الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
السياحة ليست فقط مصدراً لدعم الاقتصاد بل هي مصدر لتنمية الإنسان، فكما هي مصدر لتناقل العملات هي أيضاً مصدراً لتبادل الثقافات وطريق للعبور إلى الحضارات، وطريقة يمكن عن طريقها تعديل وتغيير الكثير من العادات، وأخيراً هي الطريق لنقل الدول إلى القمة، التي ترنو إليها كل الشعوب والحكومات. وعلى مستوى المملكة فهناك 10 عوامل رئيسية ضمن أخرى قد لا يتسع لها المكان وأكثر من 50 معلماً سياحياً، وهي أيضاً جزء من كل، تجعل السعودية من الوجهات التي تستطيع النجاح في استقطاب السياح من مختلف دول العالم.
ولا ينقص المملكة كدولة واجهزتها الحكومية العمل، ولكن فقط تحتاج إلى استكمال المسيرة نحو الهدف، والدعم من مواطنيها الذين تبنوا رؤية بلادهم 2030، وذلك للوصول بالمملكة إلى مصاف الدول. في هذا المسعى أطلقت وزارة السياحة حملة “روح السعودية” والتي أبدعت في الموقع الخاصة بها في عرض صور مميزة من المملكة، وخاصة بالنسبة للسياحة الشتوية.
السعودية .. تطوير مستمر للقطاع السياحي للحد من تدفق الأموال للخارج وزيادة الفرص الوظيفية للمواطنين
وتستعد السعودية خلال السنوات القليلة المقبلة من اطلاق مشاريع سياحية رائدة على مستوى العالم يجري حاليا العمل على تجهيزها ومنها: القدية ومشروع البحر الاحمر وامالا اضافة الى مدينة المستقبل (نيوم) والتي ستكون المدينة الرئيسية فيها مدينة (ذا لاين). كما يجري الاستعداد على اطلاق مشاريع اخرى في مختلف مناطق المملكة.
السياحة ودعم الاقتصاد
تُعد السياحة من أكثر مصادر الدعم لميزان المدفوعات بالدولة وذلك بجلب العملات الأجنبية – اذا ما استثنينا الفترة الحالية التي تشهد انتشار جائحة كورونا في العالم-، إلا أن تلك العوائد اذا لم يكن الإنفاق على المنشآت السياحية من الإنتاج المحلي، فربما وبعد عملية موازنة بين ما تجنيه الدولة من عملات أجنبية وما تصرفه من عملات أجنبية لاستيراد ما تُحدِّث أو تُؤسس به منشآتها السياحية، نجد أن السياحة مصدر لسحب العملات وليس لجلبها على الأقل لعدة سنوات.
وبالأرقام فوفقاً للمجلس العالمي للسفر والسياحة، يساهم القطاع بما يقدر بنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ومن المتوقع نمو القطاع السياحي بنسبة 3.7% بحلول العام 2029، ستسهم بما يزيد عن 13 مليار دولار في الاقتصاد العالمي، تعادل 11.5% من الناتج المحلي العالمي.
يدعم القطاع السياحي 319 مليون وظيفة على مستوى العالم -حوالي واحدة من كل عشر وظائف حول العالم- ومسؤول عن خلق وظيفة مقابل كل خمسة وظائف يتم توفيرها حول العالم.
والسياحة مصدر لدعم خزانة الدولة، حيث الرسوم التي تُفرض على الخدمات المُقدمة للزائرين، والأمر نفسه هنا، فإذا شعر الزائر بأن ما ينفق من رسوم ينعكس على ما يقدم له من خدمات فلن يتردد في دفع تلك الرسوم، والعكس صحيح.
السياحة أيضا من أكثر الصناعات من حيث التوظيف، فهي لا يصلح في كثير من جوانبها الماكينات، أو الروبوتات فكل ما فيها يحتاج إلى الإنسان لأن الإنسان يستطيع أن ينقل المشاعر وهو ما لا يمكن أن تفعله الآلة.
