برميل اضافي ساعد في حماية سوق النفط من الهجمة الأخيرة لفيروس كورونا

قالت وكالة الانباء العالمية بلومبيرج في تقرير لها انه يحق لمنظمة أوبك وحلفائها عند اجتماعهم هذا الأسبوع أن يحتفلوا بإنجازهم بتثبيت أسواق البترول العالمية، لكن سيكون أمامهم قريبا خيارات صعبة.

ووفقا لمعد التقرير “غرانت سميث” ساعد تعهد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان الشهر الماضي بخفض الإنتاج مليون برميل إضافي يوميا في حماية الأسواق العالمية من الهجمة الأخيرة للفايروس، فارتداد الأسعار إلى 55 دولار للبرميل يعزز من مداخيل المنتجين دون أن يسبب ارتفاعا مفرطا.

ورغم أن ذلك يعفي مجموعة أوبك بلس من أي حاجة إلى تعديل سياستها يوم الأربعاء، إلا أن عليها البدء في النظر في المدة التي سيستمرون فيها في خفض الإنتاج، وحساب ذلك يغشاه الغموض المتعلق بالعودة المحتملة لإمدادات عضو المجموعة دولة إيران.

اقرأ المزيد

في قلب هذه المعضلة اختلاف في وجهات النظر بين المملكة واهم شركائها في التحالف، روسيا، فبينما تسعى الرياض إلى رفع الأسعار لتغطية الصرف الحكومي، تسعى روسيا إلى زيادة حصتها السوقية.

تقول حليمة كروفت كبيرة إستراتيجيي السلع في RBC Capital Markets LLC: “سياسة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بتوخي الحذر قد تم تبريرها. ربما يمكننا التنبؤ بملامح النقاشات التي ستجري” يوم الأربعاء.
خفض شائك

قررت مجموعة أوبك وشركاؤها هذا العام استعادة بعض من الـ 7.2 مليون برميل من الإنتاج اليومي -ما يعادل 7% من الإنتاج العالمي تقريبا- التي أبقوها ساكنة بعد أن خفضوا الإنتاج بصورة كبيرة بعد اندلاع الجائحة الربيع الماضي.

الحد من الإنتاج أثبت فاعليته، إذ أحيا سوقا كانت شهدت لفترة وجيزة في أبريل الماضي نزول الأسعار إلى ما تحت الصفر، منقذا المنتجين حول العالم، سواء الدول الأفريقية الصغيرة أو الشركات الكبيرة.

لكن يتضح أن إعادة الإنتاج الموقف عملية شائكة.

بالرغم من أنه من المزمع أن تعيد مجموعة أوبك بلس إنتاج مليوني برميل يوميا هذا العام، إلا أنها اتفقت على التوقف شهرين بعد أول دفعة من 500 ألف برميل في شهر يناير حيث تهدد إصابات الفايروس الجديدة الطلب على الوقود، كما أن الرياض راهنت على خفض الإنتاج بإعلانها عن خفضها الإضافي لمليون برميل يوميا لوحدها.

سيجتمع افتراضيا يوم الأربعاء اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج وهي لجنة معنية بالإشراف على إستراتيجية التحالف، وذلك لتقييم المشهد، وليس من المتوقع أن توصي اللجنة بسياسات جديدة حيث إن ذلك سينظر فيه خلال الاجتماع الوزاري الكامل في بداية شهر مارس المقبل، وفقا لمندوبين رفضوا تسميتهم.

وذكر بيل فارين برايس مدير في شركة الأبحاث إينفيروس ومتابع خبير للمنظمة أن “الخفض السعودي سيمنح مجموعة أوبك بلس بعض الوقت.”

ستخيم الخطوات القادمة التي ينبغي اتخاذها على نقاشات الاجتماع يوم الأربعاء القادم.

تفضيل الأمير عبدالعزيز للحد من الإنتاج أثبتت نجاعته بعد التخبط في توزيع اللقاحات وحملات الحظر الجديدة في بعض كبار الدول المستهلكة كالصين. كبار تجار البترول متفقون على أن السوق لن تتعافى حتى يعود النقل الجوي، وذلك متوقع في الربع الثالث.

معضلة البترول الصخري
روسيا على الجانب الآخر تخشى من أن تعزيز الأسعار لمدة طويلة سيكون له آثار سلبية من تحفيز الاستثمار في البترول الصخري الأمريكي وضخ إنتاج جديد في السوق يبطل الجهود الكبيرة لمجموعة أوبك بلس. نائب رئيس الوزراء الروسي اقترح في اجتماع الشهر الماضي زيادة الإنتاج وحاول ثني الأمير عن خفضه الإضافي.

يقول أندري مارتينسين محلل كبير لأسواق البترول في DNB Bank ASA: “سيكون هناك معركة كبيرة في اجتماع أوبك بلس الشهر القادم، فروسيا ستعد الخفض فشلا ذريعا إذا كان قد شجع النمو في البترول الصخري الأمريكي مرة أخرى في حين أنها تتربع على احتياطيات كبيرة.”
وروسيا ليست العضو الوحيد الذي ربما يسعى إلى رفع الإنتاج.

فالعراق يعيش أزمة اقتصادية ويحتاج أمس الاحتياج إلى الدخل الذي سيأتي مع ارتفاع مبيعات البترول. والإمارات تسعى إلى تعزيز عقد بترولي مميز يعتمد على الإنتاج المرتفع، وقد تخطت الحدود العام الماضي لفترة وجيزة مع الرياض لزيادة الإنتاج.
وكذلك هناك تعقيد الوضع الإيراني.

فالرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى إلى استئناف اتفاقية نووية ترفع العقوبات الأمريكية على الجمهورية الإسلامية مما يتيح لها إعادة إنتاج ما يقارب مليوني برميل يوميا، ومع انتهاء حملة “الضغط الأقصى” التي قادها الرئيس السابق دونالد ترامب فقد بدأت صادرات إيران في الارتفاع.

ومع ذلك فإن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكن قال إن الوصول إلى اتفاقية ما زال بعيدا. وفي حين يسعى الطرفان للتأثير في بنود الاتفاقية، وتضغط طهران بتخصيب اليورانيوم، ربما تتصدع العلاقة بين الطرفين بدلا من أن تلتئم، وفقا لكروفت من RBC التي حذرت من أن الأسواق قد تكون مضطرة للتعامل مع هزة جيوسياسية بدلا من مشكلة زيادة الإنتاج.

لكن إذا اتفق الطرفان، فإن على مجموعة أوبك بلس أن تختار إما الخفض الإضافي للإنتاج وإما رؤية جهودهم لاستنزاف المخزونات الفائضة من البترول تذهب سدى، وليس واضحا مدى استعداد السعودية لإفساح الطريق لعودة عدوها السياسي.
يقول فارين برايس: “ارتفاع صادرات إيران تحد آخر جديد لمجموعة أوبك بلس، تحد عليهم أن يضعوه في الحسبان عند رسم خططهم عاجلا غير آجل.” 

 

ذات صلة



المقالات