والسياحة عندما تنشط تتحرك معها كل القطاعات، فالزوار في البداية يحتاجون إلى الطيران ووكالات السفر والخدمات السياحية (قطاع الطيران)، وما أن يصلوا إلى الدولة فهم يحتاجون إلى وسائل نقل (قطاع النقل)، وما يتعلق به من خدمات للطرق، ومطاعم وكافيهات (قطاع الأغذية)، بالإضافة إلى الفنادق بما فيها من أساس وأدوات كهربائية بكل أشكالها (قطاع الإيواء)، كذلك يحتاج من تطول مدتهم الرعاية الصحية (قطاع الرعاية)، وهم في الوقت نفسه يستخدمون البنوك والصرفات الآلية وماكينات الدفع (القطاع المالي). كما يحركون قطاع الاتصالات وبالأخص الإنترنت والبيانات (الاتصالات)، وما يرتبط بكل تلك القطاعات من خدمات (قطاع الخدمات)، وعادة ما يقومون بشراء الهدايا عند العودة (قطاع التجزئة)، وهو ما قد يحتاج إلى الشحن لدولهم (قطاع الشحن)، وبالتالي عمليات توظيف في كل تلك القطاعات، تبعه عمليات إنفاق.
السياحة وتنمية الإنسان
تحتاج الدول للحفاظ على النمو في مجال السياحة إلى الاهتمام بالبنية التحتية وتعهدها بالصيانة الدائمة لأنها في ذلك الوقت تكون أحد مصادر الدخل، ولا يقتصر الأمر حينها على المدن الكبرى والأماكن الهامة بالدولة فقط، بل يتم تعميم هذا الاهتمام بكل أنحاء الدولة، حيث ما يربط المدن الكبرى من طرق لابد وأن يكون على نفس الدرجة من الرفاهية التي تكون عليها المدن، لأن عين الزائر تقع على كل ما تراه، وعليه فإن تنمية المناطق الريفية والنائية يصحبه تنمية للإنسان، وبالتالي تُحدث السياحة نوعاً من المساوة الاجتماعية التي تؤدي بدورها إلى الإسراع في النهوض بالدول، فربما يتسبب جزء من الأفراد بالدولة في هدم ومحو ما يقوم آخرون به من جهود.
10 عوامل تجعل المملكة بالصدارة
قلما تجتمع ما اجتمع للمملكة من عوامل تجعلها جديرة باحتلال مركز جاذب للوجهة السياحية العالمية، نرصد منها 10 عوامل فقط، بينما هناك العشرات مما لا يتسع له المجال هنا، لأنه يحتاج إلى دراسات متخصصة:
– المقدسات الدينية وما يتعلق بها من رابط نفسي لحوالي خُمس سكان العالم، وهو ما لا تحظى أي من دول العالم بمثله.
– الموقع الجغرافي من حيث سهولة التواصل مع العالم والسواحل شرقاً وغرباً على الخليج العربي والبحر الأحمر، وما يرتبط بذلك من جزر يبلغ عددها 1300 جزيرة بما فيها من حيوانات بحرية وبرمائية نادرة.
– عمق واتساع الصحراء وصفاؤها وفيها المصايف الجبلية الزاخرة بالمشاهد الساحرة، وما يترتبط بها من عمليات السفاري التي قد لا تتوافر لكثير من الدول يهذا الشكل.
– عدد كبير من الأماكن السياحية الجميلة التي تقدم تجربة رائعة للاستكشاف والمتعة.
– المساحات الخضراء والمناظر الطبيعية الخلابة، والصناعات التقليدية التي تتميز بها المملكة.
– حالة المناخ والطقس التي تتناسب مع جميع الأذواق وعلى مدار جميع فصول العام.
– عدد كبير من رجال الأعمال وأصحاب الملاءة المالية العالية، والشركات الكبرى، مما يوفر القيام بأي أنشطة تدعم السياحة خاصة سياحة المعارض والاجتماعات، ومما يتسبب في الرواج الاقتصادي بالدولة.
– ثالث أكبر دولة عربية من حيث المساحة بعد الجزائر والسودان وهذا ساعدها على التنوع المناخي والتضاريس.
– واحد من أكبر 20 اقتصاداً بالعالم وهو ما يدعم جوانب الإنفاق، وحكومة تعمل على تذليل السُبل نحو التقدم، بما طرحته من قوانين وتشريعات.
– بنية تحتية متطورة جدا من شبكات المواصلات البرية والبحرية والجوية، ومرافق ومنشآت حديثة عالية المستوى، ووسائل اتصال ومراكز أعمال ومال وتسوق على مستوى عالمي.
أكثر من 50 معلماً سياحياً
لدى المملكة 9 أنماط سياحية رئيسية، ومئات المعالم السياحية، أما عن أنماط السياحة، فهناك السياحة الدينية، السياحة الثقافية، السياحة الاستجمامية، السياحة الصيفية والسياحة الشتوية (أطلقت وزارة السياحة حملة (الشتاء حولك)، سياحة الشواطئ وسياحة الجزر، السياحة البيئية، السياحة العلاجية والاستشفائية، والسياحة الرياضية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال